"إنعاش العملية السياسية بقيادة الأممالمتحدة، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإنشاء آلية مستقلة لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا".. هذا ما توصل إليه أعضاء مجلس الأمن خلال اجتماعات "خلوة باكاكرا" بجنوبالسويد بشأن الأزمة السورية. المسارات التي تم تحديدها لإنهاء معاناة الشعب السوري حازت على توافق عالمي، خاصة مع وجود مساعٍ للبدء في عملية سياسية جديدة. صحيفة "الشرق الأوسط" نقلت عن دبلوماسي قوله: إن "التوافق المبدئي بين الأعضاء جاء بعد يوم من المشاورات المكثفة التي أجراها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بدعم من المسؤولين السويديين الكبار من ناحية والمندوبين الدائمين للدول الخمس الدائمة العضوية (أمريكا، فرنسا، روسيا، بريطانيا، الصين). اقرأ أيضًا: مخطط تقسيم سوريا.. هل تتخلى روسيا عن الأسد؟ الدبلوماسي أوضح أن خلوة باكاكرا التي انعقدت في المنزل الريفي المطل على بحر البلطيق للأمين العام الثاني للأمم المتحدة داغ همرشولد سعت إلى إيجاد روح جديدة من التعاون الدولي، لإنهاء الأزمة السورية. مساعي أعضاء مجلس الأمن حول سوريا، ظهرت من خلال الدور الكبير الذي تقوم به الأممالمتحدة بقيادة أنطونيو جوتيريش لإعادة تنشيط العملية السياسية عن طريق حل سياسي ثابت وقابل للحياة. المندوب السويدي الدائم لدى الأممالمتحدة أولوف سكوج، قال: إن "هناك اتفاقًا على العودة بشكل جدي إلى الحل السياسي في إطار عملية جنيف التابعة للأمم المتحدة". وأضاف: "سنعمل جاهدين الآن وخلال الأيام القادمة، للاتفاق على آلية جدية تحدد ما إذا كانت الأسلحة الكيماوية استخدمت، ومن هو المسؤول عن هذا الأمر"، حسب النهار اللبنانية. اقرأ أيضًا: العدوان الثلاثي على سوريا يحرج «الجيش الفرنسي» يمكن القول، إن "خلوة باكاكرا" أتاحت لأعضاء مجلس الأمن التخلي عن عملية التسيير الآلية والدخول في نقاش فعلي وعميق حول سوريا وكيفية وقف التصعيد وإعادة البلاد مجددا إلى رونقها. اللافت للنظر، أن أعضاء مجلس الأمن يحتاجون إلى إيجاد طريقة كي يتحدوا من أجل معاقبة أي شخص يتبين أنه استخدم أسلحة كيماوية في سوريا، بما يتماشى والقانون الدولي. من جانبه، قال السفير بشار الجعفري، المبعوث الدائم للدولة السورية في الأممالمتحدة: إن "خان العسل تم استخدام الكيماوي بها مارس 2013 لأول مرة، ما تسبب في وفاة 23 جنديا سوريا، وأنه تلقى أوامر من دمشق بتقديم طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، لتحديد هوية الفاعل وتفاصيل ما حدث". وأضاف الجعفري: "عند قدوم مبعوث من الأممالمتحدة للبحث في أمر خان العسل، أشغلوه بحادثة مفتعلة في الغوطة باستخدام الكيماوي للتغطية عما حدث في خان العسل، حتى لا تضطر الأممالمتحدة إلى إصدار تقرير يدين الدول الكبرى". اقرأ أيضًا: تحركات أمريكية لإنشاء «حكم ذاتي» في جنوبسوريا ويبدو أن الأممالمتحدة رأت أن استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الجانب السوري، ما هي إلا ادعاءات وذلك بعد التحقق منها، مشددة على ضرورة إيجاد طريقة لإنهاء استخدامها ومحاسبة مستخدميها. أنطونيو جوتيرش، أكد مجددًا وجود العديد من الجيوش المختلفة والميليشيات المختلفة، وهناك من يحارب العالم بأسره ومصالح مختلفة، موضحًا أن هناك حربا باردة تدور في سوريا، وفقًا ل"سبوتنيك". يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنساوبريطانيا، شنت 14 إبريل الماضي، هجومًا صاروخيا ضد سوريا، ردا على هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. ونفت السلطات السورية بشكل قاطع، ضلوعها بحادث دوما الكيميائي المزعوم، فيما اعتبرته موسكو ذريعة مختلقة، لتهيئة الظروف من أجل توجيه ضربة عسكرية من قبل الغرب ضد سوريا.