أسماء المنتجين الكبار المسيطرين علي الساحة الغنائية مطمع وعامل جذب لكل من يتطلع إلى النجومية، وفي بداية طريق كل فنان يبحث عمن يحقق أحلامه، ويجعله نجما في أقصر وقت، ولكن الثمن الذي يدفعه مقابل هذا كبير؛ ففي البداية يشترط المنتجون على الفنانين أن يوقعوا معهم عقود احتكار، تفرض عليهم ألا يتعاونوا مع أي شركة أخرى؛ فيوافق المطرب الذي يحلم بأن يضع قدمه على أول الطريق، ويوقع دون أن يخطر بباله ما قد يحدث له في حالة اعتراضه على أي من التفاصيل والأمور التي سيفرضها عليه المنتج مستقبلًا، وأنه ربما سيكون بمثابة حكم بالإعدام لموهبته، أو إيقافها عن العمل، فتكون النهاية إما أن يجلس في منزله دون شغل، أو يضطر لدفع الشرط الجزائي الكبير الذي لم يلتفت إليه في العقود، حتى لا يخسر جمهوره الذي أحبه، والقائمة تضم العديد من الفنانين الذين لم يستطيعوا التخلص من عقود الاحتكار هذه، حتى اختفوا من الساحة الغنائية.. بهاء سلطان الفنان بهاء سلطان اختفى منذ عام 2014عن الساحة، رغم انتهائه من تسجيل كل أغنيات ألبوم "سيجارة"، ولكن المنتج نصر محروس، مالك شركة «فري ميوزيك» أجل طرحه أكثر من مرة، وظل الأمر هكذا حتى طلب «محروس» من «سلطان» تقديم دويتو مع المطربة الشابة نغم، وكذلك تجديد تعاقده معه، الذى يلزمه بطرح ألبومين، وهو ما أغضب «سلطان»، وتمسك كل منهما بموقفه، حتى وصل الخلاف إلى ساحات المحاكم، وتسبب في أن يبقى بهاء سلطان في منزله لفترة طويلة دون عمل، وقال في تصريحات عن تلك الفترة إنها كانت صعبة ماديا عليه، خاصة أنه متزوج ولديه طفل. وظلت الأزمة مستمرة حتى فترة قريبة، حيث اعتقد البعض أن المسألة انتهت، حينما طرح «سلطان» سميبلات الألبوم، في إشارة لطرحه قريبا، ولكن سرعان ما تم حذفها بدون أي أسباب، لينكشف استمرار الخلاف، الذي فشل فنانون كثر في التوسط بين الطرفين لإنهائه وحلّه، واقتصر وجود «سلطان» على الحفلات وتقديم تترات المسلسلات، وكان آخرها تتر مسلسل «فوق السحاب»، الذي عرض في رمضان الماضي، وقام ببطولته هاني سلامة.. (لمعرفة باقي تفاصيل أزمة ألبوم «سيجارة» اضغط هنا). هيثم شاكر ووقع في هذا الفخ أيضًا مع المنتج نصر محروس المطرب هيثم شاكر، الذي كشف التفاصيل، في تصريحات صحفية، مشيرًا إلى أن البداية كانت في عام 2008 عندما أنتج ألبومه الثاني «جديد عليا»، إلا أن محروس أخل ببنود العقد ولم يوفر الدعاية اللازمة والمتفق عليها، بالإضافة إلى رفضه تصوير أي كليب من أغاني الألبوم، حتى فكر في فسخ التعاقد معه، لكن «محروس» رفض قائلًا: «أنا مش هنتج تاني ومش هتفسخ عقدك ببلاش»، إلى أن اضطر «شاكر» لدفع الشرط الجزائي وقيمته مليونا جنيه، وفسخ تعاقده مع «محروس»، ويستعد حاليا لطرح ألبوم جديد من إنتاجه الخاص. لؤي وفي عام 2008، وقع المطرب لؤي عقدا مع المنتج ريتشارد الحاج، الذي أخل ببنود تعاقده سريعًا، وعمّا حدث قال لؤي إن عقده انتهى مع الشركة المنتجة لذلك لن يلجأ للقضاء، وإن سبب المشكلات مع الشركة أنها أخلت بشروط العقد المبرم بينهما، والتي تنص على تسجيل 5 ألبومات في 5 أعوام، لكن الشركة اكتفت بطرح ألبومين بالإضافة إلى سوء الدعاية لها، إلى جانب اختيار مواعيد غير مناسبة لطرح ألبوماته، مما أضر بمصالحه كمطرب، وعاد لؤي إلى الساحة الغنائية عام 2015، بعد حل مشكلته التي تسببت في اختفائه لمدة 7 سنوات عن جمهوره، تسببت في تراجع مكانته قليلًا عن الساحة، خاصة في ظل استمرار المطربين من جيله في مشوارهم. سامو زين الفنان سامو زين واجه أزمة أيضًا مع شركة "كلمة"، التي تقدمت بشكوى ضده إلى نقابة الموسيقيين تتهمه فيها بعدم تنفيذ بنود العقد المبرم بينهم، وبعد التحقيق اكتشفت النقابة أن المطرب السوري مظلوم، وأن الشركة هي التي أخلت ببنود العقد بعد أن توقفت عن إنتاج ألبومات جديدة، وحاول المقربون الصلح بين "سامو" وصاحب الشركة المنتج عباس صديق، وبالفعل انتهت المشكلات بينهما عام 2014، لكن هذا لم يكن كافيا لاستمرار "سامو" مع نفس الشركة، إذ فضل التعاون مع أخرى، وقدم ألبوما غنائيا، بينما قام بتصوير فيديو كليب على نفقته الخاصة، ولم يحصل على المقابل المادي، ووجد نفسه في دوامة من المشكلات فأقام دعوى قضائية للمطالبة بحقوقه، ولكنه قرر التخلص من كل تلك المشكلات، وأسس شركة إنتاج خاصة به باسم SZ MUSIC. مشكلات شركات إنتاج لا تنتهي مع المطربين، والجمهور هو المتضرر الأول من إبعاد أو اختفاء نجمه المفضل من الساحة، من جهة أخرى فإن "الاحتكار" ليس ظاهرة حديثة على الساحة الغنائية، إنما قديمة؛ فالمطرب الكبير وديع الصافي، أعلن قبل وفاته بعدة أشهر أنه يعاني من أزمة مالية جعلته قريبا من الإفلاس بسبب عقد الاحتكار الذي يينه وبين شركة "روتانا" التي كبدته خسائر بملايين الدولارات بسبب عقده معها.