الصراع بين الولاياتالمتحدةوروسيا، على خلفية اتهام واشنطن للأخيرة، بالتدخل في انتخاباتها الرئاسية لعام 2016، يتصاعد يومًا تلو الآخر، حيث فرضت أمريكا العديد من العقوبات على أشخاص ومؤسسات روسية. ويبدو أن روسيا لم تكن المتضرر الوحيد من هذه العقوبات، حيث فرضت الولاياتالمتحدة، أمس الخميس، عقوبات على الجيش الصيني لشراء معدات عسكرية روسية. شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هذه الخطوة تهدف إلى معاقبة موسكو بسبب "أنشطتها الخبيثة" بما في ذلك التدخل في الانتخابات الأمريكية. العقوبات تستهدف روسيا وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "إن هذه القرارات لا تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية أو الاستعداد القتالي لأي دولة"، وأضافت "لكن هذه العقوبات فُرِضّت على روسيا، ردًا على تدخلها في الانتخابات الأمريكية، وسلوكها غير المقبول في شرق أوكرانيا، وغيرها من الأنشطة الخبيثة". العقوبات تم تطبيقها بموجب قانون يُلزم الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على أي شخص يقوم بمعاملات كبيرة مع أشخاص مدرجين في قائمة سوداء تابعين لأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية، بما في ذلك مصنعو الأسلحة. كما قام وزير الخارجية مايك بومبيو، يوم الخميس، بإضافة أسماء 33 مواطنًا روسيًا آخرين على تلك القائمة السوداء، ليصل إجمالي عددهم إلى 72 شخصًا. وقالت الشبكة الأمريكية، إن بومبيو، قام بالتشاور مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، حول فرض عقوبات على إدارة تطوير المعدات العسكرية في الجيش الصيني ومديرها "لي شانج فو"، لشراء معدات عسكرية من روسيا. وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن "هذه خطوة مهمة"، مضيفًَا أنها المرة الأولى التي يعاقب فيها أي شخص بسبب قيامه بأعمال تجارية مع أشخاص على القائمة السوداء للعناصر الروسية. اقرأ المزيد: بنسبة 25%.. أمريكا تسعى لزيادة قواتها الجوية لمواجهة الصينوروسيا القائمة جاءت وفقًا ل"قانون مناهضة خصوم أمريكا من خلال العقوبات"، الذي أقره الكونجرس، وسط مخاوف من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يتخذ إجراءات صارمة ضد روسيا، ويمكنه حتى أن يخفف العقوبات المفروضة على موسكو. ولم يتمكن المسؤول من تحديد المبلغ الذي أنفقه الجيش الصيني على المعدات الروسية، لكنه أكد أن عمليات تسليم الأسلحة تمت في ديسمبر ويناير الماضيين. وأشار المسؤول إلى أن الهدف من توسيع القائمة السوداء، هو جعل الناس يفكرون مرتين قبل التعامل مع أي شخص مدرج عليها، وأضاف "نأمل أن يكون ذلك رادع كاف لتجنب العمل مع هؤلاء الناس". من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، "جينج شوانج" اليوم الجمعة، أن بكين "تعرب عن سخطها" إزاء العقوبات، وأنها قد دخلت بالفعل في "مفاوضات جادة" مع واشنطن. وقال جينج فى المؤتمر الصحفى اليومى، إن "العقوبات انتهكت بشدة القواعد الاساسية للعلاقات الدولية، وألحقت الضرر بالعلاقات بين الدولتين والجيشين". وأضاف "أننا نحث الجانب الأمريكي على تصحيح هذه الأخطاء على الفور، ورفع هذه العقوبات، وإلا فإن على الولاياتالمتحدة أن تتحمل عواقب ذلك". مخاوف أمريكية من معاقبة حلفاءها ذكرت صحيفة "ساوث تشينا مورنينج بوست" الصينية، أن روسيا باعت أسلحة بقيمة 15 مليار دولار للصين في عام 2017، وفقًا لوكالة "روسوبورون اكسبورت" الروسية المسؤولة عن الصادرات العسكرية. حيث تُعد روسيا هي ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم بعد الولاياتالمتحدة، والتي تمثلان معًا أكثر من نصف جميع صادرات الأسلحة العالمية، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. اقرأ المزيد: لماذا تضغط واشنطن على تركيا لمنع شراء منظومة «إس 400»؟ وأثار قرار أمريكا بفرض عقوبات على الصين بسبب مبيعات الأسلحة من روسيا، احتمال أن تفرض واشنطن عقوبات على حلفاء لها، والذين يشترون معدات عسكرية من موسكو. حيث تتضمن قائمة الدول التي تشتري أسلحة روسية من الكيانات المدرجة في القائمة السوداء، شركاء أمريكيين في مكافحة الإرهاب مثل المغرب والجزائر والإمارات وقطر. وبالإضافة إلى ذلك تركيا، الحليف الأمريكي وعضو الناتو، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 31 أغسطس الماضي، إن بلاده ستشتري نظام الدفاع الصاروخي "إس 400" في أقرب وقت ممكن. وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية إن الولاياتالمتحدة سوف تميز بين المبيعات الصغيرة والمشتريات الكبيرة، حين تفكر في تطبيق العقوبات. مبيعات الأسلحة الروسية للصين قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن فرض العقوبات على الصين جاء بسبب شرائها مقاتلات سوخوي "سو 35"، حيث تلقت بكين 10 طائرات مقاتلة من طراز "سو 35" في ديسمبر 2017، لتصبح بذلك أول بلد أجنبي يشتري النسخة المطورة من المقاتلة "سو 27". وتعمل المقاتلة الروسية بمحركين من طراز "AL-117S"، ومزودة بنظام "توجيه الدفع" يمكّنها من إجراء مناورات بسرعات منخفضة، كما تتميز برادار متعدد الوظائف قادر على تتبع ما يصل إلى 30 هدفًا في وقت واحد. بالإضافة إلى المقاتلات الروسية، استلمت الصين، هذا العام، نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع "إس 400"، وهي الدفعة الأولى من عقد تم توقيعه في عام 2014. ويعد النظام واحد من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم، حيث يشمل صواريخ ذات نطاقات مختلفة، تتراوح بين 40 كيلومترًا إلى 400 كيلومتر، والتي يمكن أن تصل إلى أهداف من ارتفاعات تتراوح بين 10 و30 كيلومترًا لتشكل تغطية كاملة متعددة الطبقات. اقرأ المزيد: «MI 35 الروسية».. دبابة طائرة يمكنها غزو أوروبا وعلاوة على ذلك يتمكن "إس 400" من اكتشاف الطائرات الشبح ومواجهة التشويش الإلكتروني، كما أن النظام الواحد يضم 384 صاروخًا، وما يصل إلى 72 قاذفة، ويمكنها تتبع 300 هدف في نفس الوقت والهجوم على 36 منها دفعة واحدة. وفي 2016 اشترت الصين سبع مروحيات "كاموف" متعددة المهام، واثنتين أخريين في عام 2017 من الشركة الروسية القابضة للمروحيات، وشملت العقود تدريب للطيارين الصينيين. وتُعد المروحيات متعددة الأغراض مناسبة لمجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك عمليات مكافحة الحرائق وعمليات البحث والإنقاذ، والقيام بدوريات.