علاء عبد الخالق.. أحد أبرز نجوم الغناء في الثمانينيات والتسعينيات، الذي اختفى تمامًا منذ بداية الألفية الجديدة، ورغم الاختفاء فإن أعماله لا يزال يُرددها أبناء هذا الجيل، حيث قدّم عددًا كبيرًا من الأغاني التي تحدثت بلسانهم، من قصص وحكايات عاشوها على أرض الواقع، ونجح في خلق حالة جديدة في الأغنية المصرية إلى جانب غيره من نجوم تلك الفترة، بعدما اكتشفه الموسيقار الراحل عمار الشريعي، ثم بأعماله مع صديق العمر ورفيق الدرب حميد الشاعري. ولد في 23 فبراير 1964، كان مولعا بالفن منذ الصغر، وكان لديه «ناي» أحضره له والده، فنما بداخله حب الموسيقى، فقرر الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، ليتخصص في آلة الناي، وحاصل على بكالوريوس وتخرج فيه، وبداية احترافه الغناء كانت من خلال غنائه تتر مسلسل «العملاق»، الذي يتناول قصة الأديب والكاتب عباس العقاد، عام 1979. بعد تخرجه علِم أن الموسيقار الكبير عمار الشريعي، يبحث عن مواهب غنائية صاعدة، فذهب للاختبارات ونجح في إثبات موهبته له، وكان «عمار» قد ملّ من كثرة الأصوات الرديئة التي سمعها، فطلب منه الإتيان بمواهب أخرى من زملائه في المعهد، فقدّم له زميلتيه منى عبد الغني وحنان، وزميله ابن شقيق الشيخ سيد النقشبندي، وقرر «الشريعي» أن يكون بالرباعي فرقة، ولكن لأسباب فنية تم استبعاد الأخير، وكوّن بالثلاثي فرقة «الأصدقاء»، عام 1980، وأول ألبوماتهم كان «مطلوب موظف»، وأشهر أغنياته هي «الحدود». حققت الفرقة نجاحًا كبيرًا، بأغنيات منها: «مع الأيام، الموضات»، بكلمات سيد حجاب وعمر بطيشة، لكن لظروف انشغال «عمار» بالموسيقى التصويرية لبعض الأفلام والمسلسلات ورفض إحدى المطربات السفر للخارج وزواج الأخرى، فضلًا عن الضغوط السياسية التي تعرضت لها الفرقة، كما كشف مؤسسها لاحقًا، قرر «الشريعي» حلها. بدأ «علاء» بعدها رحلة البحث عن منتج فني، فذهب إلى شركة «سونار»، التي كانت أهم الشركات وقتها وتُنتج لجيل الشباب، لكن كان الرد بأن الشركة لا تُخطط لإنتاج ألبومات لأصوات جديدة حاليًا، لكن من الممكن أن يمر عليهم بعد فترة قد يكون الوضع تغير، وهذا ما حدث بالفعل وأخبروه أنهم جاهزون بألبوم له، وتعاون خلاله مع حميد الشاعري، الموُزع الذي يتم اكتشافه آنذاك لأول مرة بعد أن قدّم ألبوما غنائيا واحدا هو الآخر، ليصدر أول ألبوماته بعنوان «مرسال»، عام 1985، وقدّم عدة دويتوهات كذلك مع «حميد» منها «بحبك كون»، وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا. استمرت الشراكة بين «علاء وحميد» في الألبوم التالي، الذي حمل اسم «وياكي»، عام 1987، والذي واصل فيه «علاء» نجاحاته وثبت أقدامه كأحد أفضل الأصوات الشابة وقتها، وقرر بعد نجاح الألبوم أن يُغير من نمط موسيقاه قليلًا مما سبب بعض المشكلات مع «حميد» فيُعطي فرصة لعازف الجيتار في فرقته محمد عبد الجواد، ليوزع ثالث ألبوماته «عشانك»، 1989، والذي ضم واحدة من أهم أغنياته على الإطلاق «إيدي بتدور على إيدك»، ثم يعود ل«حميد» في آخر ألبوماته «راجعلك» مع «سونار»، عام 1990، وهي الأغنية التي كانت مثار خلاف كبير بينه وبين الشركة لإصراره على غنائها ورفض الشركة لها، بإيعاز منه ل«حميد» بأن بصمته ستجعلها أغنيه ناجحة، وهو ما حدث، ليبدأ «علاء» في اكتساح السوق الغنائي بعد أن ثبت أقدامه بأربعة ألبومات ناجحة. عقب ذلك انتقل «علاء» لشركة «الشرق»، وأصبح «حميد» نجمًا كبيرًا، وبدأ الأول في تجهيز ألبوم «هتعرفيني»، عام 1991، دون الاستعانة ب«حميد»، وغضب «علاء» للغاية من حديث الصحافة أن الألبوم ينقصه