أول من أمس اختتمت فعاليات أحد أكبر المعارض الدولية المتخصصة في مجال البترول وخدماته "إيجيبس 2018"، الذي شرف برعاية وافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم تنظيمه بأرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس. قدم المعرض فرصة كبيرة لعرض الاستثمارات المتاحة فى شتى المجالات البترولية المصرية أمام كبرى الشركات البترولية العالمية، يأتي ذلك بالتزامن مع مشروع مصر القومى للتحول إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول. وأصبح المعرض فرصة لتبادل الآراء والخبرات الفنية، والتعرف على أحدث التكنولوجيات المطبقة فى صناعة البترول والغاز العالمية، بالإضافة إلى عرض استراتيجية مصر التى تهدف إلى الوصول للاكتفاء الذاتي وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات البترولية. واستمرت فعاليات المؤتمر حتى يوم الأربعاء الماضي، وشهد مشاركة العديد من وزراء الطاقة والبترول ورؤساء الشركات العالمية والتي تخطت ال400 شركة سواء محلية أو عالمية، وضم المؤتمر 11 جناحًا لكبريات الدول فى الصناعة البترولية، كما حضر 150 خبيرًا، وشهد على مدار أيام انعقاده 40 جلسة فنية إلى جانب الجلسات الرئيسية. ولأهمية المؤتمر، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح المؤتمر، كما شارك المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، فضلًا عن وزراء الطاقة والبترول من الجزائروجنوب إفريقيا وفنزويلا، وكل من أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وأمين عام منتدى الدول المصدرة للغاز، وأمين عام منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك" ورئيس مجلس البترول العالمي ورؤساء عدد من كبرى الشركات الدولية العاملة في مجال الطاقة والبترول. واستمع الرئيس السيسي خلال تفقده للمؤتمر إلى كلمة من محمد باركيندو، أمين عام منظمة الأوبك، وأشار خلالها إلى أن صناعة البترول تعد من الصناعات الرائدة في العالم، وأن مصر أصبحت أحد المصادر الرئيسية للطاقة بالمنطقة على خلفية الاكتشافات الأخيرة. وقال سكرتير عام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" محمد باركيندو: إن "مصر أصبحت أحد المصادر الرئيسية لمحاور الطاقة فى المنطقة، وذلك كله بفضل قيادة تهتم بالمستقبل". وأضاف باركيندو أن القاهرة وضعت السياسات التى تنتهجها أوبك منذ عام 1959، معربًا عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسى لريادته وقيادته الحكيمة لمصر. وعبر عن سعادته البالغة بالاكتشافات الأخيرة فى مصر مثل حقل ظهر، وهو ما جعل مصر بالفعل محركا رئيسيا من موارد الطاقة فى المنطقة وفى العالم ككل، مشيدًا بالدور الذى لعبه المهندس طارق الملا وزير البترول فى اجتماع نوفمبر 2017، حيث جمع خلال الاجتماع وجهات النظر بين الدول الأعضاء فى الأوبك وغير الأعضاء فى رؤية مشتركة، التى هى تمثل رؤية مصر فى الواقع، مضيفًا أن هذا وإن دل فإنه يدل على دور مصر الريادي. وأوضح أن المؤتمر يعكس الاهتمام الرئيسى لمصر بصناعات البترول، منوها بأن عام 2017 شهد انتعاشا فى الاقتصاديات العالمية، وصل إلى 3.8%، ومن المتوقع زيادة النمو فى إنتاجية البترول إلى 1.6%، ليصل إلى مليون برميل فى اليوم فى 2018، مشيرًا إلى أن إنتاج البترول شهد زيادة كبيرة، حيث وصل إلى 100 مليون برميل فى اليوم، موضحًا أن هذه الزيادة كان متوقعا تحقيقها فى عام 2019. وكشف عن أن الإنتاج الحالى لمنظمة الأوبك، يصل إلى 340 مليون برميل يوميا، مؤكدا سعى المنظمة لإعادة التوازن فى سوق النفط. مضيفًا أن الاستثمارات فى الاستكشافات البترولية قد انخفضت بنسبة 27% خلال عامى 2015 - 2016، لافتًا إلى أنه من الضرورى أن يكون هناك استقرار فى مسألة الاستثمار فى مجال البترول والاستكشافات، وأن دور