القراءة خلال شهر رمضان من الأمور الهامة، البعض يفضل مطالعة الكتب الدينية والصوفية لما لها من فائدة تعود على الشخص، إلا أن آخرين يعتبرون القراءة خلال شهر الصيام مضيعة للوقت ومن الأجدى توفير الوقت في العبادة وقراءة القرآن، ويمكن تأجيل القراءة لوقت لاحق، إلا أن العديد من المثقفين يرون أن القراءة مفيدة، وأنها في حد ذاتها نوع من التعبد. سألنا مجموعة من الكتاب والمثقفين عن نوعية الكتب التي يفضلون قراءتها خلال الشهر الفضيل وتنوعت إجاباتهم ما بين كتب التصوف والروايات والأشعار بالإضافة إلى كتاب القرآن. يقول القاص أحمد الخميسي إنه يفضل قراءة الروايات والكتب الخفيفة، لافتا إلى أنه يقرأ حاليا مجموعة قصصية لكاتب أردني فلسطيني يدعى محمود الريماوي بعنوان "عم تبحث في مراكش"، وعندما توفى خالد محيي الدين بدأت أقرأ كتابه "والآن أتكلم" وهو شيق ومليء بأسرار عن ثورة يوليو 1952، وأسرار غريبة عن شخصية عبد الناصر والثورة وأحداثها. وتابع الخميسي: ليس هذا فحسب، بل أقرأ أيضا كتابا مترجما لكاتب فرنسي يدعى لوبير بعنوان "ثلاث حكايات"، كما أقرأ مجموعة قصصية لطيفة لحسن الحداد ابن الشاعر فؤاد الحداد وهي المجموعة الأولى له. الشاعر إبراهيم داوود يفضل في شهر رمضان قراءة كتب التاريخ والتصوف الإسلامي، وهذه الكتب، وفقا له، هي الأقرب لقلبه، كما أن قراءتها تحتاج لأن يكون لديه وقت، خاصة أنه ليس من متابعي الدراما التليفزيونية. وقال: أقرأ كتابا صدرت له مؤخرا طبعة جديدة عن هيئة قصور الثقافة بعنوان "المقالة الصحفية" لعبد اللطيف حمزة ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة"، وهو صدر في أربعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى كتاب "جامع كرامات الأولياء" للشيخ النبهاني، وهو جزءان وقد قرأته من قبل ولكني أقرأه مجدداً لحبي لهذه النوعية من الكتب. من جانبه أوضح الكاتب والروائي أحمد إبراهيم الشريف أنه من محبي متابعة الإصدارت الجديدة من الكتب ليقوم بعمل عرض لها سواء في رمضان أو غير رمضان، وقال: أقرأ حاليا كتاب "مزاج حر" لمحمد الفخراني، بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان "قلب الجميزة"، كما أهوى متابعة الكتب والروايات القديمة، ونوعية الكتب التي أختارها ليست لها علاقة بشهر رمضان أو أي شهر آخر، فما يحكمها هو أن تكون إصدارا جديدا. أما الكاتب عمر طاهر فيقول إنه في شهر رمضان لا يقرأ على الإطلاق بل يفضل أن يأخذ إجازة من القراءة، ويحاول أن يفصل من كل الالتزامات التي عليه طوال أيام العام، وفيما يخص الدراما فهو لم يقرر حتى الآن المسلسل الذي سيتابعه. ويرى الناقد الأدبي عمر شهريار أنه لا يوجد فرق بين رمضان وأي شهر آخر، وقال: عادة أقوم بقراءة الكتب المتعلقة بأبحاثي المكلف بعملها، كما أهوى متابعة الكتب الجديدة، وحاليا أجري بحثا عن الرواية والعولمة، ووفقاً لفترة البحث أقرأ كتابا عن ما بعد الحداثة والعولمة بعنوان "التاريخية الجديدة والأدب" كي أكتب عنه، أما فكرة قراءة كتب التصوف في شهر رمضان فأمر غير منطقي، فمن الممكن أن أقرأ كتبا دينية في الكريسماس وكتبا عن النقد خلال شهر رمضان، لأن الأمر غير مرتبط بشهر معين. أما الكاتب والروائي هاني دعبس فيقول إنه يكتب ولا يقرأ في رمضان، مؤكداً أن شهر رمضان هو الأفضل بالنسبة إليه في الكتابة، حيث تتوالى الأفكار وتتولد، ويعكف حاليا على كتابة رواية جديدة بعنوان "فيرجن" بعد روايات "الحب في زمن الثورة" و"ريكورد" و"مدينة الطالبات". وتقول الكاتبة رحاب زيد إن الاهتمام في شهر رمضان ينصب على قراءة القرآن في محاولة لختمه أكثر من مرة وكتب التفسير، فيما عدا ذلك فهي تمارس القراءة في الروايات ودواوين الأشعار بدون اختلاف، فرب رمضان هو رب العام كله. وتقول الكاتبة هناء نصير: نظرا لضيق الوقت في رمضان فأنا أفضل قراءة الشعر، مؤكدة أن التزاماتها بموعد الإفطار ومتطلبات أسرتها يفرض عليها ذلك، فهي لا تفضل الابتعاد عن القراءة مطلقاً لأنها عادة أصيلة بداخلها ولذلك تجد في الشعر الحل لمأزق ضيق الوقت. ويفضل الكاتب والروائي أحمد جويلي قراءة الكتب الدينية في رمضان حتى يستفيد منها في حياته، لافتاً إلى أن الكتب الأخرى كالروايات والقصص القصيرة وكتب النقد متوفرة طوال أيام العام، في حين لا توجد فرصة لقراءة الكتب الدينية إلا في شهر رمضان فقط، ومن أبرز الكتب التي يقرأها حالياً كتاب بعنوان "فضائل رمضان وأحكامه" للكاتب عبد الله ناصح علوان يتناول فيه فضائل الشهر وأحكامه، كما يقدم بحوثاً حول أقسام الصيام وأركانه وشروطه بالإضافة إلى ثبوت رمضان وشوال، كما يوضح الكاتب أيضاً بالتفصيل أركان الصيام الصحيحة والشروط ومفسدات الصوم، وفي الباب الأخير يتطرق إلى الأعذار التي تبيح إفطار المسلم، وهناك كتاب آخر بعنوان "من فتاوى العلماء في الصيام والقيام وعيد شهر رمضان" وهو عبارة عن مجموعة من الفتاوى لمجموعة كبيرة من العلماء في الصيام والقيام والعيد كابن تيمية وابن باز والألباني. فيما يؤكد أحمد سعد، محام، أنه يفضل قراءة الكتب التاريخية والقانونية؛ فالأولى تستهويه كثيراً أما الثانية فهي تخدم على عمله كمحام، إذ يفضل الاطلاع أولاً بأول على كل ما هو جديد في مجال القانون والمجال الجنائي، وحاليا يقرأ كتابا بعنوان "تاريخ مصر" لسليم حسن.