قبل أسبوعين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وأمس الاثنين، أوجز وزير خارجيته مايك بومبيو الخطة الجديدة للإدارة الأمريكية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. إلا أن موقع "فوكس" الأمريكي أشار إلى أن هذه الخطة، هي في الأساس نفس الاستراتيجية السابقة، لكنها دون القيود الصارمة التي كانت تفرضها الاتفاقية النووية على إيران. ففي خطاب ألقاه، يوم الاثنين، بعنوان "بعد الصفقة: إستراتيجية جديدة بخصوص إيران" في مؤسسة "هيرتاج" المحافظة، قدم بومبيو 12 طلبًا من الإدارة الأمريكيةلطهران. وتمثلت هذه المطالب في: 1- وقف تخصيب اليورانيوم وعدم القيام بتكرير البلوتونيوم، وإغلاق مفاعلاتها التي تعمل على الماء الثقيل. 2- تقديم تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البعد العسكري لبرنامجها النووي والتخلي بشكل كامل عن القيام بمثل هذه الأنشطة. 3- منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى كل المواقع في البلاد. 4- وقف نشر الصواريخ الباليستية وتطوير الصواريخ القادرة على حمل الأسلحة النووية. اقرأ المزيد: ماذا سيحدث إذا انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران؟ 5- إخلاء سبيل كل المحتجزين من الولاياتالمتحدة والدول الحليفة والشريكة لها، الذين تم توقيفهم بناء على اتهامات مفبركة أو فقدوا في أراضي إيران. 6- التعامل باحترام مع الحكومة العراقية وعدم عرقلة حل التشكيلات الشيعية المسلحة ونزع سلاحها. 7- سحب جميع القوات، التي تخضع للقيادة الإيرانية، من سوريا. 8- وقف تقديم الدعم ل"التنظيمات الإرهابية"، الناشطة في الشرق الأوسط، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس"، وحركة "الجهاد الإسلامي"، ووقف الدعم العسكري للحوثيين في اليمن، ولحركة "طالبان" و"الإرهابيين" الآخرين في أفغانستان، وعدم إيواء مسلحي "القاعدة". 9- وقف "دعم الإرهاب" بواسطة قوات "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني. 10- التخلي عن لغة التهديد في التعامل مع دول مجاورة لها، والكف عن التهديدات بالقضاء على إسرائيل والهجمات الصاروخية على السعودية والإمارات. 11- التخلي عن تهديد عمليات النقل البحرية الدولية. 12- وقف الهجمات السيبرانية. وقال بومبيو إنه إذا لم تستسلم إيران لمطالب أميركا كافة، فإنها ستواجه "أقوى عقوبات في التاريخ" و"ستواجه مشاكل أكبر من أي وقت مضى"، مضيفًا أنه في هذه الأثناء، ستعمل الولاياتالمتحدة مع حلفائها، في أوروبا والشرق الأوسط، لضمان امتثال إيران لمطالبها. وأشار بومبيو إلى أن ترامب موافق على فكرة توقيع اتفاقية نووية إيرانية جديدة تتضمن مخاوف أمريكا، لكنه لم يكن متفائلاً بشأنها، قائلًا إن "الصفقة ليست هي الهدف، هدفنا هو حماية الشعب الأمريكي"، وأضاف "لن نعيد التفاوض بشأن الاتفاق الإيراني". اقرأ المزيد: «نيويورك تايمز»: انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لم يضعف «إيران» إلا أن الموقع أشار إلى أنه لا شيء جديد فيما قاله بومبيو يوم الاثنين، ففي أكتوبر الماضي، عرض ترامب استراتيجيته لمواجهة إيران، والتي قال فيها: أولًا، سنعمل مع حلفائنا على مواجهة نشاط النظام الإيراني المزعزع للاستقرار، ووقف دعم الإرهابيين في المنطقة. ثانيًا، سنضع عقوبات إضافية على إيران لمنع تمويلهم للإرهاب. ثالثًا، سنتناول استخدام طهران للقذائف والأسلحة التي تهدد جيرانه، والتجارة العالمية، وحرية الملاحة. وأخيرًا، سنحرم إيران من جميع السبل للحصول على سلاح نووي. وتعهد ترامب، حينها، بفرض عقوبات صارمة على إيران إذا لم توافق على هذه الطلبات، وقال إن الإدارة ستعمل "بشكل وثيق مع الكونجرس وحلفائنا لمعالجة العيوب الخطيرة العديدة الموجودة في الاتفاق حتى لا يهدد النظام الإيراني العالم بأسلحة نووية." وتؤكد "فوكس" أن الاستراتيجية الجديدة التي وضعها بومبيو، هي الاستراتيجية القديمة نفسها، والتي تقوم على توقيع الولاياتالمتحدة أقصى قدر من الضغط على إيران لإجبارها على التغيير، وهي استراتيجية مشابهة لما يتبعه ترامب تجاه كوريا الشمالية. مشيرة إلى أن هذا يظهر أن تفكير الإدارة الأمريكية حول إيران لم يتغير حتى بعد الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية، التي كانت أفضل آلية لتحقيق الأهداف النووية التي يسعى إليها كل من بومبيو وترامب. وكان ترامب قد أعلن رفضه للاتفاقية النووية الإيرانية لثلاثة أسباب رئيسية: أولًا، قال إن إيران انتهكت "روح" الاتفاقية، لأنها تواصل العمل ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، مثل اختبار الصواريخ الباليستية، أو دعم بشار الأسد في سوريا. اقرأ المزيد: بسبب الاتفاق النووي الإيراني.. الاتحاد الأوروبي يتحدى أمريكا ثانيًا، لم تنل بعض القيود على برنامج إيران النووي موافقة ترامب، مثل بنود "الغروب" التي تنص على رفع القيود المفروضة على أجهزة الطرد المركزي الإيرانية بعد 10 سنوات، ورفع القيود على تخصيب اليورانيوم بعد 15 سنة، ويدعي ترامب أنه سيسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي بمجرد رفع القيود. أخيرًا، قال ترامب إنه يمكنه التوصل إلى اتفاقية أفضل. إلا أنه وفقًا لمعظم التقديرات، كانت إيران تمتثل لشروط الاتفاقية، حيث قامت بتفكيك جزء كبير من برنامجها النووي، وأعطت المفتشين الدوليين مجالًا واسعًا للتأكد من أنه لم تنتهكها. وفي الوقت الذي لا تزال فيه إيران والجهات الموقعة على الاتفاق ملتزمين به، إلا أن العديد من الخبراء يرون أن قرار ترامب، حد من قدرة أمريكا على التأثير في سلوك إيران السيئ في الشرق الأوسط. وأشار الموقع إلى أن ترامب أثار المزيد من المشاكل لإدارته بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وسوف تحتاج إدارته إلى تفكير جديد لحل المشكلة الإيرانية الآن، لكن من الواضح أن ترامب وفريقه لم يفكروا في ذلك حتى الآن.