دخل ملف الخروج البريطاني الأمتار الحاسمة قبل الإعلان بشكل رسمي عن إتمام عملية البريكست في مارس المقبل، والتي من المتوقع أن تحسمها رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بغض النظر عما إذا كانت تستطيع التوصل إلى اتفاق من عدمه مع بروكسل. المفاوضات المتعثرة مع العديد من البلدان في أوروبا بشكل عام وفرنسا على وجه الخصوص، لم تعد هي الملف الوحيد المؤرق لرئيسة الحكومة البريطانية، حيث بات أيضًا وضع البريطانيين الذين يقيمون في العديد من البلدان في منطقة اليورو يُشكل ضغطًا كبيرًا على ماي. أملًا في الخروج السريع.. بريطانيا تراهن على الاتحاد الأوروبي للضغط على فرنسا رئيسة الوزراء البريطانية التي طالبت الاتحاد الأوروبي ب"احترام" رغبة الشعب في المملكة المتحدة، لا تزال مُطالبة بإيجاد حلول نهائية لوضعية البريطانيين الذين يعيشون في فرنسا وحول الاتحاد الأوروبي، والذين أبدوا غضبهم من أن رئيسة الوزراء لم تُبدي هتمامًا يذكر لموقفهم، الأمر الذي دفع بعض الأوساط الحقوقية في أوروبا لوصف خطاب ماي أمس الجمعة ب"المخزي"، حسب مجلة لوكال الفرنسية. وقالن ماي لوسائل الإعلام في لندن: "المحادثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وصلت إلى طريق مسدود". ووجهت رئيسة الحكومة البريطانية بيانها الذي وصفته وسائل الإعلام ب"القتالي" بعد عودتها من قمة الاتحاد الأوروبي في سالزبورج، والتي فشلت خلالها في الحصول على موافقة من الدول الأعضاء على خطة الخروج. وأضافت ماي: "طوال هذه العملية التفاوضية، لم أتعامل مع الاتحاد الأوروبي سوى بالاحترام، المملكة المتحدة تتوقع نفس الشيء". وأوضحت أن في هذه المرحلة المتأخرة من المفاوضات، يبدو من غير المقبول ببساطة رفض مقترحات الطرف الآخر دون شرح مفصل ومقترحات بديلة من الأطراف الرافضة. وبخلاف الخطاب الناري، فإن المحصلة النهائية كما هددت ماي هي الخروج سواء تم ذلك باتفاق أو بدون ذلك، حتى وإن لم يقبل الاتحاد الأوروبي مقترحاتها. فرنسا تُهدد بريطانيا بالعُزلة حال فشل مفاوضات «بريكست» مقترحات تيريزا ماي أغضبت البريطانيين في فرنسا وأوروبا، حيث لم تُشر رئيسة الحكومة على الإطلاق إلى ال1.1 مليون من المواطنين البريطانيين يعيشون حول الاتحاد الأوروبي. وعن موقفها الجديد، قالت ماي: "لا أحد يريد صفقة جيدة أكثر مني، لكن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون واضحًا، فأنا لن اتغاضى عن نتيجة الاستفتاء وأُفرق البلاد". وبدا حديث ماي لم يلق صدى عند أكثر من مليون بريطاني كان ينتظر حديث رئيسة الحكومة في بلاده عن مصيرهم، حيث أكد بعض المواطنين البريطانيين المقيمين في فرنسا ل "لوكال": "من غير المقبول تمامًا أنها لم تذكر على الإطلاق من 1.1 مليون مواطن بريطاني يعيشون في الاتحاد الأوروبي، ولا حتى اعتراف بأننا موجودون". وأضافوا: "بصراحة، القيام بالخروج من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق هو شيء مخزٍ، فهي نست 1.2 مليون شخص، هم الآن الأكثر تضررًا من الآثار الجانبية للبريكست". وفي السيثاق ذاته، أصدرت مجموعة الحملة البريطانية في أوروبا خطابًا غاضبًا مفتوحًا إلى تيريزا ماي، وصفت فيه أيضًا خطاب رئيسة الحكومة البريطانية بأنه "مخزٍ". تحسبًا لاستقالتها.. هؤلاء الأبرز لخلافة ماي في رئاسة الحكومة البريطانية وقالت رئيسة الجمعية جين جولدنج موجهة حديثها لماي: "يبدو أنكِ مستعدة لإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة وبدون أي تفكير في رعاياكِ، وهذا بمثابة إهمال مشين وغير مقبول من جانبكم". وأضافت: "نحن ما زلنا مواطنين بريطانيين، لديكِ التزامات تجاهنا ونتوقع منك ومن حكومتك احترام هذه الالتزامات". وبشكل عام، تبقى فرنسا واحدة من أكثر البلدان المحتضنة لمواطنين بريطانيين في الاتحاد الأوروبي، كما أنها واحدة من أكثر الدول الرافضة للبريكست دون التوصل لاتفاق مرضي لها. الحصول على موافقة باريس ظل العنصر الأكثر أهمية في خطط تيريزا ماي، غير أن الموقف المتشدد لفرنسا ومحاولتها المستمرة الاستفادة من أعمالها وسوقها المفتوح في بريطانيا، ترك باريس شبه "معزولة" داخل الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي طلب عدم الكشف عن هويته لصحيفة ذا صن البريطانية: "المواقف ليست متشابهة بين كافة الدول الأعضاء تجاه البريكست، غير أن هناك بلد وحيد صعب جدًا على البريطانيين وهو فرنسا".