مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم، رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    رشا عدلي: أشعر بالفخر لكتابة رواية شغف.. ونجاحها إنصاف لزينب البكري    الصين تُبقي أسعار الفائدة دون تغيير للشهر السادس رغم مؤشرات التباطؤ    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزواج القبلي.. عندما تلغي العادات والتقاليد شرع الله
نشر في التحرير يوم 08 - 03 - 2018

فتيات لا يمتلكن أجسادهن، أو حتى الحرية في اختيار أزواجهن، فالشريك دائما ما يكون ابن العم، ولمَ لا؟! فهن يخضعن لعادات القبيلة والتي تمثل شرعا يطُبق على الجميع في كل شيء، وإذ خالفن شرع القبيلة يتعرضن للقتل أو التعذيب أو المنع من الخروج.. وإذا تزوجت الفتاة بآخر من خارج العائلة فهذا بمثابة "العار".
هنا في محافظات الصعيد، خاصةً محافظة قنا، حيث تمتلك القبائل والعائلات، دستورا وقوانين وأعرافا مختلفة، حيث لا صوت يعلو فوق صوت تلك الدساتير العرفية القديمة التى يتمسك الأهالى بها منذ مئات السنوات، تلك الأعراف تسير على الكبير قبل الصغير، والتى تمنع ارتباط الفتيات بشخص آخر من خارج قبيلتهن، خاصة قبيلتي الأشراف والهوارة اللتين ترفضان زواج فتياتهما بآخرين من خارج القبيلة.
بعض الفتيات تلجأ للانتحار هربا من ضغوطات القبيلة، والتى تحاول إجبارها على الزواج من أحد أبناء العمومة، حتى وصل عدد الفتيات اللاتى حاولن الانتحار إلى 150 محاولة خلال العام الماضي، أي ما يعادل محاولة انتحار كل 72 ساعة، حسب إحصائيات من مديرية أمن قنا ومديرية الصحة والسكان بالمحافظة.
وفي اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق اليوم الخميس، الموافق ال8 من شهر مارس، فتحت "التحرير" ذلك الملف الشائك لدى قبائل وعائلات الصعيد، التى تتمسك بأعرافها وتقاليدها القديمة، التى تنفذها رغما عن الفتيات والذكور.
قبائل وعائلات الصعيد
لعل قبائل "العرب والهوارة والأشراف" هى أشهر القبائل التى عرفها الصعيد على مر التاريخ، بما تحمله من أصالة وعراقة وتقالييد وقيم، استمدوها من أجدادهم، لتبقي هذه القبائل محط احترام وتقدير الجميع فى صعيد مصر.
قبيلة العرب، هي القبيلة التى انحدرت من شبه الجزيرة العربية، وتنتشر في مختلف المحافظات الصعيدية، أما الأشراف فهي القبيلة التى يرجع نسبها إلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما قبيلة الهوارة فهي القبيلة التى انحدرت من الشمال الإفريقي، ولعل أبرز رجالها شيخ العرب همام، محارب المماليك قديما.
الأشراف: نرفض الزواج من خارج القبيلة حفاظا على النسب
يقول رفاعي عبد الوهاب عمر، مدير عام كلية هندسة الأزهر بقنا سابقا، ونقيب قبيلة الأشراف، إن أبناء القبيلة توارثوا عادات وتقاليد ما زالوا يحافظون عليها، حيث العرف الذي يسود على القانون، وهي العادات والتقاليد المتبادلة بين أفراد القبيلة والمجتمع، قائلاً: "لقينا عاداتنا وتقاليدنا إن بناتنا ماتتزوجش خارج القبيلة".
وتابع نقيب الأشراف: هناك بعض الهفوات في المحافظات الأخرى خارج محافظة قنا، بعد أن قام البعض بتزويج بناته لأغراب من خارج القبيلة، متهما النساء بالتسبب فى هذه الهفوات لأنهم هن من يقنعن الأب بزواج البنت من غريب"، مؤكدا أن من يزوج ابنته لغريب من خارج القبيلة لا يعيش بيننا فى الصعيد.
