60 يوما سجلت خلالها محاضر الشرطة 3 وقائع تقشعر لها الأبدان العامل المشترك بينها أن الضحايا أطفال في عمر الزهور لكن الأمر الأكثر قسوة أن الجناة آباء وأمهات فقدوا مشاعر الإنسانية، ورجعوا سبب ارتكابهم لتلك الجرائم بالخوف على "فلذات أكبادهم" من مصير مجهول وفقر يلوح في الأفق. لم تمر سوى ساعات على اتهام أب بإلقاء طفليه في ترعة فارسكور بدمياط والمعروفة إعلاميا ب"طفلي الدقهلية" حتى ألقت ربة منزل في محافظة المنيا، طفليها في ترعة البحر اليوسفي بعزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا؛ بسبب خلافات مع زوجها، مما أسفر عن مصرع أحدهما وإنقاذ الثاني. تلقى مدير أمن المنيا اللواء مجدي عامر، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المنيا، بقيام "الشيماء.ص.ع - 24 سنة" بإلقاء طفليها "محمد" 5 سنوات، و"هاني" 6 أشهر، داخل ترعة البحر اليوسفي أمام عزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار. وأفادت التحريات أن هناك خلافات عائلية بين ربة المنزل وزوجها ويدعى "رجب.ض" 33 سنة، وأنها دائمة الشكوى من معاملته السيئة، خاصة بعد أن رفض أن تذهب لزيارة أسرتها. بالعودة إلى مساء يوم 19 يونيو الماضي، سيطرت حالة من خيبة الأمل على المصريين بعد هزيمة منتخب الفراعنة على يد الدب الروسي في كأس العالم، لكن اليوم بات أكثر قسوة بانتشار خبر العثور على جثامين سيدة وابنتيها مقتولين ببولاق الدكرور، كشفت التحقيقات أن الأب "نجل الفنان المرسي أبو العباس" هو المتهم. وعقب مرور شهرين، تكرر نفس السيناريو لكن هذه المرة في قرية ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، في أول أيام عيد الأضحى المبارك عقب العثور على الطفلين "محمد" و"ريان" غارقين في ترعة بمركز فارسكور بدمياط وسط سيناريوهات متضاربة انتهت باعتراف الأب بقتلهما. في الواقعة الأولى، كشفت تحريات الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور -آنذاك- أن الأب "صلاح" اعتاد المضاربة بأمواله في البورصة لدرجة "الإدمان"، رغم تكبده خسائر فادحة آخرها منذ فترة قليلة، فضلا عن إصابته بمرض نفسي يعالج منه على مدار السنوات الست الماضية، وكان يعامل زوجته بشكل سيئ. أما في الدقهلية، فاعترف المتهم "محمود.ن"، 33 سنة، أنه عقب وفاة والده، ورث مع أشقائه الخمسة تركة تقدر ب15 مليون جنيه، كان نصيبه منها قطعة أرض بقيمة 1.5 مليون جنيه، باعها وأنفق قيمتها على ملذاته، كما اعترف بتعاطي مخدر "الأستروكس" في الفترة الأخيرة، مؤكدا أن علاقاته النسائية تسببت في فقدانه ثروته، بالإضافة إلى علاقته بعدد من تجار الآثار. نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس، أقر بأنه خنق زوجته "هبة"، 38 سنة في غرفتها، ثم أنهى حياة ابنتيه "جنة الله"، 11 سنة، مخنوقة بسلك تليفون، و"حبيبة"، 10 سنوات، بوسادة، ثم أخذ قسطا من النوم امتد إلى ساعة كاملة، استيقظ بعدها، ودخل للاستحمام، وارتدى ملابسه، وتوجه لمشاهدة مباراة مصر وروسيا. مسرح جريمة في واقعة طفلي الدقهلية جاء مختلفا، إذ اصطحب الأب طفليه إلى "ملاهي البحر"، ثم توجه بهما إلى منطقة البحر الجديد بالقرب من الملاهي، وألقى بطفليه واحدا تلو الآخر حتى تأكد من وفاتهما، وعاد ثانية داخل الملاهي زاعما اختطافهما على يد أشخاص توجد بينه وبينهم خلافات مالية، مشيرا إلى أنه كان يحب طفليه حبا كبيرًا حتى شعر أنه لا يستحق أن يكون أبًا لهما، بحسب قوله. ورجع المتهم بقتل أسرته داخل منزلهم ببولاق الدكرور السبب إلى خوفه على أسرته من الفقر في ظل اعتيادها على مستوى اجتماعي معين "خفت عليهم من الجوع والبهدلة.. الديون وحشة".