منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، كانت الولاياتالمتحدة هي الراعي الأساسي له، حيث توسط رؤساء الولاياتالمتحدة منذ ذلك الحين في صفقات السلام، ووفروا لإسرائيل ضمانات أمنية. وبعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير من العام الماضي، كان نهجه المعارض لفلسطين واضحًا، حيث اتخذ في ديسمبر الماضي قرارًا بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس. وكان آخر قراراته المعادية للشعب الفسطيني، الجمعة الماضية، حين قرر وقف جميع المساعدات الأمريكية المقدمة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا". حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة ترامب ستوقف ما يقرب من 300 مليون دولار من التمويل المخطط للوكالة، منهية عقودًا من الدعم. وقالت الوزارة في بيان لها، إن "الولاياتالمتحدة لن تشارك بعد ذلك في تمويل هذه الوكالة المعيبة بشكل لا يمكن إصلاحه". واستعرضت العديد من وسائل الإعلام العالمية، القرار الأمريكي، الذي أثار ردود فعل متباينة: "الجارديان": وصفة للفوضى وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال لها، قرار ترامب بقطع تمويل "الأونروا"، وفرض حظر يمنع الدول الأخرى من تعويض النقص في التمويل بأنه "وصفة للفوضى". اقرأ المزيد: كيف ستواجه فلسطين إلغاء الدعم الأمريكي ل«الأونروا»؟ وتساءلت الصحيفة عن "ماذا سيحدث ل500 ألف طفل يدرسون في مدارس الأونروا؟ أو نصف سكان غزة الذين يعتمدون على الأونروا في الحصول على الغذاء؟". مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة توفر نحو 350 مليون دولار سنويا للأونروا، أي أكثر من ربع ميزانية المنظمة السنوية البالغة 1.2 مليار دولار. وأضافت "الجارديان" أن سياسة ترامب تخاطر بأمن واستقرار الدول، مؤكدة أن الأسوأ من المقرر، هو تبعاته، حيث تريد إدارة ترامب إنهاء سياسة الأونروا الخاصة بالاعتراف بأبناء اللاجئين الفلسطينيين كلاجئين أيضًا، ليقل عدد اللاجئين المعترف بهم وفقًا للتوصيف الأمريكي، من 5 ملايين لاجئ لديهم "حق العودة" إلى منازل أجدادهم إلى بضع مئات الآلاف فقط. "نيويورك تايمز": قرار خطير أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير مفصل لها أعدته عن القرار الأمريكي وتأثيره على المنطقة واللاجئين، الذين ترعاهم المنظمة ويبلغ عددهم نحو 5.4 مليون لاجئ يعيشون في الأردن ولبنان وسوريا وغزةوالقدسالشرقية والضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن العديد من الدبلوماسيين والخبراء السياسيين قولهم إن وقف تمويل "الأونروا" أمر خطير للغاية، ويسبب حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط في وقت تتصاعد فيه التوترات بالفعل بين إسرائيل وجيرانها، خاصة في غزة، التي يعيش فيها أكثر من مليوني فلسطيني، يعتمد معظمهم على خدمات الوكالة. اقرأ المزيد: ماذا يترتب على إلغاء التمويل الأمريكي ل«الأونروا»؟ وأضافت الصحيفة أنه حتى المسؤولون الإسرائيليون، الذين لطالما تبنوا وجهات نظر مختلفة تجاه "الأونروا"، يشعرون بالتوتر لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، كثيرًا ما حذر من أن التخفيض المفاجئ في تمويل "الأونروا" قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار. "إن بي سي نيوز": نكبة أخرى شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أعدت تقريرًا مطولًا من مخيم "الدهيشة" للاجئين في مدينة بيت لحم، استطلعت فيه آراء اللاجئين حول القرار الأمريكي الذي وصفته ب"النكبة". حيث أشارت الشبكة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، الواقع على مساحة 1.5 كيلو متر مربع، استقبلوا قرار ترامب بوقف التمويل الأمريكي للأونروا بمزيج من الغضب والاستسلام، والعديد من التساؤلات. حيث تساءلت عبير زهران، الأم لأربعة أطفال، ما إذا كان بإمكانها إرسال أطفالها إلى المدرسة غدًا، وقالت "سمعت أنهم سيوقفونها، ماذا سيحدث؟". وأضافت عبير "أنا حقا غاضبة، أعتقد أن الأمريكيين يريدون بقاءنا جاهلين، هذا هو هدفهم". اقرأ المزيد: تعليق الخارجية المصرية على قرار أمريكا «وقف تمويل الأونروا» وقالت الشبكة الأمريكية إن "هذا القرار يأتي بعد عقود من خيبات الأمل التي تركت الفلسطينيين يواجهون عملية سلام فاشلة مع إسرائيل، واقتصادا ضعيفا، وتخفيضا في خدمات الأونروا، بالإضافة إلى قرار ترامب العام الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".