وسط أجواء الحرب الأهلية التي تعيشها سوريا ومعارك الكر والفر بين الجيش السوري والتنظيمات الإرهابية, اختتم أعضاء مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش, مساء أمس, اجتماع عمل غير رسمي لمدة يومين في السويد, واتفقوا علي الحاجة إلي إعادة وتعزيز الحوار علي المستوي الداخلي وبشأن سوريا, في بيان وقال سفير بيرو لدي الأممالمتحدة, جوستافو ميزا كوادرا, الرئيس الحالي لمجلس الأمن إن هناك حاجة لتنشيط العملية السياسية بقيادة الأممالمتحدة. ويشهد المجلس انقساما حادا بشأن القضية السورية, وكان آخره, بشأن كيفية الرد علي هجوم كيميائي مزعوم علي بلدة دوما القريبة من العاصمة دمشق في السابع من أبريل الجاري. وأخفق أعضاء المجلس مرارا في الاتفاق علي كيفية الرد علي الهجوم. وبعد جلسة لهم مطلع الأسبوع, اتفق سفراء المجلس أيضا علي تكثيف الجهود فيما يتعلق بالوضع الإنساني في سورية, وتعهدوا بإنشاء آلية مستقلة ونزيهة لتحديد الجهة بشأن الأسلحة الكيميائية. ولم يفتح ميزا كوادرا الباب لتلقي أسئلة من الصحفيين بعد قراءة البيان نيابة عن المجلس. وأقيم اللقاء في منتجع باكاكرا, وهو المقر الصيفي الذي جري تجديده حديثا ويخص الأمين العام الراحل للأمم المتحدة داج هامرشولد. وحضر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي سورية ستيفان دي ميستورا جلسة امس, والتي ساهمت في تسليط الضوء علي إحساس المجلس بالمسئولية, حسبما قال سفير السويد لدي الأممالمتحدة أولوف سكوج للصحفيين بمطار مالمو وهو في طريقه إلي نيويورك.. وكان من بين الدبلوماسيين الخمسة عشر من الدول الأعضاء بمجلس الأمن السفيرة الأمريكية نيكي هيلي والسفير الروسي فاسيلي نيبينزيا.. ويقام اللقاء السنوي في العادي في جزيرة لونج القريبة من نيويورك سيتي ولكن الأممالمتحدة وافقت علي دعوة لزيارة السويد وهي حاليا عضو بالمجلس. فيما واصل الجيش السوري امس, هزيمة تنظيم داعش الإرهابي جنوبدمشق وإلحاق أكبر الخسائر به. واكدت وكالة الأنباء السورية أن وحدات من الجيش وجهت ضربات مركزة علي مقار وأوكار التنظيمات الإرهابية ومستودعات الأسلحة وخطوط الإمداد في الحجر الأسود جنوبدمشق وكبدتها خسائر كبيرة, مضيفة أن العملية العسكرية مستمرة ضد الإرهابيين حتي استئصال الإرهاب من الغوطة الغربية وإنهاء الوجود الإرهابي فيها. وكان الجيش السوري وجه ضربات جوية ورمايات مدفعية صاروخية مركزة علي تحصينات وأوكار ومراكز قيادة وغرف اتصالات التنظيمات الإرهابية في الحجر الأسود أدت الي تدمير عدد من النقاط المحصنة وتكبيد الإرهابيين خسائر بالافراد والعتاد. أظهرت لقطات بثها التليفزيون السوري أن ضربات جوية استهدفت منطقة يسيطر عليها المسلحون قرب دمشق, أمس, في حين تكثف القوات الحكومية جهودها لسحق آخر معقل للارهابيين قرب العاصمة. ويسعي الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا إلي سحق آخر للمسلحين بعد أن هزمهم في الغوطة الشرقية التي كانت آخر معقل أكبر معقل لهم قرب العاصمة. وبدأ المسلحون امس الانسحاب من جيب كانوا يسيطرون عليه يقع شمال شرقي دمشق في منطقة القلمون الشرقي بموجب اتفاق استسلام مع الحكومة. ويجري نقلهم لمنطقة عفرين التي تسيطر عليها المعارضة علي الحدود مع تركيا. وباستعادة القلمون الشرقي والجيب الواقع إلي الجنوب من دمشق لم يتبق للمعارضة سوي جيب واحد شمالي مدينة حمص. ونقلت حافلات بعض من تم اجلاؤهم إلي عفرين, الجيب الذي سيطرت عليه فصائل معارضة سورية مدعومة من تركيا في شمال غرب سوريا بعد طرد وحدات حماية الشعب الكردية. واتجهت القافلة المؤلفة من1148 شخصا الي عفرين ومخيم جندريس. وتحولت منطقة الباب محطة عبور لعمليات الإجلاء في الأشهر الأخيرة.