منذ تبوأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقعده في المكتب البيضاوي، في يناير الماضي، ولم تتوقف الفضائح المتعلقة به في الظهور واحدة تلو الأخرى. آخرها ما كشفه هارولد بورنستين الطبيب الشخصي لترامب، منذ سنوات طويلة، بأن الرئيس الأمريكي قد أملاه التقرير الصحي الخاص به قبل ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2016. ولقى هذا الاعتراف ردود فعل مختلفة في الساحة السياسية الأمريكية، حيث اتهم العديدون بورنستين بالكذب، إلا أن شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت إن الاحتمال الأكبر أن الأمر حقيقي. وأشارت الشبكة الإخبارية، إلى أن اللغة المستخدمة في التقرير المنسوب إلي "بورنستين"، قريبة جدا من لغة ترامب، حيث يقول التقرير "إن قوته البدنية وقدرته على التحمل غير عادية"، وأضاف "إذا تم انتخاب، السيد ترامب، يمكنني أن أقول بشكل لا لبس فيه، إنه سيكون الشخص الأكثر صحة الذي تم انتخابه للرئاسة". اقرأ المزيد: نواب بالكونجرس يشككون في الصحة العقلية ل«ترامب» الشبكة الأمريكية أشارت إلى أن تصريحات بورنستين لها أبعاد أوسع تمثلت في: 1- رئيس الولاياتالمتحدة زور رسالة من طبيبه خلال ترشحه، للتأكيد على صحته: إن استعداد ترامب للي عنق الحقيقة، أصبح أمرًا معتادًا حتى الآن، ولكن، بالنسبة لموقفه في هذا الأمر، يعتبر ترامب البالغ من العمر 70 عامًا، أكبر شخص يتم انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة على الإطلاق، ولا يمكن وصف نظامه الغذائي، وممارسته للتمارين الرياضية بأنها صحية. أدت هذه العوامل إلى طرح أسئلة حول اللياقة البدنية والعقلية لترامب، للمنصب خلال الحملة الانتخابية، ورد ترامب على هذه الادعاءات بتقرير من بورنستين. واعتقد ترامب أنه ليس بإمكان أحد أن يثبت أن هذه التقرير كان مزيفا، ف"بورنستين" كان طبيب ترامب الخاص لأكثر من عقدين، ولكن هذا ما حدث، واعترف بورنستين بأن "ترامب" قام بإملاء التقرير عليه. 2- هاجم ترامب «كلينتون» بدعوى أن حالتها الصحية ليست ملائمة لتولي المنصب منذ البداية، سعى ترامب إلى التشكيك في صحة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، خلال الحملة الانتخابية، وقد زادت هذه الحملة بشكل كبير، في أعقاب انتشار مقطع فيديو ظهرت فيه كلينتون وهي غير متزنة، ما دفعها لمغادرة ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. وقال ترامب، على قناة "سي ان بي سي" بعد فترة قصيرة من هذه الواقعة، إنهم "يقولون إنها أصيبت بالالتهاب الرئوي يوم الجمعة، لكنها كانت تسعل بشكل سيئ للغاية قبل أسبوع"، مضيفًا "لم تكن هذه هي المرة الأولى، لذا، من المثير للاهتمام أن نرى ما يحدث". اقرأ المزيد: بعد خطاب القدس.. الصحة العقلية لترامب محل تساؤل وفي المناظرة الرئاسية الأولى، كان ترامب أكثر صراحة، وقال عن كلينتون "إنها لا تملك القدرة على تحمل مهام منصب رئيس الولاياتالمتحدة". وقالت "سي إن إن"، إن "ترامب" قام بكل هذه الأشياء، وهو يعلم أنه كتب تقرير الطبيب الخاص به، ثم استخدمها كحجة ضد الأسئلة المتعلقة بصحته. 3- ترامب سيقول أو يفعل أي شيء للفوز ترى الشبكة الأمريكية، أن "ترامب" يعتقد أنه يمكن تبرير كل شيء من أجل الفوز، حيث يتبنى الرئيس الأمريكي منهج الغاية تبرر الوسيلة. وغالبًا ما استغل الكذب للفوز في المعارك السياسية، حيث ادعى زورًا أن والد تيد كروز، منافسه في الانتخابات الداخلية لاختيار مرشح رئاسي عن الحزب الجمهوري، شارك في اغتيال جون كنيدي. كما يدعي أن هناك مسلمين كانوا يقيمون احتفالات في نيو جيرسي ليلة هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، كما قال إن المكسيك كانت تتعمد إرسال المجرمين والمغتصبين إلى الولاياتالمتحدة. اقرأ المزيد: محامي ترامب: الرئيس لم يطالب كومي ب «الولاء» وفي ضوء كل هذه الأشياء، يعتقد ترامب أن تزوير تقرير من الطبيب، يفيد أن صحته جيدة بشكل لا يصدق، أمر لا يستحق التفكير فيه، فهو يعرف أن صحته جيدة، لذا لن يكون هناك فرق إذا قال طبيب هذا الأمر أو إذا قاله هو. 4- ترامب يتخلى عن الجميع في النهاية تقول "سي إن إن"، إنه كان ينبغي على بورنستين، ألا يسمح لترامب، بإملاء تقرير حول صحته عليه، لكنه فعل ذلك، لأنه كان على علاقة طويلة مع ترامب، وأراد البقاء في الدائرة المقربة من المرشح الرئاسي، واعتقد أنه سيحصد بعض المكاسب عن طريق وضع الأخلاقيات الطبية جانبا لإرضاء ترامب. ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أولئك الذين يتعهدون بالولاء التام لترامب، لا يحصلون على شيء تقريبًا في المقابل، حيث يحصلون على التقدير من ترامب، طالما يقدمون له نوعًا من الخدمة المادية، وعندما تتوقف هذه الخدمة سوف يتم التخلي عنك في أقرب فرصة.