على مدار الأشهر الأخيرة الماضية، قدمت كوريا الشمالية العديد من التنازلات، كبادرة حسن النية، قبل القمة المرتقبة بين زعيم البلاد كيم جونج أون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حيث أعلنت بيونج يانج وقف جميع التجارب الصاروخية والنووية قبل القمة، بالإضافة إلى استعدادها للتفاوض على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. ويبقى ملف الأمريكيين المحتجزين لدى النظام الكوري الشمالي، من القضايا الحساسة في العلاقة بين البلدين، حيث قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، إن "ترامب" أبدى اهتمامًا بهذا الأمر. وغرد ترامب، مساء أمس الأربعاء، بأنه من المحتمل أن يتم الإفراج عن ثلاثة سجناء أمريكيين في معسكرات العمل الكورية الشمالية، قائلًا "كما يدرك الجميع، كانت الإدارة السابقة تطالب منذ فترة طويلة بإطلاق سراح ثلاث رهائن من معسكر عمل في كوريا الشمالية، ولكن دون جدوى، ترّقبوا أخبارا جديدة!". اقرأ المزيد: بعد إعلان كوريا الشمالية وقف برنامجها النووي.. ماذا ينتظر ترامب في اجتماعه مع كيم؟ وأعقب تغريدة ترامب، عدة تقارير إعلامية تشير إلى أن إطلاق سراح السجناء الأمريكيين في كوريا الشمالية، قد يأتي قبل القمة أو فى أثنائها. يذكر أن كوريا الشمالية تحتجز ثلاثة مواطنين أمريكيين، هم: كيم هاك سونج عمل كيم هاك سونج في جامعة بيونج يانج للعلوم والتكنولوجيا، وتم احتجازه للاشتباه في ارتكابه "أعمالا عدائية" في 6 مايو 2017، وبحسب ما ورد اعتُقل فى أثناء وجوده في محطة بيونج يانج. وكان كيم هاك سونج، قد وصف نفسه في وقت سابق، بأنه مبشر مسيحي كان ينوي تشكيل خلية تجريبية في جامعة بيونج يانج للعلوم والتكنولوجيا، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن منشور لكيم على الإنترنت. وتشير التقارير إلى أنه ولد لعائلة من العرقية الكورية في الصين، بالقرب من الحدود الكورية الشمالية، وهاجر إلى الولاياتالمتحدة في التسعينيات، ويقال إنه ذهب لدراسة الزراعة في مقاطعة "يانبيان" الصينية، التي تقع على الحدود مع كوريا الشمالية، قبل الانتقال إلى بيونج يانج. كيم سانج دوك قبل أسبوعين من اعتقال كيم هاك سونج، تم اعتقال كيم سانج دوك، المعروف أيضا باسم "توني كيم"، بتهمة التجسس، وألقي القبض عليه عندما كان يحاول مغادرة البلاد بعد شهر في العمل في جامعة بيونج يانج للعلوم والتكنولوجيا. اقرأ المزيد: إذا نجحت مفاوضات السلام مع كوريا الشمالية.. هل يحصل ترامب على نوبل؟ وقالت وسائل إعلام كورية جنوبية إن كيم سانج دوك البالغ من العمر 55 عامًا، كان مهتما بالعمل الإنساني في كوريا الشمالية، حيث صرح تشان مو بارك، مستشار الجامعة، لوكالة "رويترز": ب"أخبرني بعض المسؤولين في الجامعة أن اعتقاله لا علاقة له بعمله في جامعة بيونج يانج"، وأضاف أنه "قد شارك في بعض الأنشطة الأخرى، مثل مساعدة دار للأيتام". ودرس كيم المحاسبة في جامعتين أمريكيتين، وعمل كمحاسب في الولاياتالمتحدة لأكثر من عقد من الزمان، حسبما تقول صفحته على فيسبوك، كما درس في مقاطعة "يانبيان" الصينية. كيم دونج تشول كيم دونج تشول، مواطن أمريكي من مواليد كوريا الجنوبية، هو قس في أوائل الستينيات من عمره، تم اعتقاله في عام 2015 بتهمة التجسس، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في عام 2016. قبل محاكمته، تم تقديمه في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة، حيث اعترف بسرقة أسرار عسكرية بالتواطؤ مع كوريا الجنوبية، وهو ادعاء رفضته سول. وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية في يناير 2016، قال كيم إنه عاش في مدينة فيرفاكس بولاية فيرجينيا الأمريكية، وأضاف أنه كان يدير شركة تجارية وخدمات فندقية في مدينة "راسون"، وهي منطقة اقتصادية خاصة بالقرب من المنطقة الحدودية في شمال شرق كوريا الشمالية. وأشار إلى أنه ترك زوجة وابنتين في الصين، لم يتصل بهم منذ احتجازه. اقرأ المزيد: فاينانشال تايمز: موقف واشنطن المتشدد قبل قمة كوريا الشمالية قد يعرقل المفاوضات وفي السياق نفسه، قالت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن عددا من التقارير الإعلامية أشارت إلى أن كوريا الشمالية نقلت المعتقلين الثلاثة من معسكرات العمل المحتجزين فيها. ونقلت عن وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء قولها إنه تم نقل كيم هاك سونج، كيم دونغ تشول وكيم سانج دوك من معسكر عمل إلى فندق بالقرب من بيونج يانج، حيث يتلقون عناية طبية، في أوائل إبريل. وأضافت الوكالة أن هذه الخطوة جاءت بناء على أوامر من السلطات العليا. وقال الناشط الكوري الجنوبي تشوي سونج ريونج، لوكالة فرانس برس، إن الرجال الثلاثة كانوا محتجزين في مكان منفصل، لكنهم انتقلوا جميعا إلى فندق خارج بيونج يانج. وأضاف أنهم "يذهبون في جولات ويتلقون العلاج الطبي ويأكلون جيدًا". اقرأ المزيد: أوتو وارمبير.. مأساة أمريكي اتهم ب«تدمير عزيمة» الكوريين يذكر أن كوريا الشمالية كانت قد أفرجت عن الطالب الأمريكي أوتو وارمبير، في يونيو الماضي، والذي كان يقضي حكمًا بالسجن لمدة 15 عامًا أعمالا شاقة، في كوريا الشمالية منذ مارس 2016 بعد اتهامه بسرقة شعارات دعائية. وكان أوتو وارمبير قد وصل لكوريا الشمالية في بداية 2016 ضمن مجموعة سياحية، في أثناء سفره لهونج كونج لحضور محاضرات علمية في إطار دراسته الجامعية، وقبض عليه في مطار بيونج يانج الدولي قبل مغادرته البلاد في الثاني من يناير عام 2016، بتهمة ارتكاب أعمال عدائية ضد الدولة. إلا أن مأساة وارمبير لم تنته عند هذا الحد، حيث توفي الطالب الأمريكي بعد ستة أيام من الإفراج عنه، وهو في حالة غيبوبة بسبب إصابته بتلف في أنسجة الدماغ.