نقيب الأشراف استند إلى ما قاله الإمام الشافعي عن شروط الزواج وضرورة أن يتوفر في الزواج شرطان أساسيان، الأول الكفاءة في النسب، والثاني الكفاءة الاجتماعية، بمعنى الشريفة للشريف والشريف للشريفة، وأن تحدث عملية توازن بينهما، منوها بأن القبيلة ترفض زواج الفتيات من قبيلة أخرى حفاظا على النسب حتى لا تختلط الأنساب.
نقيب الأشراف، قال: وعلى الرغم من وصولنا للقرن الحادي والعشرين، فإنه لم يفلح فى تغيير عاداتنا وتقاليدنا الخاصة بالقبائل، إنما غير من عادات الثأر فقط، معتبرا أن ما تفعله القبائل ليس تعديا على حقوق الآخرين أو تعصبا حفاظا على النسل، موجها كلامه لفتيات القبائل قائلاً: "القبيلة واسعة، خدي أي حد من قبيلتك مش لازم ابن عمك، لأننا هنضمن أخلاق الزوج وهنعرف نسبه، والأهم إنه يكون شريف والبنت المفروض تسأل أبوها وأمها هما بيعملوا كده ليه، وتشوف نتيجة بحثها وسؤالها".
رجال الأشراف يتزوجون من خارج القبيلة
ونوه نقيب الأشراف، بأن الذكور في القبيلة، يمكنهم الزواج من خارج القبيلة بعكس الفتيات، على الرغم من أن ذلك فعل منبوذ أيضا، لكن الرجل يجني ثمار ذلك فيما بعد، لأن القبيلة "تعيره وتعير أبناءه بأن الأم من غير الأشراف".
الهوارة: ماعندناش بنات في الجواز تطلع بره.. واللي تطلع مالهاش دية
"ماعندناش بنات في الجواز تطلع بره، واللي تطلع مالهاش دية، لو خرجت عن طوعنا ندبحها ونغسل عارها"، عبارات بدأها أحمد الهواري، أحد كبار قبيلة الهوارة بمحافظة قنا، رافضا زواج أي فتاة من قبيلته من رجل من خارج القبيلة أو خارج فروعها المنتشرة بمدن ومراكز المحافظة بل ومحافظات الصعيد بأكملها شمالاً وجنوبا.
الهواري ألمح إلى أن القبيلة ترفض زواج فتياتهم من قبيلة أخرى مهما كانت الأسباب، قائلا: "مافيش حاجة عندنا اسمها حب، البت لابن عمها والواد لبت عمه، دي عادات وتقاليد وموروثات قديمة لن نتخلى عنها حتى لو دخلنا في القرن المليون، مش الواحد والعشرين".
الهواري أكد أن قبيلة الهوارة لا تقلل أو تنقص من عائلة أو قبيلة أخرى، ولكن الهواري للهوارية والهوارية للهواري، فهم أحفاد شيخ العرب همام الهواري، ومن تحاول الخروج عن تلك العادات وكسرها يكون مصيرها الموت فقط لا غير، ولا وجود لحلول أو بدائل أخرى.
عزوة القبيلة والحفاظ على الأرض والمال
وبرر الهواري في سياق حديثه، أن رفض القبيلة زواج فتياتهن من الخارج، وتلك العادات والتقاليد القديمة، من أجل الحفاظ على عزوة القبيلة حيث إنها تقف يدا واحدة، فضلاً عن الحفاظ على مكانة القبيلة الاجتماعية وأرضها ومالها، قائلا: "الهوارة عندها آلاف الأفدنة من الأرض، مش هنجوز بناتنا لحد ماعندهوش فدانين تلاتة وياخد مالها اللى تعبنا وشقينا فيه أكتر من عشرين وتلاتين سنة، عشان خاطر حب وكلام فاضي".
