تعرضت ناقلة نفط سعودية، أمس الأربعاء، إلى هجوم بالمياه الدولية قبالة ميناء الحديدة في اليمن، من قبل المتمردين الحوثيين، لكن تدخّل السفن التابعة للتحالف العربي، أحبط الاعتداء الذي أسفر عن تعرض الناقلة لخسائر طفيفة. الهجوم دفع المملكة إلى تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب، إلى أن تصبح الملاحة عبره آمنة، وهو ما أسفر عن زيادة في أسعار النفط، حيث ارتفعت العقود الآجلة من خام "برنت" بنسبة 1.2%. كما أشارت شبكة "بلومبرج" إلى أن زيادة أسعار النفط، تصاعدت بعد الاعلان عن انخفاض احتياطيات النفط الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2015، وفي الوقت الذي أكدت فيه شركة تكرير هندية إنه من غير المحتمل أن تشتري المزيد من النفط الإيراني ما لم تحصل على استثناء من العقوبات الأمريكية. وشهدت أسواق النفط هذا الشهر، العديد من التقلبات، حيث يراقب المتداولون، تأثير تعهد الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بضخ المزيد من النفط الخام، لمواجهة التراجع المحتمل في صادرات النفط الإيرانية في أعقاب إعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض العقوبات الاقتصادية على طهران مرة أخرى. وتسلط زيادة أسعار النفط التي وقعت اليوم الخميس، الضوء على تنامي تأثير المخاطر السياسية على سوق النفط الخام، على الرغم من أن هيكل الأسعار الحالي لخام "برنت" يشير إلى وجود إمدادات كافية. وقال أولي سلوث هانسن المحلل الاقتصادي في بنك "ساكسو"، إن توقف الإنتاج السعودي "يكشف أن المخاطر الجيوسياسية على مجال الطاقة ليست بعيدة أبدا". وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 59 سنتا لتصل إلى 74.52 دولار للبرميل بحلول الساعة العاشرة بتوقيت جرينتش، مسجلة ارتفاعها إلى اليوم الثالث. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط، تسليم سبتمبر، بقدر 44 سنتا ليصل إلى 69.74 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية. ويعد مضيق باب المندب أحد ممرات الشحن الرئيسية في العالم للنفط الخام والمنتجات البترولية الأخرى، ومن شأن الإغلاق الكامل للمضيق، أن يجبر ناقلات النفط السعودية والكويتية والعراقية والإماراتية على الإبحار حول قارة أفريقيا، مما يزيد من وقت العبور والتكلفة، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. كما نشرت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات مخزونها في الولاياتالمتحدة، والتي أظهرت انخفاض المخزونات بمقدار 6.15 مليون برميل في الأسبوع الماضي لتصل إلى 404.9 مليون برميل. في حين تراجعت الإمدادات في مركز التخزين الرئيسي في ولاية أوكلاهوما، للأسبوع العاشر، وارتفعت صادرات الولاياتالمتحدة من الخام بأكبر قدر لها على الإطلاق.