رغم إعلان البعثة الأممية للدعم في ليبيا، عن توصلها لاتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل المتناحرة في طرابلس، فإن الاشتباكات لم تتوقف بين الفصائل المسلحة. مصدر حكومي من العاصمة الليبية، أكد أن أيا من الأطراف المتقاتلة المحسوبة على حكومة الوفاق لم تعلن التزامها باتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن، حسب العربية. أما مصعب زقلوط، عضو الغرفة الأمنية المشتركة الليبية في مدينة ترهونة والنواحي الأربع التابعة ل"اللواء السابع مشاة"، فقال: إن "الاشتباكات المسلحة تجددت في وادي الربيع وجميع المحاور بالعاصمة طرابلس بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار". وأكد زقلوط، أن قوات اللواء السابع لن توقف إطلاق النار في حال استمرار تواجد الميليشيات المسلحة داخل العاصمة طرابلس، مشددًا على ضرورة حل تلك الميليشيات وتسليم أسلحتها وخروجها من العاصمة، بحسب "العين" الإخبارية. اقرأ أيضًا: اشتباكات طرابلس تضع ليبيا في أزمة سياسية وتعرقل الانتخابات وأوضح المسؤول العسكري الليبي، أن قواته تسيطر على مناطق "خلة الفرجان" و"طريق صلاح الدين" و"وادي الربيع" وجزء كبير من "عين زارة" في العاصمة طرابلس، وأن الاشتباكات لا تزال تدور حاليًا في تلك المناطق، حسب "اليمن العربي". على جانب آخر، أجمع خبراء ومحللون ليبيون على ضرورة تدخل الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، في العاصمة طرابلس، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع الدموي بين الميليشيات، الذي خلف عشرات الضحايا. الباحث السياسي في الشأن الليبي عبدالحفيظ غوقة، أكد أن ما يجري في طرابلس من صراع بين مختلف الجماعات المسلحة المسيطرة على العاصمة إخوانية ومقاتلة ومناطقية، يدفع ثمنه المدنيون من ممتلكاتهم ومقدرات الليبيين ومؤسساتهم العامة المختلفة، وفقا ل"العين". وأضاف "غوقة" أن الحل هو توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة الإرهابية وفوضى السلاح خارج شرعيتهما، قائلا: "أعتقد أن هذا ما يتم حاليا ويجري العمل عليه وما يجري في العاصمة من قبل اللواء السابع وهو قوة قوامها وأساسها عسكريون منضبطون مرجعيتهم القيادة العامة للجيش الوطني بقيادة حفتر، التي لم تفصح حتى الآن عن موقفها لأسباب تبدو منطقية، ستكون الأفضل لصالح استقرار العاصمة وبسط الأمن فيها من قبل قوات الجيش النظامي". اقرأ أيضًا: انهيار هدنة طرابلس.. و«السراج» يدعو المجتمع الدولي للتدخل في السياق نفسه، قال عادل الفايدي، الخبير في الشؤون السياسية الليبية: إن "دخول الميليشيات في المشهد السياسي والأمني أعاد الأزمة إلى (النقطة صفر)"، مؤكدًا أن ما يحدث من هجمات من جانب تلك العصابات المارقة الإجرامية يؤكد فشل "المجلس الرئاسي" و"حكومة الوفاق" والجهود الدولية ومبادرات المجتمع الدولي لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ عام 2011. "الفايدي" شدد على ضرورة تدخل الجيش، بقيادة المشير خليفة حفتر، في العاصمة طرابلس في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن الميليشيات المسلحة دمرت البلاد لمدة 7 سنوات، وبالتالي يجب التفكير في الغد ودعوة الجيش الوطني لحل الأزمة والخلاص من جميع تلك الميليشيات "المارقة". وأكد الباحث الليبي، أن ما حدث مؤخرا أظهر الحقيقة الغائبة عن البعض، وهي ضرورة حل جميع تلك الميليشيات الإرهابية، وأن فايز السراج لم ينجح لمدة عامين ونصف في بناء أي شيء في الدولة، بل لم يحافظ على المجلس الرئاسي نفسه. كان قائد القوات الخاصة الليبية اللواء ونيس بوخماده، قال في وقت سابق: إن "الجيش الوطني جاهز للتدخل في طرابلس من البر والبحر والجو وفي انتظار الأوامر من القائد العام". اقرأ أيضًا: الأممالمتحدة توقف نزيم الدم في طرابلس.. و«السراج» يدعو للانتخابات وأضاف المسؤول العسكري الليبي، أنهم رهن إشارة الشعب الليبي وأنهم مستعدون لتقديم المزيد من الشهداء في الجنوب أو في طرابلس، وعلى الميليشيات الخروج قبل التدخل بشكل كامل في العاصمة، وفقا ل"العين". ولفت قائد القوات الخاصة إلى أن الجيش الليبي لن يتوقف، فالمشوار لا يزال طويلا، مطالبا أهالي طرابلس وكل مدن ليبيا بالاقتداء بأهالي بنغازي الذين دفعوا الدماء لطرد العصابات المسلحة من مدينتهم. وتشهد طرابلس صراعًا هو الأشرس، خلال السنوات ال7 الماضية بين ميليشيات مسلحة ينتمي بعضها إلى تنظيم الإخوان الإرهابي و"تنظم القاعدة" وجماعات متطرفة أخرى ضد اللواء السابع ترهونة واللواء 22، التابع للجيش الليبي حسب خبراء عسكريين.