يستقبل المسلمون في البوسنة شهر رمضان الكريم بتزيين منازلهم ومساجدهم وتجديدها وتنظيفها، كما أن سراييفو لا تخلو من التقاليد والعادات، حيث يُستخدم "مدفع رمضان" للإعلان عن وقت الإفطار والسحور. وسرعان ما يعم البلاد، طقس روحاني مختلف، ومن أهم مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الفضيل "المصابيح الكهربائية والزينات، حيث توضع على مباني دور العبادة والمحلات وتكون مختلفة في الأشكال والألوان ابتهاجًا بقدوم شهر الخير والبركات، كل هذا الضياء ليس فقط لإنارة المباني، وإنما لإيقاظ روح التعاون بين الجميع ومساعدة من يملك لمن لا يملك". فكثيرون يجعلون شهر رمضان فرصة لتفريج كرب المديونين والمحكوم عليهم بغرامات مالية كنوع من العقوبات القانونية، وهنا تتآلف القلوب ويتم جمع التبرعات لتسديد تلك الديون حتى يتمكنوا من قضاء هذا الشهر الكريم بين ذويهم. اقرأ أيضًا: رمضان في سوريا تحت الأنقاض.. موائد الإفطار بنكهة الدمار أما سكان سراييفو من المسلمين فيستقبلون رمضان بعادات دينية تتعلق بتلاوة القرآن الكريم في المساجد بين الصلوات، وهو الأمر الذي يستفيد منه الذين لا يستطيعون قراءة القرآن بالعربية، فتقام هذه الحلقات في المساجد في الأوقات البينية للصلوات. تستخدم السلطات مدفع رمضان للإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان، ويستخدم كذلك يوميا عند آذان المغرب، وفي المناطق الريفية يستعمل المؤذن البندقية فيطلق بارودها من على المئذنة في كل يوم قبل أن يرفع الأذان.
من العادات التي يقوم بها البوسنيون في المساجد يوميا عادة تسمى "موكابلة" وهي تلاوة القرآن بين صلاتي الظهر والعصر من قبل أفضل القراء، وتقوم بعض المساجد ببرمجتها قبل صلاة الفجر، وهناك أيضًا دروس يومية في المساجد يتم تقديمها من طرف طلبة المدارس الإسلامية. إضافة إلى أن العائلات تجتمع على موائد الإفطار، ويقوم الأقارب والأصدقاء والجيران بالتجمع أيضا، ويتم تجهيز موائد الإفطار الجماعية في بعض الأحيان ليلتقي سكان الأحياء الكبيرة والقرى على مائدة واحدة. اقرأ أيضًا: رمضان في اليمن.. موائد بلون الدم وظروف معيشية صعبة ومن أهم مظاهر الألفة والمودة التي تظهر بين أهل البوسنة بعضهم البعض وأيضا بينهم وبين أفراد المجتمع مهما كانت ديانتهم هو الاجتماع على موائد الرحمن.
ففي البوسنة لا تقتصر فقط تنظيم موائد للإفطار فى رمضان لتكون لفقراء المسلمين، بل تتخطاها لتشمل جميع فقراء و المعوزين من جميع الديانات كالمسيحية، وتكثر الهبات والصدقات والمنح التي تحول المحتاجين في هذا الشهر إلى أغنياء على مائدة غنية بكل ما لذ وطاب. ومن أشهر الأطعمة التى يفضل البوسنيون تناولها على مائدة الإفطار "فطائر البيتا، الكرنب الديك المحشي والسلطات على اختلاف أنواعها"، والكباب والفطائر المحشوة باللحم أو البطاطس، أو اليقطين، أو الجبن أو السبانخ إلى جانب ذلك، هناك كالسارما (الأرز المحشو) وبوسانسكل لوناتس (طبيخ من خضار ولحم) وسيتني تشافاب (مرق لحم مقطوع في قطع صغيرة). اقرأ أيضًا: اللاجئون في اليونان.. ليسوا بمفردهم في رمضان الطقوس من أهم الطقوس "التزام وسائل الإعلام بروحانية هذا الشهر فيما تقدمه من برامج على مدار اليوم"، خاصة أن رمضان في البوسنة له طعم خاص يضفي على الطقس مسحة من الدفء، وعلى الأرواح قبسات من النورانية، وعلى الأشياء فيضًا من البركات، يجدد الناس فيه فرحهم في كل إفطار ويلتقون فيه كل مساء لصلاة التراويح. ولا يكتفي المسلمون في البوسنة بالمظاهر الخارجية للالتزام والانتماء الاسلامي بل يقضي الكثير منهم ممن تسمح لهم ظروفهم الحياتية بتخصيص ما بين الصلوات لقراءة القرآن والذكر، خاصة طلبة العلم والأئمة المتفرغين، وهي عادة عرفتها البوسنة منذ أكثر من خمسة قرون. الأسواق تمتلئ الأسواق في رمضان بالبوسنة والهرسك، حيث تشهد فترة ما بين الظهر والعصر ازدحامًا كبيرًا، إذ يسعى الصائمون إلى اقتناء حاجاتهم من الخضراوات واللحوم والبقول لإعداد وجبات الافطار قبل أذان المغرب