«هل نستطيع تغيير أقدارنا؟» إذا بحثت عن إجابة لهذا السؤال، ستكون: لا، لأن المُقدر لنا حتما سنراه، ولكن فى الدراما الوضع مختلف تمامًا، لأن النهايات فى يد المؤلف، يستطيع أن يكتب الموت لمن لا يريد أو يمنح من يريد مزيدا من السنوات يحيا فيها، أو أن يعيد أيا من الشخصيات إلى الحياة مرة أخرى، كما حدث مع المؤلف محمد أمين راضي في مسلسل «العهد» بعودة «مشعل»، «استمنوها»، «سوسن» و«الضوي»، وفى بعض الأحيان تكون نهاية المسلسل فى يد بطله، فهناك عدد لا بأس به من الفنانين يكتبون نهاية أعمالهم حسبما شاؤوا، لكن فى المقابل هناك العديد من النهايات التي أزعجت أبطالها، ورفضوا أن تختتم حياة الشخصية التي لعبوها بهذه الطريقة. «فارس» لا يموت ولا يقهر يأتي على رأس هؤلاء الفنانين الذين أرادوا تغيير نهايتهم داخل أحد الأعمال محمد رياض الذى جسد دور «فارس» الشاب الوسيم الذى استطاع أن يخرج عن عادات وتقاليد مجتمع الصعيد فى مسلسل «الضوء الشارد»، بزواجه من فتاة خارج بيئته، حيث انتهى دوره بوفاته في الحلقات الأولى بعد تعرضه لحادث سير، وكان وفاته خبرا مؤسفا للكثيرين، ولكن ما لا يعلمه البعض أن محمد رياض كان لا يرغب فى أن يموت، وحاول مرارًا وتكرارًا مع مخرج المسلسل مجدي أبو عميرة لتغيير نهايته ويستمر الدور طوال الأحداث لكن الأخير رفض وتمسك بموقفه، ومع ذلك يعتبر «رياض» أن «فارس» من أحب الأدوار إلى قلبه. يذكر أن «الضوء الشارد» من بطولة الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، وتأليف محمد صفاء عامر وشارك فى البطولة منى زكي، يوسف شعبان، سميحة أيوب، جمال إسماعيل، سلوى خطاب وسمية الخشاب، وعرض المسلسل لأول مرة عام 1998، وجسد الصراع الطبقي بين الإقطاعيين القدامى (عائلة العزايزة) وطبقة الملاك الجدد (عائلة السوالم) الذين كانوا أجراء فيما مضى (لو عاوز تعرف أكتر.. مسلسل «الضوء الشارد».. عقّد منى زكي وأحبط ممدوح عبد العليم). «إخلاص» تساوم على الموت على مدار ال5 أعوام الماضية قدمت خماسية «سلسال الدم» بطولة عبلة كامل ورياض الخولي، والتى حققت نجاحًا كبيرًا على الرغم من عرض أجزائها خارج الموسم الرمضاني باستثناء الأخير، وانضم إليه عدد كبير من الفنانين، بينما كانت شخصية «إخلاص» التى قدمتها الفنانة علا غانم، ثابتة ولم تتغير على مدار الثلاث أجزاء الأولى، ولكنها لم تظهر فى الجزء الرابع وانتهى الدور بموتها، حينها لم تكشف الأسباب الحقيقية والبعض اتجه إلى أن «غانم» اعتذرت عن استكمال الجزء الجديد، ولكن فى حقيقة الأمر أن الخلافات المادية بينها وبين منتج المسلسل لؤى عبد الله، كانت السبب وراء ذلك، فهى لم ترغب فى الموت ولكن المنتج طلب من المؤلف مجدي صابر، بإنهاء دورها، وذلك بعد مطالبتها بزيادة أجرها. «نادية الأنصاري» مبتموتش فى أثناء التحضير للجزء الثاني من مسلسل «كلبش» بطولة أمير كرارة، انتشر العديد من الروايات حول كواليس الجزء الجديد، وأشيع بأن المشهد الافتتاحي سيكون عبارة عن موت عائلة «سليم الأنصاري»، أمه وأخته وزوجته، وانزعجت الفنانة هالة فاخر التي تجسد دور الأم «ناديه الأنصاري» من هذه الأخبار وخرجت لتؤكد للجميع أنها لن تموت في «كلبش 2»، وهذا ما حدث بالفعل، ورغم أن الحديث عن الجزء الثالث من العمل قد يكون سابقا لأوانه، فإن النجم أمير كرارة، قال خلال لقاء تليفزيوني له ببرنامج «بوضوح» للإعلامي عمرو الليثي، الذى يذاع على قناة «الحياة»، إن الفنانة هالة فاخر قبل شروع المؤلف باهر دويدار فى كتابة الجزء الجديد، أخذت هى تتخيل ماذا سيحدث، وهو أن سليم الأنصاري سيأخذ والدته ويعالجها حتى تقف على قدميها مرة أخرى، بينما مازحها «كرارة» قائلًا: «لا إحنا هنبدأ الجزء الثالث بأنك متي وبنحكي اللي حصل»، لتجيبه «لا أنا مابموتش، أنا الوحيدة اللي عشت من الجزء الأول». يذكر أن صناع مسلسل «كلبش» أعلنوا عن تقديم الجزء الثالث فى 2019، وذلك بعد رفض وزير الداخلية الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني والتي يقتل خلالها «سليم الأنصاري»، وذلك لأنه أصبح أسطورة، لذلك الجزء الجديد سيكشف أن عزاء أمير كرارة لم يكن حقيقيا. الحلفاوي خاف من الموت الأمر هنا مختلف بعض الشيء؛ ففى عام 1993 وفى أثناء تصوير مسلسل «ذئاب الجبل» توفى بطله الفنان عبد الله غيث دون أن يكمل باقى مشاهده، مما أربك المخرج مجدي أبو عميرة والذى طلب من الفنان نبيل الحلفاوي حينها أن يستكمل الدور بدلًا منه، ولكنه رفض بشدة وقال له: «يعني أنتم مستغنيين عني»، لذلك اضطر المؤلف محمد صفاء عامر لتغيير الأحداث بتعرض «علوان»، الشخصية التى جسدها «غيث»، للقتل ولم يتم الكشف عن هوية القاتل فى الأحداث. وتعود أسباب رفض الفنان نبيل الحلفاوي استكمال الدور لخوفه من الموت، وذلك لأن الفنان الراحل صلاح قابيل كان هو بطل المسلسل فى البداية، وبالفعل قام بتصوير عدد من مشاهده، ولكن الموت أدركه فى أثناء التصوير قبل أن يستكمل الدور، فتم إعادة تصوير المشاهد بالفنان عبد الله غيث، الذي رحل أيضًا؛ فخشي «الحلفاوى» من أن يكون مصيره هو الآخر الموت. نادرًا ما تكون النهايات مُرضية للجميع، سواء للمشاهدين فيما بينهم أو الفنانين أنفسهم، لذلك تشهد كواليس تصوير المسلسلات العديد من الخلافات على الأدوار والبعض يترك دورًا مهما بسبب رفض المؤلف تعديل دوره فى السيناريو، وآخرون يرضخون لأوامر المخرج والمؤلف.