يفتتح الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين، المعرض الاستيعادي للفنان صبري منصور، بقاعة أفق، بمتحف محمد محمود خليل وحرمه. يعتبر المعرض بانوراما تشكيلية لرحلة الفنان صبري منصور، التي تجاوزت الخمسين عاما منذ تخرجه في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة عام 1964، وحتى العام الحالي، وخلال هذه الرحلة الفنية الحافلة مرت أعماله بالعديد من التجارب يمكن تلخيصها في ثلاث مراحل بارزة: أكاديمية وفرعونية وأسطورية. وفيما بعد المرحلة الأكاديمية للفنان في بدايته والتى صاحبته سنوات الدراسة انتقل للبحث عن شكل خاص به؛ معبرا عن عالم افتراضي يعادل عالمنا الواقعي فكانت لوحته "الزار" وهي مشروع تخرجه في كلية الفنون الجميلة هي بدايته الحقيقية في احتراف الفن، والتى أسهمت في تقديمه للحركة التشكيلية المصرية، ويرصد فيها ذلك العالم الغامض الذي يحيط بالزار وطقوسه الشعبية التى تحمل بين جنباتها عوالم خرافية، ويظهر فيها تأثره البالغ بأستاذه الفنان الكبير الراحل عبد الهادي الجزار، والذي يظهر جليا على أفكاره وأعماله، وتنقيبه في عالم الأساطير وعوالم ما وراء الطبيعة والقوى الخارقة التى تميز فيها. كما تناول في أعماله القرية المصرية بكل ما فيها، لتخرج في أعماله باعتبارها عالمه الحقيقي الواقعي، وبعد رحلاته إلى مدينة الأقصر سيطر على أعماله الشكل الفرعوني من خلال استلهامه للشكل الهرمي والبناء المتراص شديد الإحكام لعنصر لوحاته، واستقاها من بناء المعابد وشواهد القبور، وعبر عنا بأسلوبه الخاص برؤية فنية شديدة الخصوصية. وقد تنوعت موضوعاته بين رسم البيئة ومشاهد الطبيعة الريفية ملتحمة بالأساطير والحكايات بنظرة صوفية غارقة في دلالات ورموز مصرية وإنسانية، تمثل مخزونه وذكريات استحضرها من الماضي البعيد للقرية المصرية حيث ولد وترعرع في محافظة المنوفية، غلف عناصره من الطيور والأشجار والكائنات البشرية بحالة رومانسية، ويغلب على أعماله اللون الأزرق بتدرجاته خاصة اللون الداكن الذي أضفى على أعماله مسحة درامية وأسطورية، ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى يوم 26 من شهر مارس الجاري. يذكر أن الفنان صبرى منصور أستاذ متفرغ بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وقد تخرج في الكلية عام 1964، وحصل على درجة الماجستير عام 1972 عن رسالته بعنوان "نحو تصوير مصري معاصر"، ونال درجة الأستاذية من كلية الفنون الجميلة بسان فرناندو بمدريد عام 1978، كما انتخب عضوا بمجلس نقابة الفنانين التشكيليين منذ عام 1983 وحتى 1987، وقد تنقل بين المناصب الإدارية بكلية الفنون الجميلة ومنها رئاسة قسم التصوير، ثم تولى عمادة الكلية لمدة 4 سنوات حتى أصبح رئيسا للجنة ترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين بكليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية حتى عام 2001.