صعيديات: الزواج القبلي ظلم للفتيات
نور راغب، سيدة مقيمة بمحافظة قنا، ذكرت أن الزواج القبلي هو القضية الكبرى التى يجب تفجيرها، لأنها أكبر ظلم للفتيات، لأن الفتاة تربى على عادات وتقاليد وأسلوب معين في حياتها، وبمجرد أن تخرج إلى الانفتاح ترى دنيا غير الدنيا التى تعيشها وسط أسرتها وعائلتها، بل وترتبط لأن لها أحاسيس ومشاعر تختلف تماما عن التربية التى عاشت عليها، قائلة: "إذا ارتبطت الفتاة من خارج القبيلة، وعاشت معه تجربة الحب سيكون مصير ذلك الحب الإعدام، لأنها من عائلة ترى أنها راقية لا يمكن أن تتزوج من عائلة أخرى".
القتل والحبس بسبب محاولة الزواج من الخارج
وأفادت راغب أن الزواج القبلي سلبي جدا، ولا يعطي للفتاة حرية أن تكون أما مثالية لأبنائها، خصوصا في المستقبل وسط حالة التقدم والعولمة والانفتاح التى نعيشها، لافتة إلى أنها حاولت الزواج من خارج القبيلة من قبل وقاومت مع أهلها وأسرتها، وتعرضت للعديد من الضغوطات، مثل الحبس في المنزل، والضرب والاعتداء عليها من أسرتها، والتهديدات والقتل والسم ومنعها من تناول المأكولات أو المشروبات.
عنوسة وإهانة للفتيات
أما منى جمال عبد الله، سيدة مقيمة بمحافظة قنا، لا تنتمي لأي قبيلة بالمحافظة، ولكنها ذات أصول صعيدية، فأكدت أن الإجبار على الزواج القبلي يؤدي إلى إهانات كبيرة، في حالة محاولتها الخروج عن العادات والزواج من خارج القبيلة.
وتابعت: الزواج القبلي يؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات بمختلف القبائل التى تتمسك بتلك التقاليد والأعراف القديمة، حيث إن هناك العديد من الفتيات يمتلكن الجمال والأخلاق والعلم، لكنهن تخطين السن في أن يجدن الزوج المناسب، لانتظار عائلاتهن أبناء أعمامهن وأخوالهن أو أحد أبناء القبيلة، على الرغم من أنه قد يتقدم لزواجها شخص من خارج القبيلة يكون على درجة من العلم والأخلاق، قائلةً: "هنالك حرمانية، حيث إن القبائل تمنع حلال إزاي في العصر ده، نخشى العادات أكثر من أن نخشي الله في التمسك بعادة ليس لها أي أساس ديني".
مروة: العائلات بتدور على الأصل والنسب
مروة علي، فتاة من محافظة قنا، قالت إن فكرة الزواج القبلى منتشرة في مختلف أنحاء الصعيد، حيث إن العائلات تبحث عن الأصل والنسب في حالات الزواج للفتيات، وترفض العائلات النسب والزواج من بعضها في حالة إن كان أصل العائلة الأخرى أقل منها، مشيرةً إلى أن قبيلة الأشراف قضيتها الأولى هى الحفاظ على النسب، ولكن لا بد من الحفاظ على النسب دون الإكراه، قائلة: "انا ضد فكرة الإجبار ولكن مع فكرة المحافظة على النسب والنسبة الكبرى بين العائلات ترفض الزواج من خارج القبيلة، ولا بد للمجالس التنفيذية وقيادات العائلات التعامل مع القضية بشكل كبير لمحاولة حلها".
رفضت الزواج من ابن عمها فمنعتها أسرتها من التعليم
وألمحت ميريت أمين، مقيمة بمركز دشنا شمال قنا، أن هناك العديد من الفتيات يجبرن على الزواج من داخل قبائلهن، وفى حالة الرفض تمنع من استكمال التعليم، مستشهدة بقصة لزميلة لها رفضت الزواج من ابن عمها، فتم منعها من استكمال تعليمها.
