بعد نحو شهر من محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي خلال مؤتمر جماهيري بساحة ميسكل، عثرت السلطات الإثيوبية على سيميجني بيكيلي مدير مشروع سد النهضة، صباح اليوم الخميس، مقتولاً داخل سيارته في ساحة ميسكل في أديس أبابا. وقالت صحيفة "إثيوبيان ريبورتر" الإثيوبية أنّه عندما وصلت الشرطة إلى مكان الحادث وجدت محرك السيارة التي كان يقودها بيكيلي، وهي من طراز "تويوتا لاند كروزر V8" ما زال يعمل. وعلى الفور، تم نقل جثة مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي إلى المستشفى لتشريحها، وما زالت الشرطة الإثيوبية تحقق في الحادث. يشار إلى أن الحكومة الإثيوبية، تراهن على بيكيلي، في تنفيذ مشروع سد النهضة الإثيوبي، إذ كان مسؤولا عن كل شئ في موقع المشروع، ولم يكن يسمح لأحد غيره بالحديث إلى وسائل الإعلام، حتى وصفه البعض بأنه "ديكتاتور". سد النهضة مدير مشروع سد النهضة إثيوبيا.. ووسط تحليلات متضاربة، تشير بعض التوجهات في تفسير الحادث الثاني الذي يستهدف مسئولين بالنظام الحاكم في إثيوبيا إلى الدولة العميقة في الداخل الاثيوبي المتمثلة في الجيش ورجال المال والاقتصاد المتضررين من سياسات أبي الإصلاحية، فيما ذهب أخرون إلى تحميل عرقية "التيجرا" التي تتمسك بحكم إثيوبيا منذ عقود وتعارض أي مسئول من أكثرية الأورومو المهمشة، والتي ينتمي إليها رئيس الوزراء الجديد، بينما يحمل بعض الخبراء دولا إقليمية تحاول التأثير على الداخل الاثيوبي ، سواء مصر أو السودان المتضررين من بناء سد النهضة، فيما يرى فريق آخر أن يد الموساد الإسرائيلي غير غائبة عما يجري في العمق الإفريقي، إذ لا تريد لإثيوبيا التقدم والتخلص من إرث فساد التحكم الذي يمثل تربة خصبة للتدخلات الخارجية. يذكر أنه في 24 يونيو الماضي ، تحول المؤتمر الجماهيري الحاشد لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لحالة من الهرج والمرج، بعد محاولة لاغتياله، وتفجير سيارته ، ثم إلقاء قنبلة يدوية على المنصة. وعلق جمادا سوتي، المتحدث باسم جبهة تحرير الأورومو، آنذاك- على محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، قائلا: "حدثت أثناء عودته من الاجتماع الجماهيري المؤيدة له في ساحة الثورة، حيث وضعت القنبلة المعدة للتفجير في إحدى سيارات الأمن المتوقفة في طريق عودته بالقرب من المنصة، ولكن القنبلة انفجرت قبل مرور الموكب بعدة دقائق، مؤكدًا أنه كان هناك نية لاغتياله لإفشال الانتقال السلمي الذي تمر به إثيوبيا الآن". وأسفر الحادث عن مقتل عنصر من مؤيدي أبي أحمد واصابة نحو 127 آخرين، وتعد محاولتا الاغتيال الفاشلة والناجحة رسالة لنظام الحكم الجديد، قد تقلب الكثير من معادلات الحكم في البلاد.