رجال الحريري يدفعون «فاتورة» نتائج الانتخابات اللبنانية

بدأت نتائج الانتخابات اللبنانية المخيبة للآمال ل"تيار المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري، تلقي بظلالها على هذا التيار الذي خسر أكثر من ثلث مقاعده فى الانتخابات البرلمانية التى جرت الأسبوع الماضى.
وتعرضت الهيئة الانتخابية داخل التيار لانتقادات بالتقصير عقب انخفاض عدد المقاعد التى حصل عليها "المستقبل".
استقالة الرجل الثاني
ففي خطوة مفاجئة بعد مرور أقل من أسبوع على إجراء الانتخابات، استقال نادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الرجل الثاني ب"تيار المستقبل" مساء السبت، وأعلن مكتب الحريري في بيان له، استقالة مديره، من منصبه وتكليف آخَر تولي مهامه، دون ذكر السبب.
إقرأ أيضا : وداعًا ل«الوراثة السياسية».. اللبنانيات قادمات تحت قبة البرلمان
وشكر سعد الحريري مدير مكتبه الشخصي والحكومي المستقيل، على الجهد الذي بذله طوال فترة توليه المنصب، متمنياً له التوفيق في كل ما يتطلع إليه، وقرر تكليف محمد منيمنة تولي مهام مدير مكتب الرئيس بالوكالة.
ونادر هو ابن عمة سعد الحريري، بهية الحريري، النائب عن صيدا جنوبي لبنان، ويعتبر الرجل الثاني بعد الحريري في "تيار المستقبل" الذي يتزعمه الأخير، وكان يُعرف بأنه العقل المخطط لسياسات "تيار المستقبل".
تكهنات حول الاستقالة
خبر استقالة نادر الحريري أثار ردود فعل بين أوساط "تيار المستقبل"، واغتنم البعض الفرصة للتكهن حول أسباب الاستقالة، حيث رأى البعض أن الخطوة هي تحضير لاستلام وزارة سيادية، فيما اعتبر آخرون أن استقالته أتت على خلفية تلك النتائج "المخيبة" لتيار المستقبل الذي خسر حوالي 13 نائباً عن الانتخابات الأخيرة، في حين رأى آخرون أن استقالة نادر تأتي في سياق استبعاد بعض الوجوه في التيار، لحساب وجوه أكثر تشدداً.
إلا أن مصدر مسؤول في "تيار المستقبل"، أكد أن كل ما يدور حول استقالة نادر الحريري من قصص وروايات مؤامراتية وتسلم مناصب ومسؤوليات جديدة هي من نسج خيالات مطلقيها، والقضية باختصار "أن نادر الحريري قرر أن يستقيل من كامل مهامه في إدارة مكتب الرئيس سعد الحريري، واتخذ خيارا خاصا بتغيير مسار عمله وحياته"، بحسب "النهار".
محاسبة التيار
ويبدو أن سعد الحريري بدأ في تنفيذ ما قاله بعد صدور نتائج الانتخابات، حيث أشار إلى أن هناك آلية محاسبة ستعتمد داخل التيار الأزرق "المستقبل"، فلم يقتصر الأمر على استقالة نادر الحريري فقط، فقد أفادت هيئة شؤون الإعلام في تيار المستقبل في بيانين منفصلين اليوم الأحد، بإعفاء وسام الحريري من مسؤولياته في هيئة الانتخابات، وماهر أبو الخدود.
إقرأ أيضا : الدعاية الانتخابية بوسائل الإعلام اللبنانية «لمن يدفع أكثر»
جاء في البيان الأول أنه بعد الاطلاع على مجريات الحراك الانتخابي في كل الدوائر، والتقارير الواردة في شأنه، قرر رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري إعفاء وسام الحريري "منسق عام الانتخابات" من مسؤولياته في هيئة شؤون الانتخابات".
وتلاه بيان آخر عن إعفاء ماهر أبو الخدود، جاء فيه أنه "بناءً على المادة ال 41 من النظام الداخلي (الفقرتان 1 و2) والمادة 47، قرر الحريري إعفاء ماهر أبو الخدود (مدير دائرة المتابعة في مكتب الحريري) من مهماته في التيار"، بحسب "العربية".
إقرأ أيضا : الانتخابات البرلمانية.. هل تغير المشهد في لبنان؟
وفي خطوات متسارعة، قرر الحريري أيضا حل هيئة شئون الانتخابات والماكينة الانتخابية بتيار المستقبل بصورة عامة وتكليفها بمتابعة تصريف الأعمال إلى أن يحين اتخاذ قرار بديل وطلب استكمال وإعداد تقارير التقييم المفصلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وفقا لقواعد العمل السياسي والتنظيمي في التيار.
كما قرر الحريري حل الهيئات التنظيمية القيادية بالتيار (مكتب ومجلس المنسقية) بصورة عامة فى منسقيات بيروت والبقاع الغربى وراشيا والبقاع الأوسط والكورة وزغرتا وتكليفها متابعة الأعمال إلى أن يحين الإعلان عن قرارات بديلة ودعوة كل الهيئات في المنسقيات والقطاعات والمصالح لاستكمال تقاريرها التقييمية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وفقا لقواعد العمل السياسى والتنظيمى فى التيار.
الرقم الصعب
ورغم نتائج الانتخابات التي خسر خلالها "المستقبل" الكثير من المقاعد، أكد الحريري أن تياره ما زال الرقم الصعب الذي يستحيل أن ينكسر في المعادلة الوطنية، وما زال صاحب أكبر كتلة نيابية صافية في البرلمان.
الحريري، شدد على أن البلد سيتجاوز مرحلة التصعيد الإقليمي والدولي، لنفتح صفحة جديدة تضع لبنان على خريطة الاستقرار والتقدم والبناء، مشيراً إلى أن "بلدنا يجب ألا يغرق".
إقرأ أيضا : انتخابات لبنان.. هل تشهد خارطة التحالفات حدًا للانقسامات السياسية؟
وفي الوقت الذي استطاع التحالف الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) أن ينتصر في الانتخابات، وخسارة الحريري ثلث مقاعده السابقة، فإن الأخير مازال الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة بوصفه زعيم أكبر كتلة سنية فى البرلمان ويجب أن يكون رئيس الوزراء اللبناني سنيا بموجب نظام طائفي لتقسيم السلطة.