أصبحت الأزمة السورية من الأمور المعقدة التي شهدها العالم، وذلك نظرا لتزايد حدة الاستقطاب الدولي تجاه النظام السوري الذي يراه الغرب سببًا في تدهور الأوضاع الإنسانية في البلد العربي على مدى 7 سنوات. لم يكتف الغرب بتوجيه سهامه نحو الرئيس السوري بشار الأسد، بل هناك مخطط أوروبي لجعل محاكمة مجرمي الحرب في سوريا شرطًا أساسيًا للسلام والمصالحة، رغم العقبات التي تعترض تحقيق هذا الأمر. وهذا ما ظهر من خلال دعوة فرنسا لعقد اجتماع في بروكسل، ضم ممثلين عن ألمانيا والمملكة المتحدة والسويد وهولندا والدنمارك وبلجيكا، لمناقشة كيفية منع "الإفلات من العقاب" في سوريا. اقرأ أيضًا: بعد 7 سنوات من الحرب.. «خلوة باكاكرا» ترسم مستقبل سوريا سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية، جان باتيست لوموان، قال: "لن نتهاون على الإطلاق بشأن سوريا.. علينا أن نقسم اليمين في بروكسل، متعهدين بأن أي مسؤول عن الجرائم لن يفلت من قبضة العدالة". وأضاف لوموان، أن التحديات هائلة، والوصول إلى سوريا غير ممكن، ويتم تدمير الأدلة والشهود يختفون، فى إشارة إلى تأخر دخول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى إدلب. أما وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، فقد أكد أنه لا يمكن التوصل إلى سلام دائم في سوريا، ما لم يحاسب المسؤولون عن هذه الجرائم، حسب فرانس برس. وأكد ماس أن الطريق سيكون صعبا، حيث إن جهودنا حاليا مقتصرة على جمع الأدلة للتوصل إلى المسؤول عن منفذ الهجمات الكيميائية في إدلب. اقرأ أيضًا: «لافارج».. كلمة السر وراء إرسال فرنسا قواتها إلى سوريا في المقابل، أفادت مصادر دبلوماسية، بأن المستهدفين هم مجرمو الحرب، سواء كانوا من جهة النظام أم من جهة المتشددين والفصائل المسلحة المعارضة، بحسب الوكالة الفرنسية. وتتهم الدول الغربية النظام السوري مع حلفائه الروس والإيرانيين بالسعي لعرقلة جمع الأدلة، في حين تتهم موسكو منظمة الدفاع المدني السورية التي تعمل في مناطق المعارضة، والمعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، بأنها تتلاعب بالأدلة لفبركة تهم ضد النظام. السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير شيزوف، خلال تمثيل بلاده بمؤتمر المانحين من أجل سوريا، في مقابلة مع موقع "يوروأكتيف" الأوروبي الإخباري، في إشارة إلى "الخوذ البيضاء"، "ما كانوا ليوجدوا لولا التمويل الغربي، وهم يقدمون الأخبار الكاذبة". في حين أكدت سكرتيرة الدولة البريطانية للتنمية بيني موردونت، على تدريب السوريين لجمع الأدلة وتوثيق أعمال التعذيب والاغتصاب. اقرأ أيضًا: مخطط تقسيم سوريا.. هل تتخلى روسيا عن الأسد؟ الاعتراف البريطاني بتدريب بعض السوريين من أجل الحصول على أدلة تدين النظام الحالي، هو دليل دامغ على تورط الغرب في فبركة الأدلة من أجل الانتقام من روسيا ونظام بشار الأسد. المثير هنا أن الغرب لا يضع هذه الحرب صوب عينيه، ولا يهتم أيضًا بإنهاء معاناة السوريين، بل يسعى إلى الحفاظ على مصالحه الاقتصادية والاستراتيجية الكبرى العابرة للحدود والقارات.