بعد ما يقرب من عامين ونصف العام على اقتحام مبنى السفارة السعودية في إيران، اعترفت طهران بالخسائر التي تكبدتها نتيجة هذا الاعتداء رغم مرور تلك الفترة. منظمة التراث الثقافي والسياحة الإيرانية كشفت اليوم الأحد، عن تراجع أعداد السائحين من الدول الخليجية نتيجة اقتحام متظاهرين إيرانيين مبنى السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، مطلع يناير 2016. مليارا دولار خسائر وأظهرت إحصائيات المنظمة التي نشرتها وسائل إعلام رسمية أنها خسرت نحو ملياري دولار، وأشارت إلى أنه "بعد 13 شهرًا من الهجوم على السفارة السعودية، انخفض عدد السائحين من دول الخليج العربي إلى إيران بنسبة 85٪ مقارنة ب13 شهرًا قبل وقوع الهجوم، وهو ما يمثل خسارة بنحو 2 مليار دولار من أرباح العملات الأجنبية". اقرأ أيضا: هل ينقذ النظام الإيراني «التومان» من الانهيار؟ وكشفت المنظمة أنه قبل الهجوم على السفارة السعودية بنحو 13 شهرًا كان عدد السائحين من الدول الخليجية 1.776 مليون سائح، بينما بلغ عدد السائحين عقب الهجوم ب13 شهرًا 262 ألف سائح من الدول الخليجية، بحسب "إرم نيوز". يأتي تراجع السياحة في إيران ليزيد الوضع سوءا نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية، حيث تباطأ النمو الاقتصادي في إيران إلى 3.3 في المائة، وارتفع معدل البطالة ومعدل التضخم إلى ما فوق 10 في المئة. وانخفض الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي في الأشهر الأخيرة، وفقدت العملة ما يقرب من 23 في المئة من قيمتها خلال العام الماضي، وتسببت الأوضاع الاقتصادية المتردية في خروج الاحتجاجات التي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية. خامنئي يعترف هذا ليس الاعتراف الإيراني الأول حول خسائر الاعتداء على السفارة، فبعد أيام قليلة من الاقتحام، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أن الهجوم على السفارة السعودية في طهران كان "سيئا بالفعل" وأضر بإيران والإسلام، وفقا لما ورد على الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى. اقرأ أيضا: روحاني يصر على البقاء رغم اقترابه من حافة الهاوية وفي اعتراف جريء عن خسائر إيران في المنطقة بسبب ما حدث للسفارة السعودية وعدم استدراك إيران التي ضربت بعرض الحائط كل الأعراف الدولية والدبلوماسية، كشف السفير الإيراني السابق حسين صادقي أن بلاده دفعت ثمنا باهظا بعد الاعتداء على السفارة السعودية، واعتبر صادقي بعد أسابيع من مغادرة الطاقم الدبلوماسي الإيرانيالرياض في أعقاب قطع العلاقات مع طهران، أن إيران تضررت من مهاجمة الإيرانيين لمقر البعثات الدبلوماسية، فضلا عن تبعات سلبية كبيرة لاحقت طهران منذ الثاني من يناير 2016. وتابع صادقي بأن خطأ الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد تسبب في دفع بلاده ثمنا باهظا وتلقت السياسة الخارجية الإيرانية "ضربات مهلكة" على حد تعبيره، فضلا عن خسائر، قال: "إنها طالت الحضارة والثقافة الإيرانية، وألحقت الضرر بالقيم والمبادئ الثورية"، مضيفا أن الاعتداء قدم أكبر الخدمات للسعودية في ظل الظروف الراهنة" بحسب "الشرق الأوسط". الهجوم وإعدام النمر وتعود أحداث الاعتداء إلى 2 يناير 2016 بعد أن قام مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين بالهجوم على السفارة السعودية في طهران بعد تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المعارض السعودي الشيعي نمر النمر، ضمن 47 شخصا نفذت السعودية الإعدام بحقهم، حيث أثار إعدام النمر ردود فعل بين الشيعة في الشرق الأوسط عموما وفي إيران خصوصا، حيث أدانت إيران عملية الإعدام، وتوعدت السعودية بأن تدفع الثمن غاليا. وتمكن المتظاهرون من اقتحام مبنى السفارة وإحراقها وإنزال العلم السعودي وتهشيم وسرقة ما فيها وقام متظاهرون آخرون بالهجوم على القنصلية السعودية، وقاموا بتحطيم الأثاث وزجاج النوافذ كما قام بعضهم بنهب محتويات القنصلية وتلقى الدبلوماسيين السعوديين بتهديد بالقتل من الباسيج قبل خروجهم للسعودية. اقرأ أيضا: بعد حصاد «جمهورية المرشد».. الإطاحة ب«ولي الله» هل تنقذ اقتصاد إيران؟ ونتيجة لذلك قطعت السعودية جميع علاقاتها مع إيران، وتبعتها البحرين والسودان وجيبوتي والصومال. بينما قامت الإمارات العربية المتحدة بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي في إيران إلى قائم بالأعمال، وكذلك قامت كل من الأردن وقطر باستدعاء السفراء الإيرانيين لديهم للاحتجاج على حرق السفارة السعودية. خلاصة القول أن إيران منذ سيطرة نظام "الولي الفقيه" على البلاد، أواخر السبعينيات من القرن الماضي، لديها تاريخ حافل بالاعتداءات المتكررة على مقرات البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيين، فتاريخ إيران معروف في هذا الأمر، بل أصبح الأمر معتادا بالنسبة لإيران أن تعتدي على مباني السفارات والقنصليات الغربية والعربية وتحديدا الخليجية. اقرأ أيضا: انهيار «الريال» يشعل الشارع الإيراني وسط مطالبات برحيل روحاني