بدت معالم السقوط تسيطر على مشروع سد النهضة الإثيوبي خلال الفترة الأخيرة، حيث ظلت سلسلة من التعليقات والتصريحات المثيرة للجدل على مدار الأيام القليلة الماضية ترسم معالم التخبط الواضحة في عملية تنفيذ المشروع الضخم، والذي تعول عليه أديس أبابا بقوة لتحقيق نهضتها. وفي أحدث حلقات هذا السقوط، أشار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إلى مشكلات تواجه مشروع سد النهضة، الذي تقيمه بلاده على مجرى نهر النيل. إثيوبيا تعلن موعد الاحتفال ببناء سد النهضة: لن نقبل بحصة مصر ووفقا لوكالة رويترز، والتي نقلت عن آبي أحمد حديثه، خلال خطاب أمس السبت، عن مشكلات تواجه تصميم سد النهضة، فإن سد النهضة قد لا يرى النور في ظل الأوضاع الحالية. وأورد موقع "ذا ريبورتر" الإثيوبي المزيد من تصريحات رئيس الوزراء، ونقل عنه قوله إنه زار مشروع سد النهضة منذ شهرين ورصد تأخرا في تنفيذ الجوانب الكهروميكانيكية من جانب هيئة المعادن والهندسة المتعاقد معها. وبشأن التأخير في بناء سد النهضة الكبير في إثيوبيا، قال رئيس الحكومة الإثيوبي: "شركة ساليني تكمل جزءها من المشروع في الوقت المحدد، وهي تطالب الآن بدفعة ضخمة بسبب التأخير من شركة ميتيك الهندسية التابعة للجيش". موقع إزيجيا الإثيوبي أكد خلال تقرير تناول خلاله تصريحات رئيس الحكومة، أن مهام المشروع الضخم تبدو أكبر من قدرات الشركات التي تسلمت الخطط الخاصة بتنفيذه، في إشارة إلى شركة ميتيك التي يمتلكها الجيش. حديث رئيس الحكومة في أديس أبابا، أكد رؤية موقع إزيجيا، حيث قال: "سلمنا مشروع سد الماء المعقد إلى أناس لم يروا أي سد في حياتهم من قبل". العديد من العوامل وقفت في طريق المضي قدمًا ببناء السد الضخم، والذي تصنفه بعض الأوساط السياسية في إثيوبيا على أنه الأكبر في القارة السمراء، وواحد من أكبر السدود والحواجز المائية على مستوى العالم. تقرير أمريكي: سد النهضة لن ينتهي في أكتوبر.. ومخاوف مصر مفهومة مقتل سيميجني بيكيلي مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كان أحد أكبر المعوقات التي استجدت بطريق أديس أبابا لتنفيذ المخطط، خاصة وأنه كان أحد أهم الأطراف التي تبنت هذا السد. ونظرًا لأنه كان المحرك الرئيسي للمشروع، كان مقتل مدير مشروع سد النهضة بمثابة صدمة لدى الحكومة الأثيوبية حيث كانت تضع كل أمالها على بيكيلي في تنفيذ مشروع سد النهضة الإثيوبي، فلم يكن يسمح لأي أحد غيره بالحديث إلى وسائل الإعلام، حتى وصفه البعض بأنه "ديكتاتور". اغتيال مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي أربك المشهد في إثيوبيا، ومن ثم اضطر الحكومة إلى إعادة حساباتها، لأن "بيكيلي" كان مسئولا عن كل شئ في موقع تنفيذ مشروع سد النهضة. واختارت شركة الطاقة الكهربائية في إثيوبيا أفرام وولدبيدان كمساعد كبير مهندسي مشروع سد النهضة الأثيوبية المثير للجدل، ليحل مكان بيكيلي، وهو الأمر الذي يبقى مُحاط أيضًا بعلامات استفهام من جانب بعض التقارير الإعلامية، وذلك حسب ما جاء في موقع ENR. التغيرات السياسية بدت كلاعب رئيسي في حالة التخبط والسقوط الإثيوبي في ملف سد النهضة، وجاء أحدث المؤشرات على ذلك إعفاء أديب أسنيكي، الرئيسة التنفيذية للطاقة الكهربائية في البلاد، وتولي أبراهام بيلي، نائب المدير العام السابق لوكالة أمن شبكة المعلومات في إثيوبيا مهام المنصب، وذلك وفقًا لما عرضه موقع إزيجيا الإثيوبي. اغتيال «مهندس سد النهضة» يربك حسابات إثيوبيا وشكك الموقع الإثيوبي صاحب دوائر الاتصال الواسعة في الأوساط السياسية والاقتصادية في بلاده بجدوى تلك الخطوة، حيث قال إن القيادة السياسية الجديدة في البلاد تبدو غير سعيدة بتقدم المشاريع الكبرى مثل سد النهضة الكبير في إثيوبيا. وحاول الموقع تبني كافة وجهات النظر، حيث أشار إلى أن شبهات الفساد التي تخيم على العمل في مشروع سد النهضة، ربما كانت سببًا في الإطاحة بالرئيسة التنفيذية، والتي أيضًا كانت معروفة بانحيازها للتيار الداعي لاستكمال المشروع. وإجمالًا، تبقى مستويات العمل بمشروع سد النهضة، والذي أعلنت أديس أبابا أنها أتمت 60% منه خلال عام 2017، أقل مما يلزم لتفي الحكومة بوعوده بإنهاء العمل في السد بحلول أكتوبر المقبل، وهو الأمر الذي قد يُدخل البلاد في دوامة جديدة من الصراعات.