فى خطوة لم تكن بالحسبان يومًا، أعلنت كوريا الشمالية عن استعدادها لتفكيك موقعها للتجارب النووية فى نهاية مايو الحالي، حسبما أعلنت وكالتها الرسمية للأنباء، فى بادرة جديدة قبل قمة رئيسها كيم يونج أون ونظيره الأمريكى دونالد ترامب فى 12 يونيو بسنغافورة. الوكالة نقلت عن بيان للخارجية الكورية الشمالية أنه «من المقرر تنظيم فعالية تفكيك موقع التجارب النووية بين 23 و25 مايو، بحسب الظروف المناخية» وبحضور صحفيين أجانب ستتم دعوتهم من كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة لتغطية الحدث . وأوضح البيان أن انفاق التجارب فى «بونجي- ري»، وهى منشأة سرية قرب الحدود مع الصين، سيتم تدميرها بالمتفجرات ما سيسد مداخلها. كما سيتم إخلاء مواقع المراقبة ومراكز البحث إضافة إلى عناصر الأمن والباحثين. يأتى هذا الإعلان غداة إعلان واشنطن عن استعدادها لتقديم مساعدة اقتصادية و»ضمانات» لكوريا الشمالية إذا تعهدت ب «نزع سريع وكامل للسلاح النووي» فى قمة 12 يونيو. وكان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو قد قال إنه أعلن بوضوح لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، خلال زيارته القصيرة لبيونج يانج قبل يومين، استعداد الولاياتالمتحدة لدعم اقتصاد كوريا الشمالية والعمل على رفع مستويات المعيشة فيها، إذا وافقت على التخلى عن أسلحتها النووية «بصفة دائمة وبطريقة قابلة للتحقق». من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية «كانج كيونج وها» قمة ترامب- كيم بأنها ستكون «تاريخية»، لكنها أبدت مخاوفًا من إمكانية مطالبة بيونج يانج بسحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن التواجد الأمريكى هناك منذ حوالى 65 عامًا «لعب دورًا محوريًا للردع» ودعم السلام والاستقرار فى المنطقة. وأكدت أن العقوبات ضد كوريا الشمالية لن ترفع قبل القمة المرتقبة، قائلة : «نحن واضحون جدًا بشأن بقاء العقوبات كما هى حتى نرى خطوات واضحة وذات مغزى من كوريا الشمالية على طريق نزع السلاح النووى». فى الوقت ذاته، تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن «علاقات جيدة» مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، مشيرًا إلى أنه يتوقع «نجاحًا كبيرًا» خلال الاجتماع معه فى سنغافورة. وأكد ترامب لمؤيديه أثناء خطابه فى إنديانا، أنه سيجتمع مع زعيم كوريا الشمالية «لتحقيق السلام والأمن». وكان ترامب قد أعلن مكان وموعد القمة المرتقبة، الخميس الماضى بعد ساعات من وصول ثلاثة أمريكيين، كانوا محتجزين فى كوريا الشمالية، إلى قاعدة عسكرية أمريكية خارج واشنطن بعد أن أفرج عنهم كيم كبادرة حسن نية قبل القمة. وعلى عكس تصريحات ترامب قال مسئولون بالبيت الأبيض دون ذكر تفاصيل الخميس الماضي، إنه من الممكن إلغاء الاجتماع إذا قامت كوريا الشمالية بأى تصرف غير مقبول خلال الشهر المقبل. وكان الرئيس الكورى الشمالى قد اقترح فى قمة تاريخية مع نظيره الكورى الجنوبى فى 27 أبريل الماضي، غلق موقع التجارب النووية. وكان هذا الموقع الواقع تحت الأرض قد شهد إجراء ست تجارب نووية كان آخرها فى سبتمبر 2017. والموقع محاط بقمم حادة وقد تم حفره تحت جبل من الجرانيت ارتفاعه ألفى متر فى مقاطعة هاميونج الشمالية الواقعة شمال شرق البلاد قرب الحدود مع الصين, وتعرف المنطقة بأنها مثالية لمقاومة قوات تملك سلاحًا نوويًا. وكشف عن وجود الموقع فى أكتوبر 2006 مع أول تجربة نووية كورية شمالية فى عهد كيم يونج ايل والد الرئيس الكورى الشمالى الحالى, وبات منذ ذلك الحين موضع متابعة الأقمار الصناعية. واعتبر الخبراء تفكيك الموقع تنازلًا شكليًا لأن الموقع قد يكون أصلًا بات غير قابل للاستخدام. وبحسب خبراء زلازل صينيين فى جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية فإن آخر تجربة نووية أدت إلى انهيارات صخرية داخل الجبل الذى يوجد تحته الموقع.