أسماء: حاولت الزواج من خارج القبيلة وفشلت
أسماء عطا، والمقيمة بمركز قوص جنوبي قنا، قالت إنها حاولت الزواج في وقت معين من خارج القبيلة، ولكن قبيلتها رفضت ذلك، وفشلت كل محاولاتها، واستسلمت للأمر الواقع، مشيرةً إلى أن الزواج القبلي، منتشر تماما بين القبائل والعائلات المختلفة بمدن ومراكز قنا بل ومحافظات الصعيد بأكملها، على الرغم من كوننا في القرن الحادي والعشرين.
محامية: الفتيات المتعلمات يتزوجن غير متعلم
مروة عبد الرحيم، المحامية بالاستئناف العالي بقنا، قالت إن الزواج القبلي بحكم العادات والتقاليد منتشر كثيرا بالصعيد، وتتعرض الفتيات للزواج القبلي، ولا يمكن للفتاة أن تخالف تعليمات القبيلة، حيث لا بد أن تتزوج الفتاة من أحد أقربائها ولا يمكنها الرفض أو مخالفة الأوامر.
وأوضحت المحامية بالاستئناف العالي، أن الفتاة حتى ولو كانت متعلمة أو وصلت إلى درجة علمية كبيرة، سواء الدكتوراه أو غيرها من المراحل والدرجات العلمية، فتتزوج ابن عمها حتى لو كان شخصا غير متعلم بالمرة.
العنوسة والثأر
وأوردت عبد الرحيم، أن الفتيات بالمحافظة ليس أمامهن سوى أمرين، إما الزواج من داخل قبائلهن وقبول العادات، أو بقاؤهن دون زواج، وبذلك تصل إلى سن العنوسة، وإذا فكرت أن تخرج عن العادات فقد يعرضها ذلك للقتل، خاصة إذا حاولت الزواج من قبيلة أخرى، وقد يتسبب ذلك في نشوب خلافات ثأرية بين العائلات، لأن من تريد الزواج منه يتعرض أيضا إلى جانبها للقتل.
زيادة حالات الطلاق
وتفيد المحامية بالاستئناف العالي أن الزواج القبلي وإجبار الفتيات على الزواج، تسبب في زيادة حالات الطلاق، والانفصال والتفكك الأسري، نظرا لإجبار الفتاة على الزواج على الرغم من رفضها الزوج، وتزيد حالات الانفصال والطلاق في زواج الأقارب أكثر من حالات الانفصال لزواج الأغراب، بحكم أن كلا منهم يتمسك بأن ابنته أو ابنه هو الأصح.
صبغة صعيدية
أحمد عبد الغني، محام بمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، قال إن الصعيد يمتلك صبغة للقبليات التى تفرض الزواج القبلي للأقارب والمتجذرة بداخله، فكل قبيلة بالصعيد تنظر كونها القبيلة الأكبر والأحسن والقبائل الأخرى قبائل أقل منها، مما يتعارض مع الحقوق والمساواة، لافتا إلى أن الآلاف من القضايا في محاكم الأسرة بسبب الزواج القبلي، فهناك طبيبات يتزوجن من أشخاص غير حاصلين على مؤهلات تعليمية بسبب كونهم أحد أبناء العمومة.
محاولة انتحار كل 72 ساعة
حسب مصدر أمني بمديرية أمن قنا، فإن مديرية الأمن سجلت قرابة ال150 محاولة انتحار منها ما نجح خلال عام 2017 الماضي، بسبب الإجبار على الزواج القبلي، مشيرا إلى أن جميع محاولات الانتحار لفتيات ما بين ال16 وال30 عاما، وكان الغرض هو الهروب من الضغط والإجبار على الزواج، وأن مراكز قنا وأبو تشت ودشنا هى الأعلى فى تسجيل هذه المحاولات.
