توجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلى ألمانيا، يوم الإثنين الماضى، فى المحطة الأولى من جولة أوروبية تستمر لأربعة أيام. وقبل بداية جولته الأوروبية، أكد أمام جمع من الصحفيين أن محادثاته مع القادة الأوروبيين، ستدور حول إيران والتحذير من خطورة أنشطتها فى المنطقة. صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أشارت إلى أن ملامح جولة رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى أوروبا ظهرت واضحة فى مؤتمر صحفى يوم الاثنين، فى برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. حيث قالت ميركل إننا "لدينا اختلاف فى وجهات النظر حول خطة العمل المشتركة الشاملة، المعروفة باسم الاتفاقية النووية الإيرانية، ومدى فعاليتها"، مضيفة أن "ألمانيا لم تنسحب من هذا الاتفاق، ونحن ندعمه مع شركاء أوروبيين آخرين". هؤلاء الشركاء الأوروبيون الآخرون الذين ذكرتهم ميركل، فرنسا وبريطانيا الشريكان فى الاتفاقية، المحطتان التاليتان فى جولة نتنياهو الأوروبية التى تستغرق أربعة أيام. حيث سمع نتنياهو الشيء نفسه من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى قال فى مؤتمر صحفى معه، أمس الثلاثاء، إن خطة العمل المشتركة الشاملة كانت "تقدمًا هامًا". اقرأ المزيد: نتنياهو فى جولة أوروبية.. وعينه على إيران وقالت الصحيفة العبرية، إنه من المتوقع أيضًا أن يسمع نتنياهو كلمات مماثلة، عندما يلتقى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، فى لندن اليوم الأربعاء. وقد جاءت إعادة تأكيد ميركل وماكرون على أهمية خطة العمل المشتركة الشاملة، كطريقة لمنع إيران من الحصول على الطاقة النووية، بعد أن اطلّع عدد من الخبراء من البلدين على وثائق الأرشيف النووى الإيرانى التى سرقتها إسرائيل من إيران. وبعد أن قدم لهم نتنياهو ملفًا استخباراتيًا عن نوايا إيران فى المنطقة؛ وكذلك بعد تصريح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى، يوم الأحد، أن إسرائيل "ورم سرطاني خبيث" يجب "إزالته والقضاء عليه". وأكدت "جيروزاليم بوست" أن نتنياهو، الذى التقى العديد من قادة العالم خلال الفترة الأخيرة، لم يكن مندهشا من رد الفعل هذه، مضيفة أن لا أحد يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى ذهب إلى أوروبا وهو يظن أن بإمكانه تغيير موقف ميركل وماكرون وماى. ولكن إذا كان يعلم أنه ليس بإمكانه تغيير أية مواقف، فلماذا ذهب فى الجولة وخاض هذه المناقشات؟ وما الذى يأمل فى تحقيقه؟ أشارت الصحيفة إلى أنه يمكن القول إن المناقشات حول إيران لن تدور فقط حول القضية النووية، هناك أيضا مسألة تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتدخل إيران فى المنطقة، خاصة فى سوريا، وأنشطتها فى غزة. اقرأ المزيد: المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.. طهران تستعد وتل أبيب تحذر وقبل صعوده إلى الطائرة يوم الإثنين، قال نتنياهو إنه سيتحدث عن شيئين مع القادة الأوروبيين، هما "إيران وإيران"، وكان يقصد تكرار ذلك. فخلال المحادثات مع ميركل وماكرون، أشار كل منهما إلى أحداث غزة الأخيرة، ومن المتوقع أن تفعل ماى الشيء نفسه، ولكن حتى عندما يتعلق الأمر بغزة، فإن نتنياهو سيستخدمها كدليل إضافى على تأثير إيران المزعزع للاستقرار فى جميع أنحاء المنطقة. حيث بدأ نتنياهو جولته الأوروبية بإلقاء الضوء على جميع الأنشطة الإيرانية، على أمل أنه إذا لم يتمكن من إقناع ألمانياوفرنسا وبريطانيا بالانسحاب من الاتفاقية النووية، فبإمكانه إقناعهم على الأقل بالتعاون مع إسرائيل بشأن القضايا الأخرى المثيرة للقلق التى تثيرها إيران مثل قضية الصواريخ الباليستية، وأنشطة طهران الإقليمية. وفيما يتعلق بالاتفاقية النووية الإيرانية، يريد نتنياهو إقناع الأوروبيين بعدم الانسحاب من الاتفاقية، بل قبول الواقع الجديد، المتمثل فى انسحاب الولاياتالمتحدة، والذى نتج عنه تغيير قواعد اللعبة. وهو ما ألمح إليه فى مؤتمره الصحفى مع ميركل، حيث صرح، "لم أقم بتغيير وجهة نظرى حول الاتفاقية النووية، ولكنى أعتقد أن هذا الأمر أصبح الآن مسألة ثانوية، لأن الولاياتالمتحدة قد انسحبت منها"، مضيفا "أعتقد أن السؤال الحقيقى الذى يتعين علينا مواجهته هو ما نفعله بشأن عدوان إيران؟ وماذا نفعل بشأن هدف إيران المستمر وهو السعى للحصول على أسلحة نووية؟". وكان نتنياهو أكثر صراحة خلال مؤتمره الصحفى مع ماكرون، وأكد "لم أطلب من الرئيس ماكرون أن ينسحب من الاتفاقية"، وأضاف "أعتقد أن الحقائق الاقتصادية ستقرر هذه المسألة، لذا ليس هذا ما أركز عليه، ما ركزت عليه هو وقف العدوان الإيرانى فى المنطقة". اقرأ المزيد: كيف يؤثر انسحاب أمريكا من «الاتفاقية النووية» على إسرائيل؟ وأشار إلى أن "هدف إسرائيل، المتمثل فى إعادة بناء سوريا، والتأكيد على انسحاب إيران من كل الأراضى السورية، يجب أن يحظى بدعم من جميع الراغبين فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط". وقالت "جيروزاليم بوست" إن هدف نتنياهو فى هذه اللقاءات لم يكن تغيير وجهات النظر، بل نقل وجهة نظره القائلة إنه من غير المجدى الدخول فى نزاع مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول هذه القضية، والاعتراف بأنه حتى لو لم تنسحب الدول الأوروبية رسميًا من الاتفاق النووى الإيرانى، فإن حقيقة انسحاب الولاياتالمتحدة منها، أدت إلى تأكيد العديد من الشركات على أنهم لا يريدون المخاطرة بالتعرض للعقوبات الأمريكية، وبالتالى الانسحاب من إيران. ويرى نتنياهو أنه يجب على الأوروبيين الآن استخدام هذا الأمر كوسيلة للضغط على الإيرانيين، فى قضية الصواريخ الباليستية، وأنشطتهم هى المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن رسالة نتنياهو فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، تمثلت فى الدعوة إلى إصلاح الاتفاقية النووية الإيرانية، أو إلغائها، والآن كانت رسالته إلى الأوروبيين، هى أن الانسحاب الأمريكى من الاتفاقية يعنى انهيارها، وأنه على الأوروبيين أن يساعدوا فى الحفاظ على استقرار المنطقة عن طريق وقف أنشطة إيران فى سوريا، وغيرها من الأماكن فى الشرق الأوسط. ولهذا السبب بدأ نتنياهو جولته الأوروبية.