قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء: "يسرني أن أخبركم بأن وزير الخارجية مايك بومبيو عائد على متن الطائرة من كوريا الشمالية ومعه 3 رجال رائعين يتطلع الجميع إلى لقائهم". واستقبل الرئيس الأمريكي، وبصحبته السيدة الأولى ميلانيا ترامب، المحتجزين الثلاثة، في قاعدة "أندروز" الجوية بولاية ميريلاند القريبة من العاصمة واشنطن. وفي الوقت الذي اعتبر فيه الكثيرون أن الإفراج عن المعتقلين الثلاثة انتصار دبلوماسي لإدارة ترامب، إلا أنه ألقى الضوء على مأساة الأمريكيين المعتقلين في إيران. حيث جاءت كلمات ترامب في اليوم التالي لإعلانه انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، وألقى ترامب باللوم على تمويل إيران للإرهاب وتجاربها الصاروخية وأنشطتها النووية، في قراره بالانسحاب من الاتفاقية. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أنه في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأمريكي من أن "الولاياتالمتحدة لن تبقى رهينة للابتزاز النووي الإيراني"، تجاهل ترامب الأمريكيين المحتجزين في إيران. اقرأ المزيد: الذهب والمواد الغذائية.. أبرز العقوبات التي سيفرضها ترامب على إيران حيث قال جاسون رضائيان، الصحفي الأمريكي من أصل إيراني، والذي اعتقل في إيران لمدة 18 شهرًا، إنه "تم تجاهل هؤلاء الأشخاص"، مضيفًا أنه بعد قرار ترامب "لم يعد هناك مخرج لهؤلاء المحتجزين في إيران". ويقدر المسؤولون بالولاياتالمتحدة عدد الأمريكيين المحتجزين في إيران بنحو ستة أشخاص، إلا أن بعض المراقبين أشاروا إلى أن الأعداد قد تكون أكثر من ذلك. حيث يفضل أقارب المعتقلين في إيران عدم الإعلان عن قضايا ذويهم على أمل أن يساعد النهج الهادئ في التعامل مع تلك المشاكل، في تسريع عمليات الإفراج عنهم. وتشمل القائمة أربعة أمريكيين من أصل إيراني، وطالب أمريكي من أصل صيني، وجهت لهم تهم تتنوع بين التعامل مع دولة معادية، والتجسس، وهم رجل الأعمال سياماك نامازي ووالده باقر نامازي، وروبن رضا شاهيني، وكاران فافاداري، والطالب شيوي وانج. ولعل أبرز شخصية أمريكية تحتجزها إيران، هو روبرت ألان ليفنسون، وهو عميل متقاعد بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والذي اختفى أثناء وجوده في جزيرة "كيش" في إيران عام 2007. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ل"سي إن إن" في مقابلة أجريت معه في عام 2014، إنه ليس هناك أدلة تثبت أن ليفنسون كان حتى في إيران. اقرأ المزيد: هل ستنسحب إيران من الاتفاق النووي؟ وفي إبريل الماضي أشار ظريف إلى أن إيران مستعدة لعقد صفقة لتبادل الأسرى، إذا أظهر ترامب لإيران المزيد من الاحترام وتوقف عن الإشارة إلى إسقاط النظام. وقالت الشبكة الأمريكية إنه لا يوجد دليل على أن ترامب سيسعى إلى هذه الصفقة في أي وقت قريب، كما أبدى المسؤولون السابقون الذين تعاملوا مع إيران، تشاؤمهم بشأن مستقبل الأمريكيين المحتجزين في إيران. حيث صرحت ويندي شيرمان، نائب وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية الأسبق، أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاقية "يزيد من المخاطر المحيطة بالمعتقلين الأمريكيين في إيران، كما يزيد من احتمالية عدم عودتهم في أي وقت قريب". وأضافت شيرمان أنه "من واجب حكومتنا أن تفعل كل ما في وسعها للتأكد من أنه لا يتم التخلي عن الأمريكيين المحتجزين في إيران، وأن نعيدهم إلى وطنهم، وأن نعثر على روبرت ليفنسون أيضًا". وأشارت شيرمان إلى أن المعتدلين في إيران الذين ربما يريدون مساعدة الأمريكيين على العودة إلى ديارهم، لا يملكون إلا القليل من السلطة السياسية لتحقيق ذلك، لأنهم سيبدؤون الآن كأنهم يقدمون تنازلات للولايات المتحدة دون الحصول على أي شيء في المقابل. من جانبه، قال تريتا فارسي، رئيس المجلس القومي الإيراني الأمريكي، إن إطلاق سراح المعتقلين السابقين من إيران جاء بسبب جهود دولة أخرى أو عن طريق محادثات مباشرة بين إيرانوالولاياتالمتحدة. إلا أنه أضاف أن قناة الاتصال المنتظمة الوحيدة بين طهرانوواشنطن، والمتمثلة في المحادثات المرتبطة بالاتفاقية النووية، لن تتم الآن بعد أن انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاقية. اقرأ المزيد: 3 أزمات سياسية تلاحق ترامب بعد انسحابه من اتفاق إيران النووي وفي الوقت الذي كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في طريقه إلى كوريا الشمالية، للعودة بالأمريكيين المفرج عنهم من سجون بيونج يانج، أشار البعض إلى احتمالية أن الولايات تتجاهل بعض المحتجزين الأمريكيين، في الوقت الذي كانت تسعى لإنقاذ بعضهم. ورد بومبيو: "أننا نبذل قصارى جهدنا لإعادتهم جميعا"، مضيفًا أنه "صحيح هناك أميركيون محتجزون في أماكن عدة، وهناك أمريكيون معتقلون في سوريا أيضًا". وأشار "عندما كنت مدير وكالة الاستخبارات المركزية، شهدت جهود وزارة الخارجية والحكومة الأمريكية، من أجل الإفراج عن كل هؤلاء الأمريكيين".