«الحكم الطائش وتهديد مصالح أمريكا».. ترامب يعاقب أردوغان

يوما بعد يوم يزداد التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا، خاصة بعد عزم أردوغان توقيع صفقة لاستيراد منظومة الدفاع الروسية "إس 400"، الأمر الذي أثار غضب واشنطن ودفعها إلى تهديد الأخيرة.
لكن ما زاد الأمر سوءًا هو المشروع الذي قُدم من قبل 3 أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن التعاون العسكري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
المشروع الذي تطرقت إليه الولايات المتحدة يهدف إلى الحيلولة دون تسليم المقاتلات "إف-35 جوينت سترايك" التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن إلى تركيا شريكة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي وإحدى الدول المشاركة في إنتاج الطائرات المتطورة، حسب وكالة "واس" الإماراتية.
يأتي مشروع القانون الذي قدمه السناتوران الجمهوريان جيمس لانكفورد وتوم تيليس، والسناتور الديمقراطية جيان شاهين، في وقت تتراجع فيه العلاقات بين واشنطن وأنقرة على خلفية الدعم الأمريكي للمقاتلين الأكراد في شمالي سوريا، وتقارب أنقرة مع روسيا بشكل لافت.
اقرأ أيضًا: «إس 400» الروسية تضع العلاقات التركية الأمريكية على حافة الهاوية
الخطوة الأمريكية جاءت في وقت انتقد فيه أعضاء بمجلس الشيوخ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بخوض طريق الحكم الطائش والتغاضي عن سيادة القانون.
السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد قال: "تبتعد قرارات تركيا الإستراتيجية أكثر فأكثر مع الأسف عن المصالح الأمريكية وأحيانًا تتعارض معها، وهذه العوامل تجعل تسليم نظام أردوغان تكنولوجيا (إف-35) الحساسة وقدراتها المتطورة محفوفًا بالمخاطر".
ومن المفترض أن أنقرة تعتزم شراء أكثر من 100 طائرة من طراز "إف-35"، والتي تسهم شركات تركية بإنتاج أجزاء منها، ومن المزمع أن تبدأ تركيا تسلم أول طائرة من هذا الطراز في غضون عام.
لكن مشروع القانون سيحول إذا تم إقراره، دون تسليم طائرات إف - 35 لتركيا، وسيمنعها من الحصول على الملكية الفكرية أو البيانات الفنية اللازمة لصيانة ودعم المقاتلات، حسب الوكالة.
اقرأ أيضًا: «تهديد وارتباك أمني واعتقالات».. الأزمة تشتعل بين تركيا وأمريكا
بالعودة إلى الوراء قليلًا، نجد أن العلاقات تأزمت تباعا حتى وصلت إلى ذروتها، وذلك مع اعتقال قس أمريكي في الأراضي العثمانية.
حيث عبر أعضاء الشيوخ الثلاثة عن قلقهم لاحتجاز القس الأمريكي أندرو برانسون في تركيا التي يقيم فيها منذ فترة طويلة، وقالت السيناتور الديمقراطية جيان شاهينجيان: إن "قرار الرئيس أردوغان اتخاذ رهائن وسجن أمريكيين أبرياء في محاولة لاكتساب نفوذ على الولايات المتحدة أمر شنيع وكريه".
الانتقادات الأمريكية المستمرة تجاه تركيا قد تعرقل أي تعاون بناء بين البلدين لا سيما مع تدهور العلاقات تباعًا، ووصلت في وقت سابق إلى الاحتدام بين الطرفين.
وهذا ما أكده مساعد وزير الخارجية الأمريكي ويس ميتشل، حيث أكد ضرورة أن تتذكر أنقرة عواقب التنازلات الاستراتيجية لموسكو لتحقيق أهداف في سوريا، خاصة أن ذلك قد يعرضها إلى عقوبات حال اشترت منظومة الدفاع الجوي إس-400، بل وستؤثر بشكل سلبي على مشاركة تركيا في برنامج "إف -35"، حسب سبوتنيك.
اقرأ أيضًا: روسيا تستغل تركيا في سوريا لاستدراج أمريكا
لكن يبدو أن تركيا لم تأبه، وجاء ردها قاسيًا، حيث أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، أن الولايات المتحدة لم تساعد أنقرة أبدًا في الحصول على نظام دفاعي صاروخي، لذلك كان علينا البحث عن بدائل، وأن توقع اتفاقًا مبدئيًا مع روسيا، وفقًا ل"الأناضول".
وحسب تقرير لموقع "بلومبرج" الأمريكي، فإن قيمة صفقة "إس 400" ستبلغ 2.5 مليار دولار، وتتضمن نقلًا جزئيًا للتكنولوجيا إلى أنقرة.
ورغم ما تمر به العلاقات بين البلدين فإن ذلك لن يضع حدا لنهايتها، وسيظل التعاون قائمًا مهما بلغت التحديات، وذلك من أجل المصالح الجيوسياسية لكلا البلدين.