لم تأل مصر جهدا في التعاطي مع الأزمة الفلسطينية من أجل إحلال السلام، ووقف القتال بين حركة المقاومة "حماس" وجيش الاحتلال، وسعت جاهدة إلى توقيع اتفاق هدنة للحيلولة دون نشوب حرب جديدة في غزة. وما أن تواصل مصر مساعيها، حتى تبادر إسرائيل بوضع أهداف محدودة لمحادثات التهدئة في غزة، قائلة: إن "التركيز ينصب على اقتراح بتخفيف حصارها للقطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس، مقابل التزام الفلسطينيين بالتهدئة على الجانب الخاص بهم من الحدود". المبادرة الإسرائيلية أدلى بها مسؤول قبل اجتماع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع مجلس الوزراء الأمني المصغّر "الكابينت" لبحث الأفكار التي توسطت فيها مصر والأممالمتحدة، وربما سنوافق عليها خوفًا من اندلاع حرب جديدة. ورغم بيانات التهدئة، إلا أن الأممالمتحدة ومصر لم يعلنا مقترحاتهما بالتفصيل، لكنهما تحدثتا بشكل عام عن الحاجة لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، ووقف الأعمال العدائية عبر الحدود، والمصالحة بين حماس، التي ترفض مساعي السلام الرسمية مع إسرائيل، وحركة فتح. اقرأ أيضًا: مصر تقود وساطة جديدة لإنهاء أزمة الغوطة بسوريا مسؤول إسرائيلي، قال في تصريحات ل"رويترز" "سيقود الوقف الشامل لإطلاق النار من جانب الفلسطينيين، إلى إعادة فتح معبر كرم أبوسالم من جانب إسرائيل، وتجديد التصاريح الصادرة في ما يتعلق بمناطق الصيد. وأضاف أن أي اتفاق نهائي بخصوص غزة سيتطلب ضمان إعادة جنديين إسرائيليين قتلا عام 2014، ومدنيين فقدا في غزة. لكن حركة حماس ربطت مصير هؤلاء بإفراج إسرائيل عن محتجزين فلسطينيين لأسباب أمنية، وهو ما يعارضه الكثير من الإسرائيليين. في حين أشار عضو المكتب السياسي للحركة، حسام بدران، إلى لقاءات أجريت بين بين القيادات الفلسطينية للبحث عن حل حقيقي لهذه المعاناة، ولكسر الحصار، دون أن يقدم تنازلات في الثوابت والمواقف المعروفة وحقوق شعبنا. وفيما بدا أنه خطوة لبناء الثقة من جانب مصر، نقل موقع "معا" الفلسطيني عن مسؤول حماس قوله: إن "مصر سمحت بدخول غاز الطهي عبر حدودها مع غزة، لتعويض نقص الإمدادات الإسرائيلية". اقرأ أيضًا: الصراع السورى│مصر توحد المعارضة وتقود مبادرة للسلام وفي هذا الصدد، أعرب سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير دياب اللوح، عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي والأجهزة المعنية نظير جهودهم في دعم أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. وجدد السفير شكره أيضًا لوزارة الصحة المصرية ووقوفها لجانب الشعب الفلسطيني للعمل على إسعاف جرحى قطاع غزة وفتح أبواب المستشفيات المصرية لاستقبالهم وتذليل كافة العقبات للتيسير على الفلسطينيين حتى يتعافون ويعودون للوطن بسلام، بحسب موقع الحركة. بينما عبر المتحدث باسم حركة حماس عن شكره لكل الجهود التي بُذلت وما زالت تبذل من أجل انهاء حصار غزة وخصوصا الجهود المصرية في التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني والوصول إلى المصالحة الوطنية على قاعدة تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقًا، بحسب الوكالة الفلسطينية. وأكد حرص حركة حماس على وحدة الشعب الفلسطيني وإنجاح كل الجهود وعلى رأسها الجهود المصرية في تحقيق المصالحة على قاعدة الشراكة الوطنية والاتفاقات السابقة خصوصًا اتفاق القاهرة 2011 ومخرجات لقاء بيروت 2017. اقرأ أيضًا: «اتفاق هدنة وتحرير الأسرى».. هل تنتصر حماس على نتنياهو؟ في الوقت ذاته، أشادت الإمارات العربية المتحدة بالجهود التي تبذلها مصر في سبيل تحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش: "كل التقدير للجهود المصرية الحثيثة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وحفظ أرواح المواطنين.. إنه عمل جبّار بكل المقاييس لتعزيز الثقة بين الأطراف المعنية". وأضاف الوزير الإماراتي أن مصر كانت وتبقى الضامن الأهم تاريخيًا، وهي التي قدمت التضحيات الكبرى في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته. يمكن القول إن الجهود المصرية في إنهاء الأزمة الفلسطينية، لطالما حققت نجاحات كبيرة، وأكدت الدور الفعال الذي تقوم به القيادة الحالية لإحلال السلام في البلد العربي.