رسام برشلونة.. صمَت إنيستا وحكت دموعه الدرس الأخير

ما بين تسجيل الهدف وحمل الكأس وتصفيق الزملاء والجماهير، كان نهائي كأس ملك إسبانيا، أمس السبت، مثاليًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى لقائد برشلونة أندريس إنيستا، الذي بات قادرًا على الرحيل عن صفوف العملاق الكتالوني بنفس هادئة، بعدما قدم كل ما لديه من أجل خدمة قميص البارسا.
وفي حال لم تحدث أي مفاجآت في الدقائق الأخيرة أو لم تشهد قوانين الدوري الإسباني أي تغييرات، يبدو أن ليلة أمس كانت الفرصة الأخيرة لأندريس إنيستا لحمل الكأس بقميص برشلونة، على الرغم من عدم تأكيده هذا الأمر، إلا أن دموعه في أثناء خروجه من الملعب ليحل محله دينيس سواريز حكت كل تفاصيل الرواية.
وكما هو معروف أن لكل بداية نهاية، فهناك نهاية محتومة لقصة العشق بين إنيستا وبرشلونة، خاصة أنه بانتظاره عرض لا يمكن رفضه للرحيل إلى الدوري الصيني بنهاية الموسم الجاري، ويأبى «الرسام» أن يرحل إلا بأفضل صورة ممكنة، وقدم واحدة من أروع لوحاته الفنية المعتادة في لقاء أمس، ليقود البارسا للتتويج بكأس ملك إسبانيا، بعد اكتساح إشبيلية في المباراة النهائية بخماسية نظيفة، شهدت تسديدة استمعت كل أرجاء إسبانيا لقوتها بعد أن ارتطمت بالعارضة قبل أن يسجل هدفا من ماركة الرسام.
ويبدو من الصعب تحطيم رقم إنيستا الذي توج ب31 لقبًا قابلة للزيادة بنهاية الموسم عند التتويج بلقب الدوري الإسباني، فهو أكثر لاعب تتويجًا بالألقاب في تاريخ برشلونة، ولا يشاركه هذا الشرف سوى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سيكمل الرحلة من بعده كي يصبح الأكثر تتويجًا بالألقاب.
إنيستا هو الرمز لكل قيم برشلونة من خلال الاعتماد على أكاديمية شبابها في إفراز أبرز المواهب لغزو القارة الأوروبية، وبرحيله سيضعف كثيرًا، فمن الصعب تخيل وصول لاعب جديد إلى أكاديمية لا ماسيا بعمر 12 عامًا، ليصبح قائد البارسا بعد مرور السنوات، على الرغم من وجود إرث حالي يتمثل في ليونيل ميسي وسيرجيو بوسكيتس وسيرجيو روبرتو.
ولكن يبقى إنيستا حالة لا تتكرر كثيرًا، فيكفي النظر إلى سجل بطولاته للتأكد من هذا الأمر، كيف لا، فالرسام توج بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا و8 ألقاب في الدوري الإسباني و6 ألقاب في كأس ملك إسبانيا و3 ألقاب في كأس العالم للأندية و3 ألقاب في السوبر الأوروبي و7 ألقاب في السوبر الإسباني، وكان نجمًا فوق العادة في العصر الأنجح على الإطلاق في تاريخ برشلونة.
ولصعوبة فراق إنيستا، سيطرت صورته على كل عناوين الصحف الإسبانية الصادرة اليوم، وذكرت صحيفة "ماركا" فى صفحتها الأولى "الإمبراطور الأخير، إنيستا يكتب نهاية الرواية التاريخية مع برشلونة قبل الانتقال لتجربته الجديدة في الصين".
ووجهت صحيفة "أس" رسالة لأندريس إنيستا قائد الفريق الكتالوني وقالت على صدر صفحتها الرئيسية "إنيستا.. لا ترحل"، وأضافت أن الرسام كان يحمل روح برشلونة في معركة الكأس وخرج مع نهاية المباراة وسط حفاوة كبيرة من الجمهور.
وصدرت صحيفة (موندو ديبورتيفو) بعنوان "البطل الأبدي" في إشارة إلى تتويج برشلونة بلقب الكأس للمرة الرابعة على التوالي والثلاثين في تاريخه كرقم قياسي.
وأضافت: "جميع أرجاء الملعب ظلت تهتف باسم أندريس إنيستا، الذي فاز بالنهائي الأخير له مع البلوجرانا.. برشلونة يفوز بالكأس ال30 ويقدم مستوى استثنائيًا أمام إشبيلية صاحب اليد القصيرة".
وأخيرا صدرت صحيفة "سبورت" بعنوان يقول "يعيش الملك، برشلونة يعود لمنصات التتويج ويهزم إشبيلية ويحصل على لقب كأس الملك للمرة ال30، المباراة كانت مسرحا لتحية إنيستا الذي ودع الجمهور في النهائي الأخير له".