مختارات من أعمال الفنان صبري منصور في الرسم والتصوير خلال الفترة من1964 وحتي2010 تعرض حاليا في قاعة إبداع بالزمالك. وفي رحاب46 عاما من الفن64-2010 التي تمثل عمره الفني جاء معرضه الأخير الذي تعددت فيه مراحل الفنان.. مؤكدة بحثه العميق في الأصول الفنية واستخدامه أدواته وآلياته المعاصرة في تحوير الشكل والخط بشكل جمالي ساعده علي الإبداع في خط حلزوني متطور إلي أعلي. هو فنان له بصمة واضحة, لا تعطي لوحاته سرها لأول نظرة.. أنها اجواء غنية ورؤية متفردة في تصويرنا المعاصر. يستلهم أعماله من الطقس الشعبي في أغوار الحياة الريفية ودروبها الشعبية والتراث المصري وعمق الحضارة المصرية القديمة الفرعونية والقبطية والإسلامية, وترد بأعماله أفكار فطرية كعلاقة آدم وحواء وفلسفة الحياة وغيرها.. فهو أحد هؤلاء الباحثين عن الأصالة..سائرا علي درب من سبقوه من الفنانين المصريين الكبار. يقول الفنان صبري منصور: طقس الزار كان مدخلي إلي عالم الفن, وكان مشروعا لتخرجي, وقد مثل لي حين اخترته موضوعا نموذجيا لأعبر فيه عما بداخلي, فقد كنت مشدودا إلي التعبير عن عوالم غامضة وموحية وغير واقعية, وفي الزار يتوسل الناس إلي كائنات خفية من عالم آخر, ويندمجون في رقصاتهم موغلين في دنيا المجهول لعلهم يظفرون بسكينة النفس والروح, وقد ظل ذلك الإحساس العام هو المثير الفني الذي يدفعني إلي التعبير عنه, في أشكال وصور مختلفة. أما عن الأحداث التي أثرت في رحلته الفنية, فلعل أهمها وفاة شقيقته الصغري وهو مازال طفلا, وتعرف لأول مرة علي معني الموت ولغزه, وزيارته لمدينة الأقصر التي تركت انطباعات هائلة بداخله عن الحضارة العظيمة التي خلفها المصريون القدماء, وكذلك نكسة1967 وجراحها وانكساراتها القوية التي عايشها أبناء جيله. أما عن ألوانه فيقول: فقد ظلت الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر والرمادي تسيطر علي أعمالي لفترة طويلة, فقد كانت تساعد علي تجسيم الأفكار والايحاء بالمعاني التي أريدها, وفي السنوات الأخيرة أضفت بعض الألوان الساخنة والمبهجة ولكن في الحدود التي لا تفسد المعني, وفي العموم أنا أفضل الاقتصاد في الألوان بما يؤكد رؤيتي الفنية. والفنان صبري منصور من مواليد1943, حصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير جامعة حلوان1964, وماجستير عن رسالة( نحو تصوير مصري معاصر)1972, ودرجة الدكتوراه في الرسم من كلية الفنون الجميلة سان فرناندو بمدريد1978 أسبانيا, وشغل منصب رئيس قسم التصوير1989 كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان, وعميد الفنون الجميلة منذ1989:1992, كما كان عضو مجلس نقابة الفنانين التشكيليين من1983:.1987 وهو عضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الاعلي للثقافة منذ انشائها1980, مقررها منذ2005 وعضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجالس القومية المتخصصة1994, نشرت له أبحاث ودراسات نقدية في الفنون التشكيلية في مجلات الطليعة, عالم الفكر الكويتية, إبداع, الهلال. أقام قرابة العشرين معرضا خاصا منذ1971 في الإسكندرية والفاهرة ومدريد وروما ولندن ودمشق. وشارك في38 معارضا جماعيا محليا, وحوالي10 معارض جماعية دولية في اسبانيا وبلغاريا والاسكندرية وباريس والكويت وإيطاليا. ومع ذلك فهو فنان مقل في إنتاجه وفي إقامة المعارض الخاصة مقارنة بزملاء عديدين في الحركة الفنية, من أسباب ذلك أنه يستغرق عدة أشهر في اللوحة الواحدة, كما شغلته فترات طويلة بلوحات جدارية ضخمة في المؤسسات والجامعات, وهي تحتاج إلي شهور طويلة من الإعداد والتنفيذ. وحصل علي العديد من الجوائز المحلية منها: جائزة التصوير بالمعرض العام للفنون التشكيلية1982, وجائزة استحقاق في مسابقة فن الرسم1982, وجائزة الدولة التشجيعية في التصوير1986, ومن المكرمين في المعرض القومي للفنون التشكيلية الدورة(27)2001. ومن الجوائز الدولية: جائزة اقتناء من بينالي الاسكندرية1971, وجائزة الشراع الذهبي من بينالي الكويت العربي.1985 وله مقتنيات خاصة لدي الأفراد بمصر والخارج ومقتنيات رسمية بمتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ومتحف كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ومتحف الفنون الجميلة بالاسكندرية ومتحف الفن الحديث بدولة قطر ومتحف البنك الاهلي وقاعة المؤتمرات ودار الاوبرا المصرية.