7 أيام مرت منذ أن تقابل قطاران وجهًا لوجه قرب محطة سندوب بالدقهلية، حينها تمكن قائدا القطارين من تدارك الموقف قبل وقوع الكارثة، وشاءت الأقدار أن تتكرر الواقعة اليوم في البحيرة، لكن بنتيجة مأساوية. فظهر اليوم الأربعاء، كان يسير قطار ركاب بمركز كوم حمادة، حينما انفصلت منه عربتان، وانطلقتا بسرعة كبيرة حتى اصطدمتا بقطار بضائع، ليخلف الحادث الكثير من المصابين والمتوفين. وفور وقوع الحادث، خرجت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، مصرحة بأنه لا توجد إحصائية مؤكدة عن عدد الضحايا، حيث "يصعب حصرهم"، في حين يعلن خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، وفاة 10 أشخاص وإصابة 15 آخرين، وسط تضارب الأنباء والتصريحات حول عدد الضحايا. بعدها اعترف "مجاهد"، بالتضارب في أعداد المتوفين؛ لوجود أشلاء لا يمكن تمييز أصحابها، إضافة إلى 7 جثث "مكتملة". وأكد مجاهد، أنه تم نقل 22 مصابًا، حيث وصل مستشفى بدر 3 حالات، والباقي إلى مستشفيات وداى النطرون ودمنهور التعليمى، كما تم نقل 17 مصابًا بواسطة الأهالى لمستشفيات خاصة. ثم ظهرت "المحافظة" مجددًا، مفصحة عن أن الحادث أسفر عن وفاة 12 مواطنًا، إضافة إلى وفاة طفل مصاب بموقع الحادث، وتم تسليمه لذويه، كما بلغ عدد المصابين المتبقين فى الحادث 39، نقلوا جميعا إلى مستشفى دمنهور التعليمى لتلقى العلاج. الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أكدت صرف 50 ألف جنيه، تعويضًا لأسر كل حالة وفاة أو حالة عجز كلي، من ضحايا حادث قطاري البحيرة، وفيما تفقد الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، موقع الحادث. وامتلأت جنبات مستشفى دمنهور التعليمي، بصرخات أسر المصابين والضحايا.. وبعيون "زائغة" غطتها الدموع، أخذ الناجون يروون ل"التحرير" تفاصيل ما حدث. محمد حسين، أحد ركاب القطار، كان يستقل آخر عربات القطار، التي وبدون مقدمات، انفصلت مع عربتين أخريين من القطار، لتتجه إلى الخلف وبسرعة نحو قطار البضائع، الذي كان في التخزين، منتظرًا مرور قطار الركاب المنكوب، لتصطدم العربات المنفصلة به، ويفقد هو الوعي. كريم بدر وصف المشهد بالمفجع، خاصة حينما رأى أشلاء الضحايا داخل العربات، متابعًا: "حملنا المصابين والناجين بعيد عن القطار خشية انفجاره، والإسعاف لم تتأخر كثيرا حيث وصلت بعد الحادث بنصف ساعة". فيما أورد عدد من شهود العيان، رواية مغايرة عن السابقة، قائلين إن قطار البضائع هو من اصطدم بقطار الركاب من الخلف، ولم تنفصل أي عربات كما تذكر الرواية الأخرى، كما يؤكد حسين حفروش شاهد عيان، الذي يذكر أن عامل التحويلة فتح الخط، لينطلق قطار البضائع وقت قدوم قطار الركاب، ويصدم عرباته الثلاث الأخيرة. وبيَّن محمود عوض، أن الأهالي تمكنوا من استخراج المصابين والجثث عن طريق لودر رفع الركام الذي غطى الجثث. وروى أصعب موقف له أثناء المساعدة في أعمال انتشال الجثث، قائلًا إنه حين تم استخراج جثة طفلة لم تكمل العشر سنوات، وتم تسليمها لأسرتها. وفيما صرحت النيابة العامة لهيئة السكك الحديدية بسحب جهاز «ATc»، جهاز التحكم الآلي، لجرار قطار الركاب لتفريغ محتواه للوقوف على أسباب حادث قطاري البحيرة، كما أصدر وزير النقل قرارًا بتشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب الحادث، كما كلف وزير الصحة بنقل الضحايا إلى مستشفيات الإحالة، لسرعة تقديم الخدمة الطبية للمصابين.