لم يكن الاعتداء الإيراني الأول علي سفارة وقنصلية السعودية, فقد سبق أن شهد مقر السفارة السعودية في طهران عام1978 هجوما أكثر شدة.. خلف إصابات عدة في صفوف الدبلوماسيين, ومقتل الدبلوماسي مساعد الغامدي. وأيضا لم تكن المرة الأولي التي تنتهك فيها إيران مقار دبلوماسية داخل أراضيها, فالسجل الإيراني حافل بخرق الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية السفارات. وتمثلت آخر الخروقات باعتداء متظاهرين إيرانيين علي السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد, عقب إعدام47 إرهابيا, بينهم رجل الدين السعودي المناصر لإيران نمر النمر. بينما دانت الخارجية السعودية ومجلس التعاون الخليجي الاعتداءات, ووصفوها بالعدوانية. وحملوا الحكومة الإيرانية المسئولية الكاملة عن حماية سفارة المملكة وقنصليتها وأمن منسوبيها من أي أعمال إرهابية قد تطالهم, وذلك وفقا للاتفاقيات والقوانين الدولية التي يجب أن تلتزم بها طهران. مثل اتفاقية فيينا الدولية لعام1961, والتي تلزم الدول المضيفة بحماية البعثات الدبلوماسية. وتشير المادة الحادية والثلاثون المتعلقة بحرمة مباني القنصلية, إلي أنه يتوجب أن تتمتع مباني القنصلية بالحرمة. وألا يجوز لسلطات الدولة الموفد اليها أن تدخل في الجزء المخصص من مباني القنصلية لأعمال البعثة القنصلية إلا بموافقة رئيس البعثة القنصلية أو من ينيبه أو بموافقة رئيس البعثة الدبلوماسية للدولة الموفدة. كما أنه علي الدولة الموفد إليها التزام خاص باتخاذ جميع التدابير المناسبة لحماية مباني القنصلية ضد أي اقتحام أو اضرار بها, وكذا لمنع أي إضراب لأمن البعثة القنصلية أو الحد من كرامتها. فضلا عن ضرورة أن تكون مباني القنصلية ومفروشاتها وممتلكات البعثة القنصلية ووسائل النقل بها محصنة ضد أي شكل من الاستيلاء لأغراض الدفاع الوطني أو المنفعة العامة. وكان هناك تصعيد إيراني شديد اللهجة, تمثل بتهديدات ضد السعودية أطلقها عدد من المسئولين علي رأسهم المرشد علي خامنئي, بأنها ستواجه انتقاما إلهيا, في إشارة إلي تنفيذ القصاص بحق النمر. بينما ردت الخارجية السعودية علي التهديد ببيان اتهمت فيه إيران بإعدام مئات الأشخاص دون محاكمة. ووضعت تلك الوقائع والتصريحات علامة استفهام كبيرة حول أمن الدبلوماسيين في إيران بشكل عام, وسياسات طهران المستمرة في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة. وفي عام1979, وتحديدا في3 نوفمبر, اقتحم طلبة إيرانيين مبني السفارة الأمريكية, وأخذوا نحو53 شخصا رهائن لأكثر من444 يوما احتجز الرهائن, وقد حاولت السلطات الأمريكية إطلاق سراحهم عسكريا أكثر من مرة إلا أنها لم تنجح, فكان الحل هو التفاوض. المفاوضات انتهت بالموافقة علي إطلاق سراح الرهائن مقابل تحويل50 طنا من سبائك الذهب للمختطفين, وإعادة50 طنا أخري مجمدة في الخزينة الأميركية. وفي ال20 من يناير1981, وبعد دقائق من قسم ريجان يمين الرئاسة في واشنطن, أقلعت طائرة من طهران تحمل الرهائن إلي بلادهم, مرورا بالجزائر العاصمة حيث وقع اتفاق إطلاق سراحهم. هذه الحادثة كانت بداية علاقات متوترة بين واشنطنوطهران, يعيش البلدان تبعاتها حتي الآن, لاسيما أن أحد رؤساء إيران لاحقا, وهو محمود أحمدي نجاد, اتهم بكونه أحد الطلبة المنفذين للهجوم, وهو ما أنكره أحمدي نجاد. هذه الحادثة قد تكون الأشهر لاعتداء علي بعثة دبلوماسية إيرانية, لكنها ليست الوحيدة, فعلي مدي العقود الأربعة الماضية سجلت اعتداءات عدة علي سفارات وبعثات دبلوماسية في إيران, منها الكويتية والروسية والباكستانية والبريطانية وغيرها.