ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة، اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، أكد فيها أن الشعب المصري أوقف في موجة التطرف والفرقة التي كانت تكتسح المنطقة وأثبت أن المعدن الأصيل لا يبلى ولا يصدأ، وأن المصريين لا يرضون قبلة للعمل الوطني إلا الولاء للوطن، قائلا إن 30 يونيو يوم خالد في تاريخ مصر، إذ قال الشعب المصري العظيم كلمته بصوت هادر مسموع ينحني العالم احتراما لإرادته ويتغير وجه المنطقة وتتغير وجهتها من مسار الشر والإقصاء والإرهاب إلى رحاب التنمية والخير والسلام. وذكر السيسي: "في ذلك اليوم انتفض المصريون يعلنون أنه لا مكان بينهم لمتأمر أو خائن، وليؤكدوا أنهم لا يرتضون قبلة للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن والانتماء إليه"، مضيفا: "في ذلك اليوم أوقف المصريون موجة التطرف والفرقة التي كانت تكتسح المنطقة والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، لكن كان لشعب مصر الكلمة الفصل والقول الأخير". وتابع: "شعب مصر العظيم أتوجه إليكم اليوم بخالص التحية في يوم من أيامكم المجيدة، يوم أثبتم أن المعدن الأصيل لا يبلى ولا يصدأ، فكم من أزمات وتحديات واجهها المصريون عبر الزمن فكانت دوما وقودا لعزيمة هذا الشعب وإصراراه على البقاء والصمود". اقرأ أيضا| جمعة: «30 يونيو» كتبت تاريخا استثنائيا.. وقريبا نجني الثمار وقال: "في مثل ذلك اليوم منذ 5 سنوات تحدى المصريون التحدي ذاته، وأصروا على التوحد مع مؤسسات دولتهم مدركين بحسهم التاريخي العميق أن جسامة التحديات لا تعني الهروب، وإنما تعني المواجهة وهو ما نقوم به معا على مدار ال5 سنوات الماضية، فقد أنتجت لنا السنوات العاصفة التي تمرت بها مصر والمنطقة منذ عام 2011، 3 تحديات رئيسية كانت كفيلة بإنهاء أوطان وتشريد شعوب وهي: غياب الأمن والاستقرار السياسي، وانتشار الإرهاب والعنف المسلح، وانهيار الاقتصاد، وأقول لكم إن لكل مصري ومصرية الحق في الشعور بالفخر بما أنجزته بلاده في مواجهة هذه التحديات الثلاثة وفي وقت قياسي بما يقرب من تحقيق الإعجاز". وأوضح: "على صعيد الأمن والاستقرار، استكملنا تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية يشكل مع السلطة القضائية بنيانا مرصوصا واستقرارا سياسيا يترسخ يوما بعد يوم، وعلى صعيد التصدي للإرهاب، نجح الوطن بطليعة أبنائه في القوات المسلحة والشرطة وبدعم شعبي في محاصرة الارهاب ووقف انتشاره وملاحقته أينما كان، وبرغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب من تمويل ومساندة سياسية وإعلامية، صمدت مصر وقدمت التضحيات الغالية من دماء أبنائها الأبطال ومازالت تواصل تحقيق النجاحات وحماية شعبها بل والمنطقة والعالم". وذكر: "على صعيد الأوضاع الاقتصادية التي كانت قد بلغت من السوء مبلغا خطيرا حتى أن احتياطي مصر من النقد الاجنبي وصل في يونيو 2013 إلى أقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لحوالي 2% فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية ما يعني أن حجم الاقتصاد المصري لم يكن ينمو وانما كان يقل وينكمش وكانت كل هذه المؤشرات وغيرها علامة خطيرة وواضحة على أن إصلاح هذا الوضع لم يعد يحتمل التأخير أو المماطلة". اقرأ أيضا| لماذا تغير موقف الكنيسة تجاه المظاهرات في «25 يناير و30 يونيو»؟ وتابع: "تشير النتائج حتى الآن إلى أننا نسير على الطريق الصحيح، وارتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي من حوالي 15 إلى أكثر من 44 مليار دولار، مسجلا أعلى مستوى حققته مصر، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي من 2% منذ 5 سنوات ليصل إلى 5.4 %، ونستهدف مواصلة هذا النمو ليصل إلى 7%، الأمر الذي من شأنه تغيير واقع الحياة في مصر ووضعها على طريق انطلاق اقتصادي سريع". وأوضح: "لا شك أن طريق الإصلاح صعب وقاس ويتسبب في كثير من المعاناة، لكن لا شك في أن المعاناة الناتجة من عدم الإصلاح أكبر وأسوأ، وتم تأجيل الإصلاح كثيرا حتى أصبح حتميا لا اختيارا، وأتوجه بتحية من القلب لكل رب أسرة وكل ربة أسرة يتحملون توفير الحياة الكريمة لأبنائهم وأؤكد لهم أن المستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، وأنهم بإدراكهم العميق بمتطلبات إصلاح وطنهم يضربون المثل ويثبتون مجددا مدى حكمة وعبقرية الشعب".