في الوقت الذي تتصاعد الحرب الكلامية بين طهران وتل أبيب، نتيجة غارات إسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا، عُقد اجتماع سري بين مسؤولين أمنيين إيرانيين ونظرائهم من دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحديد مستقبل إيران في سوريا والمنطقة. تقارير إعلامية، كشفت أن الاجتماع الإسرائيلي الإيراني تم بواسطة المخابرات الأردنية وعقد في العاصمة عمان، بحضور السفير الإيراني لدى المملكة مجتبى فردوسي بور، حسب "إيلاف". مصادر مسؤولة أشارت إلى دور الوسيط الأردني الذي عمل على نقل المناقشات والعروض والمفاوضات من أجل إتمام صفقة الجنوب السوري، ليكون خاليًا من الوجود الإيراني وحزب الله. فالنقاش بين الإسرائيليين كان حول الوضع السوري والمعركة المرتقبة في جنوب شرق سوريا، وتحديدًا في محافظتي درعا والقنيطرة. اقرأ أيضًا: انسحاب حزب الله من جنوبسوريا.. دعمٌ للأسد أم إرضاء لإسرائيل؟ حيث تم الاتفاق بين الجانبين أن لا تشارك إيران وحزب الله والميليشيات التابعة لهما في هذه المعارك المرتقبة ضد المعارضة السورية والفصائل المسلحة هناك على أن يقوم الجيش السوري بهذه المهمة، وأن تقوم القوات الأردنية بالحفاظ على أراضيها ومنع التسلل إليها من الجانب الآخر، وفقًا ل"إيلاف". وأوضحت إسرائيل للإيرانيين أنها لن تتدخل في تلك المعارك قرب حدود خط وقف النار في الجولان والحدود الأردنية الإسرائيلية ما دامت إيران وميليشياتها وحزب الله لن يدخلوها. كان السفير الإيراني في عمان، مجتبى فردوسي بور، تلقى وعدد من رجال الأمن الإيرانيين تفويضًا لمفاوضة الإسرائيليين في عمان، حيث قاد المفاوضات عن الجانب الإسرائيلي نائب رئيس الموساد برفقة عدد من رجال الأمن. يُذكر أن إسرائيل وإيران تبادلا في الأيام الأخيرة رسائل عديدة عن طريق الجانب الأردني بشأن الوضع في الجنوب السوري، حيث حذرت إسرائيل إيران من مغبة اندلاع مواجهة كبيرة وشاملة في المنطقة إذا أقدمت إيران على إدخال قواتها وعناصر حزب الله إلى الجنوب السوري للمشاركة في المعارك هناك. اقرأ أيضًا: أعجوبة سوريا تقضى على «داعش» باليرموك.. وتؤمن خروج 400 طفل وامرأة أما موقع رام الله، فقد نقل عن مصدر شارك في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران قوله: إن "الأمور سارت بشكل سهل وسريع وتم الاتفاق بين جميع الأطراف على الأمر". فالأمر يبدو غريبا وغير واقعي، إلا أن إيران على ما يبدو بدأت تعي حجم الخسارة التي مُنيت بها في سوريا جراء الضربات الإسرائيلية المتتالية لمواقعها، حسب المصدر. وفي محاولة لتفادي خسائر أكبر وضغط أكبر لخروجها من سوريا، وافقت طهران على عدم المشاركة مع جيش النظام في معارك الجنوب الشرقي في سوريا، شريطة أن لا تتدخل إسرائيل في هذه المعارك المرتقبة خلال الأيام القريبة، وهي ستدور على ما يبدو في درعا والقنيطرة القريبتين من إسرائيل والأردن. تجدر الإشارة إلى أن هناك اتفاقًا للدفاع المشترك بين الأردن وإسرائيل في معاهدة السلام الموقعة بين البلدين، والتي تقوم إسرائيل بموجبها بالدفاع ومساندة الأردن عسكريًا في حال تعرضه لأي خطر، حسب "سبوتنيك". اقرأ أيضًا: لماذا تخلت روسيا عن إيران في سوريا؟ الوكالة أوضحت أن الجانب الروسي الذي كان على اطلاع وثيق وقريب على المفاوضات في عمان، قدَم الضمانات للإسرائيليين والأردنيين بعدم مشاركة إيران وحزب الله في المعارك المرتقبة في الجنوب السوري في محافظتي درعا والقنيطرة. حيث تم الاتفاق في عمان على آلية عمل مشتركة بين الجميع في سوريا، لمنع حدوث أخطاء قد تؤدي إلى اندلاع معارك أو مواجهات بين الأردنوسوريا وإسرائيل والجانب الروسي على غرار الاتفاق الروسي الإسرائيلي بشأن الأجواء السورية. كان سفير إيران في عمان أكد في حديث صحفي أن القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها لن تشارك في المعارك التي سيخوضها النظام قريبًا في محافظتي درعا والقنيطرة، حسب "إرنا". وتوصلت إيران حينها إلى تفاهمات مع الأردن وقوى أخرى في المنطقة بعدم المشاركة في المعارك المرتقبة وعدم التواجد في درعا والقنيطرة كي لا تحدث مواجهات أو يحدث تصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى حرب شاملة.