بصمة شريكه، على الرغم من وجود أسماء بحجم طارق مدكور وعماد الشاروني، إلا أن «علاء» راهن على النجاح دون «حميد» وهو ما حدث بعد النجاح الكبير لأغنية «داري رموشك»، والفيديو الكليب الخاص بها والذي ظهرت فيه الفنانة جيهان نصر، ورفض «حميد» توزيع أغنية ل«علاء» في الألبوم الذي ضم مطربي الشركة «نجوم الشرق» وتمت الاستعانة بعلاء مدكور، ليصدر الألبوم كله بتوزيع «حميد»، ما عدا أغنيتي «علاء» وعلي حميدة. شهد ألبوم «هتعرفيني»، الظهور الأول للمطرب محمد مُحيي ملحنًا لأغنية «عشقتك»، وبعدها يستمع «مُحيي» لأغنية «مغناوي» والتي وضع لحنها «علاء» والتي كان من المقرر أن تصدر في ألبومه، إلا أن «مُحيي» يتمسك بها ويُصّر على غنائها ليضع «علاء» بصمته كملحن في ألبوم «ليه الحبيب»، ثم يقدم له «صغير السن» في ألبوم «أعاتبك»، ثم يستعين «علاء» ب«مُحيي» كملحن مجددًا في أغنية «ماتسألنيش» في ألبوم «اتغيرتي»، عام 1992. الحنين إلى رفيق درب البدايات «حميد» تجعل عودة الثنائي حتمية، وبالفعل يعودان بألبوم أحدث طفرة في شكل موسيقى التسعينيات «مكتوب»، عام 1993، لكن يحدث ارتباك شديد بسبب قرار إيقاف «حميد» عن العمل، ويتحايل المنتج على الإيقاف بعدم وضع اسمه، وتم وضع اسم «مدكور ويحيى الموجي وعماد الشاروني» بدلًا منه. شراكة فنية بدأت بين «علاء» ومدحت الخولي، من خلال ألبوم «طيارة ورق»، عام 1997، وحقق بالأغنية الرئيسية نجاحًا واسعًا، ثم ألبوم «الحلم» عام 1998، وكان أول ألبوم مصري لا يتم الاستعانة فيه بأي آلات موسيقية كهربائية، وحقق نجاحًا كبيرًا، وخرج «علاء» من التجربة ليصنع ألبومي «الليلة» عام 2000، و«عين بعين» عام 2002، والأخير شهد آخر ظهور ل«علاء» في الأسواق، ولم يحققا أي نجاح يذكر، وفي نفس العام عاقبته محكمة جنايات القاهرة، بالحبس ثلاث سنوات وغرامة 20 ألف جنيه عقوبة على تهربه من دفع الضرائب بما قيمته ثلاثة ملايين جنيه بعد إخفائه القيمة الحقيقية لأرباحه من إقامة الحفلات داخل وخارج مصر وألبومات الكاسيت. اختفى «علاء» بعدها لمدة 6 سنوات، وخلال حواره ببرنامج «صاحبة السعادة»، يونيو 2014، كشف سر ذلك، لافتًا إلى أن صناعة الأغنية، إبان هذه الفترة أصبحت أمرًا صعبًا للغاية، لذلك قرر الابتعاد حتى تُتاح له فرص مناسبة يعود من خلالها لعالم الغناء، وفي عام 2008، أصدر ألبوم «حب مش عادي» لكنه لم يُطرح بالأسواق، إنما على الإنترنت فقط، ليعود مع صديقه المطرب تامر حسني، بأغنية «رسمي.. فهمي.. نظمي»، ضمن ألبوم «هعيش حياتي»، عام 2009، والتي حققت نجاحًا كبيرًا، وكان لديه مشروع «دويتو» مع «تامر» بإعادة تقديم أغنية «داري رموشك»، لكنه توقف، وقدم «علاء» الدويتو مع المطرب «أبو»، عام 2014. يعتبر «علاء» نفسه نال حقه من الفن تمامًا، عكس ما يُقال عن أنه لم يصل إلى ما يستحق، ويقول عن ذلك: «أنا أخدت حقي وزيادة، غنيت مع سيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وعمر بطيشة». عام 2014، وعلى خشبة مسرح ساقية الصاوي، عاد «عبد الخالق» لجمهوره بحفل ناجح للغاية حضره عدد كبير من محبيه، فضلًا عن عدد من نجوم عصره الذين حرصوا على الوجود لمساندته، بينهم علي الحجار ومحمد مُحيي وحميد الشاعري وعلي حميدة. في نوفمبر 2017، حل ضيفًا في برنامج «صاحبة السعادة»، للمرة الثانية، ولكن هذه المرة اجتمع ثلاثي «الأصدقاء» لأول مرة على الشاشة منذ الانفصال، وأدى و«حنان ومنى» باقة من أجمل أغاني الفرقة، وفي ديسمبر التالي، أُقيم «حفل القرن» في استاد القاهرة الدولي، وضم نجوم الثمانينيات والتسعينيات على رأسهم علاء عبد الخالق.