يبدو أن القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، المقرر لها أواخر مايو وبداية يونيو، سوف تثير العديد من التغييرات في سياسة الولاياتالمتحدة. وأصدر ترامب تعليمات لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بوضع خطط لخفض عدد القوات الأمريكية المتمركزة فى كوريا الجنوبية، وفقا لما ذكره تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الجمعة. مجلة "فايس" الأمريكية، نقلت عن بعض الخبراء قولهم بإن تلك التقارير إذا كانت صحيحة، ستمنح الزعيم الكوري الشمالي اليد العليا، قبيل القمة بين الزعيمين، لكنها لن تؤثر كثيرًَا على المدى البعيد في تغيير ديناميكيات السلطة في المنطقة. ويقول التقرير، نقلًا عن مصادر عديدة أطلعت على المناقشات، إن الرئيس الأمريكي أبلغ وزارة الدفاع "بإعداد خيارات لسحب القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية". اقرأ المزيد: كوريا الشمالية تعد أمريكا بغلق موقع التجارب النووية يذكر أن الولاياتالمتحدة لديها حاليا 28500 جندي متمركزين في شبه الجزيرة الكورية، ولكن توقيع معاهدة سلام بين كوريا الشماليةوكوريا الجنوبية يمكن أن يقلل من الحاجة إلى وجود عسكري كبير. وأعلن كيم، ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، في القمة التي جمعت بينهما الأسبوع الماضي، أن البلدين يرغبان في توقيع معاهدة سلام هذا العام لإنهاء الحرب الكورية رسميا، التي توقفت في عام 1953 بهدنة. لكن المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة تقول إن سحب القوات لن يستخدم "كورقة مساومة" خلال قمة "ترامب - كيم" المقبلة، وأنه جزء من مناقشات مستمرة مع سيول، حول من يتحمل تكلفة حماية المنطقة، وصرح متحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي يوم الجمعة، أن البيت الأبيض رفض التقرير ووصفه بأنه زائف. وكان مون تشونج إن، وهو مستشار خاص للسياسة الخارجية والأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي، قد أثار في الآونة الأخيرة، تكهنات حول الوجود العسكري الأمريكي في المستقبل، قائلا إنه سيكون من الصعب تبرير استمرار نشر القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، إذا تم التوصل إلى معاهدة سلام. اقرأ المزيد: كوريا الجنوبية: لا علاقة لتمركز القوات الأمريكية باتفاقية السلام لكن بعض الخبراء يشعرون بالقلق من أن تتنازل واشنطن عن أكثر مما ينبغي لبيونج يانج قبل القمة، حيث قال جون هيمينجز مدير قسم آسيا في جمعية هنري جاكسون، وهو مركز أبحاث بريطاني في السياسة الخارجية: "أكثر ما يقلقني بشأن هذا التطور الأخير، هو أننا رفعنا احتمالات الحصول على جائزة نوبل للسلام، والتخلي عن الدفاع عن كوريا الجنوبية دون توقيع كوريا الشمالية بشكل فعلي على أي شيء". وأشار كيم، إلى أنه مستعد لوقف التجارب النووية وإغلاق موقع التجارب النووية في "بونجي ري"، لكن عددا من الخبراء أشاروا إلى أن هذه الخطوات لا تعني شيئا، لأن كوريا الشمالية نجحت بالفعل في تحقيق هدفها المتمثل في بناء ترسانة نووية. وفي الوقت الذي تمثل فيه القوات الأمريكية على طول الحدود بين الكوريتين، رادعًا واضحًا لكوريا الشمالية، فإن التهديد الحقيقي لبيونج يانج يأتي من مناطق أبعد. إذ صرح باو هوي زانج مدير مركز دراسات آسيا والمحيط الهادئ في جامعة "لينج نان" في هونج كونج، لمجلة "فايس"، بأن انسحاب القوات الأمريكية "لن يؤثر بشكل كبير على توازن القوة العسكرية في المنطقة". اقرأ المزيد: إذا نجحت مفاوضات السلام مع كوريا الشمالية.. هل يحصل ترامب على نوبل؟ وأضاف أن "الردع العسكري الأمريكي ضد كل من كوريا الشماليةوالصين، يعتمد على ضربات بعيدة المدى، بدقة من خلال صواريخ كروز ومقاتلات الشبح، لذا، فإن الحد من القوات البرية في كوريا الجنوبية، قد لا يحدث فرقًا كبيرًا". وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن الصين هي التي قد ترى واشنطن التهديد الحقيقي لها في المنطقة، وليس كوريا الشمالية. ويرى جون هيمينجز، أن "الولاياتالمتحدة لديها مصلحة في الحفاظ على تحالفها العسكري مع كوريا الجنوبية، الذي لا علاقة له بكوريا الشمالية"، مؤكدّا أن تصاعد نفوذ الصين وعزمها على إنشاء نظام تجاري جديد "في محيطها في شرق آسيا، لن يكون في صالح النظام العالمي والديمقراطيات الآسيوية".