تحمل الجولة الأوروبية التي يقوم بها حاليا الرئيس الإيراني حسن روحاني التى تشمل كلا من سويسراوالنمسا، الكثير من الأهمية للنظام الإيراني، حيث يبدو أن تلك الجولة تمثل المحاولة الأخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي عقب الانسحاب الأمريكي وإعادة فرض العقوبات الصارمة التي بدأت تؤتي ثمارها بانسحاب شركات أمريكية وغربية عملاقة من السوق الإيراني، وهو ما أدى إلى انهيار تاريخي غير مسبوق للعملة الإيرانية. العقل المدبر إلا أن هذه الجولة ربما لن يستطيع روحاني تحقيق الأهداف المرجوة منها، فقد استبقت النمسا وصول الرئيس الإيراني بساعات قليلة، بمطالبة طهران رفع الحصانة عن دبلوماسي إيراني معتمد لديها وأوقفته ألمانيا ووصفته المعارضة الإيرانية بأنه "العقل المدبر" في شبكة الاغتيالات التي فككتها بروكسلوباريس وبرلين أول من أمس والتي كانت تخطط لتفجير مؤتمرها الأخير في باريس، وهو ما أدى إلى إرباك الزيارة قبل أن تبدأ وربما يؤدي إلى فشلها. وقررت فيينا سحب الحصانة من الدبلوماسي من "أسد الله أسدي"، حيث أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن مسألة الحصانة لن تؤثر بالضرورة على قرار السلطات الألمانية بشأن مصير الدبلوماسي لأنه أوقف خارج البلد الذي يمارس فيه عمله، مشيرة إلى أن المشتبه به مستهدف بمذكرة توقيف أوروبية، بحسب "الشرق الأوسط". اقرأ أيضا: روحاني يصر على البقاء رغم اقترابه من حافة الهاوية وكانت سلطات عدد من الدول الأوروبية، قد أوقفت 6 أشخاص يشتبه بأنهم شاركوا في الإعداد لهجوم على تجمع لمعارضين للنظام الإيراني قرب باريس السبت، شاركت فيه شخصيتان أمريكيتان كبيرتان. ويشتبه بأن "الأسدي" كان على اتصال بموقوفين آخرين هما زوجان بلجيكيان من أصل إيراني، أرادا تنفيذ تفجير في فيلبانت قرب باريس، خلال تجمع لحركة "مجاهدي خلق" المعارضة، وأوقفا في بروكسل وبحوزتهما 500 جرام من مادة بيروكسيد الاسيتون (تي اي تي بي) وهي متفجرات يدوية الصنع، إلى جانب "آلية للتفجير". وكشفت التحقيقات، التي قادتها الأجهزة الفرنسية والنمساوية والألمانية، أن أسد الله أسدي، وهو المستشار الثالث في سفارة إيران بفيينا، على صلة بالمخطط الإرهابي وقد تواصل مع الزوجين، قبل اعتقاله في ألمانيا. "مخطط مزيف" هذه القضية أثارت استياء طهران وخاصة أنها جاءت بالتزامن مع جولة روحاني، وزعمت السلطات الإيرانية أنه "مخطط مزيف"، وأكدت أن بوسعها إثبات عدم وجود صلة لها بمخطط مزعوم لتفجير اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن شخصين مشتبه بهما في بلجيكا هما في واقع الأمر عضوان في حركة مجاهدي "خلق" وهي جزء من تكتل لجماعات المعارضة في المنفى يسعى لإنهاء حكم الملالي الشيعة في إيران. مضيفا "المحتجزان في بلجيكا هما عضوان معروفان في هذه المنظمة الإرهابية والسلطات الإيرانية وعلى استعداد لتوفير الوثائق اللازمة لتوضيح أبعاد هذا السيناريو". اقرأ أيضا: انهيار «الريال» يشعل الشارع الإيراني وسط مطالبات برحيل روحاني واتهم قاسمي حركة مجاهدي خلق "بتنفيذ سيناريو يهدف للتأثير على الزيارة الأوروبية لروحاني والإضرار بصورة إيران لدى الرأي العام الأوروبي"، رافضا الاتهامات الموجهة للدبلوماسي ووصفها بأنها لا أساس لها. ونفت إيران في وقت سابق، أي تآمر لتفجير اجتماع المعارضة ووصفت عمليات الاعتقال بأنها "مخطط زائف". أي مؤشر على أن السلطات الإيرانية تقف وراء المخطط في فرنسا سيجعل من الصعب سياسيا على الزعماء، لا سيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاستمرار في دعم الاتفاق النووي، بحسب "رويترز". أهداف الجولة وقبل بدء جولته الأوروبية، قال روحاني، إن الرحلة ستكون "مناسبة للبحث في مستقبل الاتفاق"، حيث تأتي الزيارة بعد نحو شهرين من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشكل أحادي من الاتفاق، في خطوة أثارت حفيظة باقي الدول الموقعة - الصينوفرنساوألمانيا وبريطانيا وروسيا - والتي واصلت دعم الاتفاق إلى جانب الاتحاد الأوروبي. كما أكد بهرام قاسمي، أن زيارة روحاني إلى أوروبا "تحظى بأهمية بارزة"، و"من شأنها أن تقدم حلولًا وتصورات أکثر دقة بشأن التعاون بين إيران والدول الأوروبية". اقرأ أيضا: إيران فوق صفيح ساخن.. الاحتجاجات تربك دولة المرشد وتهدد بتقويض روحاني وللبلدين (سويسراوالنمسا) أهمية استراتيجية بالنسبة إلى إيران، إذ تولت النمسا الأحد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر، في حين تمثل سويسرا المصالح الأمريكية في إيران نظرًا إلى غياب العلاقات الدبلوماسية بين واشنطنوطهران، كما ان فيينا مقر للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب مدى التزام طهران بالاتفاق، بحسب "إرنا". وتشهد سويسرا التوقيع على اتفاقيات للتعاون الاقتصادي، وسيلتقي روحاني نظيره السويسري آلان بيرسي، بينما تتزامن زيارته التي ستستمر ليومين مع المنتدى الاقتصادي الثنائي عن الصحة والتغذية. كما سيتم التركيز كذلك على الجانب المالي في فيينا، حيث من المنتظر أن يوقع الرئيس على مذكرات تفاهم تتعلق بالتعاون الاقتصادي. اقرأ أيضا: «بلاك كيوب».. سلاح الموساد لقتل الاتفاق النووي الإيراني