قرار قضائى هام، أصدره النائب العام المستشار نبيل صادق، اليوم السبت، يتعلق بلعبة الحوت الأزرق، تلك اللعبة القاتلة التى راح ضحيتها كثيرون خلال الأيام القليلة الماضية، إذ كلف الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بحجب المواقع الإلكترونية التى تبث اللعبة باعتبار أنها ذات خطورة لأنها تستهدف صغار السن. يقول الباحث فى أمن المعلومات، عبد المقصود زين الدين، إن اللعبة القاتلة والتى تسمى ب«الحوت الأزرق» تكمن خطورتها فى كونها عبارة عن تطبيق يتم تحميله من مواقع الإنترنت على الهواتف المحمولة الحديثة، يمارس آدمن اللعبة ضغوطات رهيبة تجاه الطفل مؤدى اللعبة، حيث إنها تختار فئة عمرية تتراوح من ال12 إلى 18 عاما. وأوضح «زين الدين» فى تصريحات ل«التحرير» أن أجهزة الدولة، ممثلة في الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، يملك ضمن جهات أخرى صلاحيات أو اختصاصات من شأنها حجب اللعبة، حيث حظر المواقع التى تبثها ويقوم الأطفال بتحميلها من عليها، وأهاب بالنيابة العامة استكمال إجراءاتها تجاه حجب كافة المواقع. وتابع أن القرار الذى اتخذته الدولة اليوم السبت، من خلال النائب العام بحجب المواقع الإلكترونية التى تبث اللعبة، قرار هام، غير أنه جاء متأخرا إبان الأحداث وجرائم القتل والتى رآها القاصى والدانى، غير أن الدولة عازمة على الحفاظ على كل ما يهدد حياة وأرواح المواطنين. وأشار إلى أنه وخلال وقت سابق، أصدرت الحكومة المصرية قرارات بحجب مواقع إخبارية كثيرة تشجع على الإرهاب وتشيع الفوضى فى نفوس المواطنين، ولاقى هذا القرار استحسان كثيرين، وعقب «كنا نتوقع أن يتدخل مجلس الوزراء سريعا تجاه تلك الأزمة ويكلف أجهزة الاتصالات بحجب وحظر تلك المواقع الإلكترونية لأن قتل طفل برىء تنفيذا لتعليمات لعبة مميتة ك«الحوت الأزرق»، لا يقل أهمية عن حرب الدولة على الإرهاب فى سيناء وغيرها. واتفق معه المحامى أيمن عبد الرحيم، موضحا أن قرار النائب العام سيحد من جرائم القتل الموجعة التى سمعنا عنها خلال الآونة الأخيرة، ولفت إلى أنه ينبغى على أولياء الأمور أن تقف لأطفالها بالمرصاد، ولا تتركهم هكذا منعزلين، ويتحرون عنهم طيلة الوقت، حفاظا على حياتهم. أضاف «عبد الرحيم» ل«التحرير» أنه ينبغى حاليا أن يستجيب الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لقرار النائب العام، حفاظا على الأرواح، وناشد المُشرع بضرورة وضع حد لكل تلك الانتهاكات التى تهدد بحياة أبنائنا وألا يسمح بتداول كل ما يهدد حياة الغير لمجرد أنه متداول على «الشبكة العنكبوتية». وأشار إلى أنه يجب استحداث جهاز يعرف باسم «جهاز الرقابة على المصنفات الفنية»، لتقنين أوضاع الإنترنت عموما فى مصر، إضافة إلى الوعى التربوى الأسرى، لأن عليه دورا كبيرا فى مواجهة خطر تلك اللعبة. النائب العام قال فى بيانه، اليوم السبت، أنه يترتب على اتباع تعليماتها ومراحلها المختلفة إيذاء الشخص لنفسه أو لذويه بما قد يصل بالأمر أحيانا إلى الانتحار وارتكاب جرائم القتل وهو أمر يمس أمن وسلامة قطاع عريض من الأسر المصرية، ما يجعله أمرا متعلقا بالأمن القومى والمصالح العليا للبلاد. وكلف النائب العام الجهاز بموافاته بالمعلومات عن المواقع المحلية التى قد يكون بها اتصال بأى وجه من الوجوه بتلك المواقع الخارجية التى تبث هذه الألعاب، وبالنسبة لتلك الأخيرة العمل لدى مزودى الخدمات لحجب تلك المواقع الخارجية عن جمهورية مصر العربية. كما أهابت النيابة العامة بأولياء الأمور ملاحظة أولادهم وعدم تركهم منعزلين مع تلك الألعاب التى تبث إلينا من الخارج، والتى وضعت بمعرفة أناس غير أسوياء يستهدفون المراهقين قليلى الخبرة لصغر سنهم. وأكدت النيابة العامة أنها ستسلك كافة السبل من خلال الاتفاقيات الدولية للتعاون القضائى لتحديد هوية هؤلاء الأشخاص سعيا لاتخاذ الإجراءات الجنائية قبلهم. لعبة "الحوت الأزرق" التى ظهرت فى روسيا وانتشرت فى بقية دول العالم، أدت إلى وفاة ما يزيد على 100 شخص معظمهم أطفال، وهو ما بث الرعب فى أوساط العائلات والمنظمات المدافعة عن حقوق الأطفال خاصة أن اللعبة تلقى رواجا عبر تطبيقات الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعى، وقد تسببت فى وفاة 130 مراهقا فى البرازيل و10 فى تونس و5 فى الجزائر، حسب الجهات الرسمية لتلك الدول. وظهرت اللعبة التى أسسها مواطن روسى يدعى فيليب بوديكين، عبر الشبكة الاجتماعية "فكونتاكاتى"، التى يمكن الدخول إليه مجانا، وهى مشابهة تقريبا لموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، ويعتبر الموقع من المواقع الأكثر شعبية فى روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان، وله شعبية بين المستخدمين العرب. وواجه «بوديكين» تهما تتعلق بتحريض 16 تلميذة على الأقل لقتل أنفسهن من خلال المشاركة فى تلك اللعبة، وحكم عليه بالسجن. وتتعلق مهمات اللعبة التى أثارت الذعر فى العديد من البلدان بمشاهدة اللاعب لأفلام رعب، وإيذاء النفس، وبعد أن يتم استنفاد قواهم فى النهاية، يتم أمرهم بالانتحار.