تحتل الولاياتالمتحدة المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تمتلك غواصات بعد كل من كوريا الشمالية والصين، بإجمالي نحو 66 غواصة حربية، وفقًا لإحصائيات موقع "جلوبال فاير باور"، إلا أن الأمر لا يمكن النظر إليه من خلال الأرقام فقط، حيث تُعد الفعالية في ميدان المعركة هي الأهم، إذ تمتلك أمريكا مجموعة من أحدث الغواصات في العالم. أحدثها الغواصة "ساوث داكوتا" (إس إس إن 790)، التي تسلمتها البحرية الأمريكية في وقت سابق من العام الجاري، على أن تدخل الغواصة التي تُعد رقم 17 في البحرية من طراز "فرجينيا"، الخدمة في أوائل عام 2019، وفقًا لما ذكرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية. وقال الكابتن كريس هانسون مدير برنامج غواصات "فرجينيا" في القيادة البحرية، في بيان صدر بعد تسلم السفينة في 24 سبتمبر الجاري، إن "استلام الغواصة (ساوث داكوتا) يمثل نقطة فارقة"، مضيفًا أنها "تمثل ميزة كبيرة للأسطول الأمريكي". لكن ما لم يقله هانسون، هو أن "ساوث داكوتا" ليست غواصة عادية من طراز "فرجينيا"، حيث ستكون الغواصة، الأحدث في برنامج الغواصات الشبحية التابع للبحرية الأمريكية. اقرأ المزيد: غواصة روسيا النووية «Borei 2» تثير القلق في واشنطن وعند البدء في تصنيع الغواصة "ساوث داكوتا" في 2016، صرح مايكل جابلي الذي كان يشغل مدير برنامج الغواصات في البحرية آنذاك أن "هذا هو ردنا على تطوير منافسينا لغواصاتهم"، مضيفًا أنه "بعد إنتاج الروس الغواصة (سيفرودفينسك)، حققوا تقدم هائل في مجال الغواصات الشبحية، فنحن نريد أن نحافظ على ريادتنا في ذلك المجال". ومن المتوقع أن تحظى الغواصة "ساوث داكوتا"، خلال فترة التأكد من جاهزيتها في وقت لاحق من هذا العام، ببعض التعديلات الهامة، قبل إطلاقها بشكل رسمي. وتشمل التعديلات طلاء البدن بمواد كيميائية جديدة، تدعم خواصها "الشبحية"، وسلسلة من التحسينات في الآلات داخلها، وإضافة أنظمة رادار صوتية كبيرة على جانبي الغواصة، حيث يقول جابلي إن "الرادارات الجديدة تمنح ميزة كبيرة للغواصة (ساوث داكوتا) في الكشف عن الغواصات الأخرى قبل أن يتم اكتشافها"، بالإضافة إلى ذلك، تتميز الغواصة بتصميم جديد معزَّز لعملية الدفع، تمت إضافته أثناء عملية بنائها، وإذا أثبت التصميم الجديد أنه أقل نجاحًا، تخطط البحرية لاستبداله أثناء فترة الاختبارات. وأشارت المجلة إلى أنه إذا أثبتت التعديلات التي تمت تجربتها في الغواصة "ساوث داكوتا" نجاحها، فسيتم تبني هذه التقنيات لاستخدامها في الغواصات المقرر بنائها مستقبلًا، من طراز "فرجينيا"، بالإضافة إلى غواصات الصواريخ الباليستية المستقبلية من طراز "كولومبيا". اقرأ المزيد: أمريكا في خطر بسبب الغواصات الروسية والصينية ومن المتوقع أن تقلل تكنولوجيا تخفيف الضوضاء الجديدة، من البصمة الردارية لغواصات الجيل الخامس من طراز "فرجينيا" التي من المقرر أن تشمل أنابيب إطلاق الصواريخ من طراز "في بي إم" المتطورة. كما أنه من المتوقع أن تحمل آخر 19 غواصة من طراز "فرجينيا"، أنابيب "في بي إم"، وتتوقع البحرية أنه ستقوم بتصميم غواصة هجومية جديدة بعد بناء آخر غواصة من طراز "فيرجينيا". الغواصة الجديدة تمتلك العديد من المميزات حيث بدأ بنائها في أبريل 2016، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة ضمن البحرية الأمريكية في 2019، وأن تضم الغواصة طاقم مكون من 132 فردًا، 15 ضابطًا و117 جنديًا. وتتمتع بالعديد من الرفاهيات، حيث يقدم خمسة طهاة الطعام على مدار 24 ساعة لطاقم الغواصة، كما تضم مسرح وسينما، وغرفة ترفيهية. يبلغ طول الغواصة 115 متر، وهي بذلك أكبر من ملعب كرة قدم أمريكية، ويبلغ عرضها 11 متر، ويصل ارتفاعها إلى 12 طابقًا تقريبًا، ويمكنها أن تسافر بسرعة تزيد عن 45 كيلومتر في الساعة، كما تستطبع أن تعمل في عمق أقصاه متر تحت سطح البحر. اقرأ المزيد: «سينبو سي» الكورية الشمالية تهدد البحرية الأمريكية الغواصة "ساوث داكوتا" قادرة على البقاء في البحر لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر متواصلة، وتعمل بالطاقة النووية، وهو ما يعني أنها قادرة على الحصول على الطاقة بشكل مستمر طوال فترة عمرها التي تصل إلى 33 عامًا. وبالنسبة لتسليح الغواصة، فهي مسلحة بأربعة أنابيب إطلاق طوربيد، بالإضافة إلى اثنين من أنابيب الحمل، كل منهما قادر على حمل ستة صواريخ "توماهوك" التي يمكن أن تصل إلى أهداف على الشاطئ على بُعد ألفين كيلومتر.