جواز عتريس من فؤادة باطل
ومن أبرز وقائع الزواج القبلي، كانت واقعة تشبه طريقة الفيلم العربي "شيء من الخوف" ومقولة الفيلم الشهيرة "جواز عتريس من فؤادة باطل"، في واقعة أشد مأساة من أفلام الرعب التى من الممكن أن تفزع الكبار والصغار، بعدما تحولت حياة أسرتين إلى جحيم بسبب العادات والتقاليد القديمة في صعيد مصر خاصة لدى قبائل "العرب والهوارة والأشراف".
"الطلاق أو القتل" شبح واجهته فتاة تدعى، راندا.أ.ب، ابنة قبيلة الهوارة في مركز أبو تشت شمال محافظة قنا، بسبب زواجها من شخص خارج قبيلة "الهوارة"، مما أدى إلى تهديدها بالقتل هى وزوجها من قبل أفراد عائلتها بسبب تقاليد العائلة الرافضة لزواج فتيات القبيلة من خارجها.
الفتاة استغاثت بالشرطة ووزير الداخلية بسبب حبسها هي وأفراد أسرتها بداخل منزلهما، ومحاولة قتلهما من قبل أفراد قبيلة "الهوارة"، وروت الفتاة قصتها قائلة: "البداية كانت عندما أحببت شخصًا يدعى أشرف من خارج قبيلة الهوارة، وقررنا الزواج وجاء إلى منزل أسرتها وطلبها للزواج".
وأضافت الفتاة أن والدها وافق على زواجها من الشخص على الرغم من كونه ليس من أبناء قبيلتها، وقرر عقد قرانهما دون معرفة أبناء قبيلتها، مما أدى إلى حدوث ثورة غضب من قبل القبيلة بأكملها ضد أسرة الفتاة وكذلك أسرة زوجها، وقاموا بحبسها بداخل منزلها وتهديدها بالقتل أو بالطلاق من زوجها.
وذكرت أنها ستغاثت بوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار وقوات الأمن في محافظة قنا لإنقاذها من أبناء قبيلتها الذين قاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه منزل أسرتها، وقاموا بحرمانها من زوجها وتهديدها بالقتل إذا لم يتم طلاقها من زوجها وتزويجها من ابن عمها، وفي النهاية انفصلت عن زوجها بسبب عادات وتقاليد الأسرة.
الدين: لا فرق بين عربي أو أعجمي
وبدوره أفاد الشيخ أشرف حسن، من مشايخ الأزهر الشريف، أن الدين لا يرفض زواج فتاة من آخر من قبيلة أخرى، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكد أنه لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى، رافضا ما يحدث من العادات والموروثات القديمة، حيث إن شرط الزواج هو القبول وموافقة الطرفين ثم الإشهار.
مايا مرسي: الزواج القبلي أساس مشكلات الصعيد
ومن جانبها أعربت الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، عن رفضها الشديد لما يحدث في الزواج القبلي بمحافظات الصعيد المختلفة، حيث إنه يتسبب في العديد من المشكلات، بل هو أساس المشكلات التى تحدث في المحافظات الصعيدية، ويحاول المجلس القومي بمختلف فروعه توعية المواطنين بأهمية قبول الفتاة للزواج أو رفضها والاستماع لذلك من خلال الندوات وحملات طرق الأبواب، مؤكدةً أن الزواج القبلي منتشر بنسبة أكبر بمحافظات جنوب الصعيد.
أمراض بسبب زواج الأقارب
الدكتور علي أبو طالب، طبيب الأطفال بمحافظة قنا، قال إن زواج الأقارب يؤدي إلى مشكلات وأمراض وراثية وجينية للأطفال في حالات الإنجاب، حيث إنه يكون أحد الأسباب الرئيسية التى تؤدي إلى ولادة جنين غير مكتمل وإنجاب أطفال غير طبيعيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.