كشفت الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، عن عزمها استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، بافتتاح مكتب لرعاية المصالح الإيرانية في المملكة قريبا، وجاء القرار بناءً على الاتفاق الذي عقدته في سويسرا قبل شهور. وقال المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي: "سيجري افتتاح مكتب رعاية مصالح إيران في السعودية قريبا بناء على الاتفاق الذي أجريناه في سويسرا قبل 8 أشهر، والذي تقرر فيه أن تحفظ سويسرا مصالح إيران في المملكة العربية السعودية"، وذلك حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن وكالة "بانا" الإيرانية. وبسبب مختلف الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية على مر التاريخ، اتسمت العلاقات بين إيران والمملكة بالاحتقان الشديد، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1943 بسبب إعدام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين، وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران من جديد في 1987 بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيون، في أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية عرفت باسم أحداث مكة 1987، لكن تمت استعادة العلاقات عام 1991، وقطعتها السعودية مجددا في مطلع 2016 بعد الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. ويعود الصراع إلى زمن الثورة الإيرانية، حينما أصبحت إيران جمهورية إسلامية، ودعا الثوريون الإسلاميون الإيرانيون على وجه التحديد للإطاحة بالملكيات واستبدالها بالجمهوريات الإسلامية، مما دق ناقوس الخطر بالنسبة للدول المجاورة التي يحكمها السنة البحرين، والسعودية، والكويت، ودول الخليج العربي الأخرى، والتي كانت معظمها أنظمة حكم ملكية ولديها نسبة لا بأس بها من المواطنين الشيعة. يذكر أن أكثر من نصف مليون إيراني يذهبون سنويا إلى السعودية أغلبهم من أجل العمرة وزيارة المدينةالمنورة، و100 ألف آخرين من أجل الحج، ويذهب عشرات الآلاف من السعوديين الشيعة سنويا إلى مدينة مشهد ومدينة قم في إيران لزيارة ضريح الإمام الرضا و ضريح فاطمة بنت موسى الكاظم.