يبدو أن حادثة إسقاط طائرة "إيل –20" الروسية فوق سوريا، كانت بمثابة دفعة قوية، للرئيس الروسي لاستكمال اتفاق توريد منظومة إس 300 لدمشق، والتي كان قد تم التعاقد عليها في 2010، وهو ما زاد من مخاوف الجانب الإسرائيلي الذي يشن هجمات بين الحين والآخر ضد أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية. صحيفة "كوميرسانت" الروسية نقلت عن مصادر قولها: إن موسكو سترسل في غضون أسبوعين نحو 4 كتائب من منظومة صواريخ "إس-300" للدفاع الجوي إلى سوريا. وذكرت المصادر، أن منظومة صواريخ الدفاع الجوي "إس-300" التي أعلنت موسكو أمس، أنها سترسلها إلى سوريا، ستغطي المنشآت الموجودة في الساحل السوري، وستراقب الحدود السورية مع إسرائيل، وكذلك مع الأردن والعراق ولبنان. وأوضحت أن عدد كتائب المنظومة الصاروخية "إس-300" التي سترسل إلى سوريا يمكن أن يرتفع إلى 6 أو 8 كتائب، وذلك حسب تطورات الأوضاع وما تقتضيه الحاجة. من جانبه، أكد الأستاذ في الأكاديمية الروسية للعلوم العسكرية سيرجي سودكوف أن 7 منظومات من "إس-300" يمكنها إغلاق الأجواء السورية كلها، ويمكن أن تزود موسكودمشق بما لا يقل عن 5 مثل هذه الأنظمة. اقرأ أيضًا: المعارضة الإسرائيلية تهاجم نتنياهو بسبب بوتين.. وتدعو لاستبداله وقال سودكوف: "أعتقد أننا يمكن أن نرسل إلى سوريا 7 أنظمة من "إس-300" كحد أقصى، وهذا كثير جدا، لكن سنكون قادرين على حل مشكلة إغلاق سماء سوريا ومع ذلك، فإن إرسال مثل هذه الكمية احتمال ضئيل، ولكن 3 أو 4 منظومات أيضا قادرة على السيطرة على مناطق واسعة من الأراضي السورية، وجميع المواقع التي تقوم فيها روسيا بعملية ضد الإرهاب". "الخبير" أضاف أنه بجانب منظومة "إس-300" في سوريا، ستعمل أنظمة التشويش في مناطق لن تستطيع طائرات العدو المحتمل أن تصل إليها، وفقا ل"سبوتنيك". وكان وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، قال في وقت سابق: إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، سيتم تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي "إس-300" خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم. كما أعلن شويجو عن إطلاق الجيش الروسي التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا. وأثارت هذه الخطوة مخاوف إسرائيل، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن تسليم منظومات إس-300 للدفاع الجوي إلى سوريا سيعرض أمن المنطقة للخطر. اقرأ أيضًا: إسرائيل في مأزق.. الاعتراف بالخطأ تعويض روسيا الوحيد عن إسقاط الطائرة إلا أن الخارجية الروسية، قالت: إن حجج الذين طلبوا سابقًا عدم تسليم سوريا منظومات "إس-300" لم تعد مقنعة، مؤكدة أن من حق أي دولة تقديم دعم عسكري تقني لشركائها. مدير قسم حظر انتشار الأسلحة والسيطرة عليها في وزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، أكد أن تزويد دمشق بمنظومة "إس-300" لن يؤدي إلى التصعيد في سوريا، بل إلى الاستقرار، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة دفاعية، والولايات المتحدة تكذب عمدًا عندما تقول إن تصدير روسيا لها يهدد أمنها. وأضاف يرماكوف أن منظومات "إس-300"، التي ستتسلمها سوريا ستتمكن من تغطية الأجواء السورية، حيث يتطلب الأمر فعل ذلك. ومنظومة "إس-300" في وضع قتالي لدى 20 دولة في العالم، منها بيلاروس، كازاخستان، أذربيجان، أرمينيا، أوكرانيا، الصين، فيتنام، فنزويلا، وخلال أسبوعين ستقوم بحماية الأجواء السورية، وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الروسية. اقرأ أيضًا: روسيا ترد على ضلوع إسرائيل في إسقاط طائرتها بكارت إيران وحزب الله ويعود تاريخ توريد منظومة "إس-300" إلى سوريا للعام 2010، حينما وقعت روسيا اتفاقا لتوريد 4 منظومات "إس-300" لسوريا، وفي إطار الاتفاق قامت دمشق بتسديد مئات الملايين من الدولارات كدفعة مقدمة للصفقة. إلا أن الصفقة لم تتم، إذ أعلنت موسكو في سبتمبر 2010، تعليق توريد المنظومة لدمشق، وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 2013، بأن الاتفاق نُفِذ بشكل جزئي، حيث تم توريد أجزاء معينة من المنظومة لسوريا، بحسب "تاس". وفي سبتمبر 2015، نقلت صحيفة "كوميرسانت" عن مصدر عسكري روسي، أنه تم الاتفاق مع دمشق على توريد ناقلات جند مدرعة من طراز "بي تي أر-"80 عوضا عن منظومات "إس-300" التي كان يفترض توريدها. وبدأ تصنيع "إس-300" على دفعات في سنة 1975، وانتهى اختبار المجمع في عام 1978، ودخلت المنظومة حيز الاستخدام في عام 1979، وشهدت تطويرات عدة منذ ذاك الوقت آخرها في 1997، حيث أطلق عليها "إس-300 بي أم أو فافوريت".