مصر فى منظمة الأوبك كان رائدا ورئيسيا، حيث يظل مستقبل هذه الصناعة فى إطار التعاون وفى سياق التضامن بين الدول المنتجة العضوة وغير العضوة فى الأوبك، مؤكدا أن الرئيس السيسى يلعب دورا هاما ورائدا فى المنظمة والمنطقة. بدروه، قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إن "إيجيبس 2018" يعد إحدى وسائل تنفيذ استراتيجية الوزارة في مجال البترول، وزيادة التعاون مع كبرى الشركات العالمية، مؤكدًا حرص الدولة على أن تكون رائدة في هذا المجال بما يسهم في توفير موارد الطاقة وتحسين مستوى المعيشة للشعب المصري. كما أكد أن مصر تعد محط أنظار العديد من الشركات العالمية والدولية العاملة في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن مصر شهدت خلال عام 2017 العديد من الإنجازات الكبرى في هذا المجال. وكشف الملا عن عدد من المبادرات التي تتبناها الحكومة في إطار تحديث قطاع البترول، من أهمها الإعلان عن مبادرة للتعاون مع شركات التسويق البترولية العالمية العاملة في مصر لتحسين جودة الوقود وبدء تقديم منتج متطور، وتوقيع اتفاق بين قطاع البترول وواحدة من كبرى شركات البترول العالمية لإجراء مسح في منطقة خليج السويس، وتوقيع مذكرة تفاهم بين قطاع البترول وتحالف من كبرى الشركات المتخصصة لإنشاء مشروع بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، الذي يتضمن مركز معلومات جيولوجية للمساهمة في الترويج عالميا لمناطق البحث والاستكشاف بمصر، وتدشين بوابة إلكترونية للتواصل مع العاملين في قطاع البترول، لتعزيز الترابط والانتماء ودعم روح الفريق داخل القطاع. وفيما يخص الشركات المشاركة في المؤتمر، رصدت "التحرير" عددا من أبرز الشركات العالمية والمصرية المشاركة بالمؤتمر، ومنها على سبيل المثال، شركات "أرامكو السعودية - عدد من الشركات البترولية لدولة الإمارات العربية المتحدة - شركة إيكسون موبيل - شركة إيني الإيطالية - شركة بي بي البريطانية - شركات الهيئة العامة للبترول المصرية". وشهد المؤتمر مشاركة شركة صحارى للخدمات البترولية "سابيسكو"، إحدى الشركات المصرية المتخصصة في مجال الخدمات البترولية، وذلك بعد تحقيقها نجاحات متميزة في عدة مجالات في السنوات الأخيرة، خاصة الاشتراك في مشاريع الغاز مع شركات الهيئة العامة للبترول في مراحل التجهيز لبدء الإنتاج الأولي من حقول ظهر وأتول وتشغيل العديد من محطات الكهرباء الجديدة. وركزت "سابيسكو" للخدمات البترولية، خلال مشاركتها بمؤتمر "إيجيبس 2018" على ثلاثة أهداف رئيسية، ممثلة في التالي: الهدف الأول، هو عرض النجاحات المميزة للخدمات الكيميائية، وما حققته من تقديم حلول مميزة للعديد من الشركات العاملة في مجال البترول في مصر، ومنها شركة بدر الدين للبترول، لإعادة تشغيل محطة الأبيض للغاز، بعد فشل جميع الشركات العالمية لإيجاد حلول مناسبة لمعالجة الرواسب التي وجدت في معدات المحطة، ومعالجة آبار شركة زيتكو وشركة بتروبيل، لرفع إنتاجية الآبار، بالإضافة للمعالجة الكيميائية لخط الإنتاج البحري الخاص بشركة جمسة. أما الهدف الثاني من وجود الشركة بالمؤتمر، فيتمثل في عرض توسعات الشركة في محطات الكهرباء والبتروكيماويات، بالإضافة لخبراتها في محطات أنابيب البترول والغاز. والهدف الثالث ارتكز على إبراز الخدمات التي يقدمها معهد صحارى التكنولوجي "STI"، الذي يعتمد على نقل الخبرات العملية للعاملين في مجال البترول من خلال خبرات شركة سابيسكو، والبرامج التي تم تقديمها قبل نهاية 2017 لمتدربين من دول إفريقية عدة، بالإضافة للشركات المصرية. وتفقد جناح شركة "سابيسكو" بالمعرض الأستاذ إسلام قرطام، الرئيس التنفيذي لشركة صحارى للمشروعات والاستثمار، وعضو مجلس إدارة شركة صحارى للخدمات البترولية "سابيسكو"، وهي إحدى شركات مجموعة صحارى، والتقى عددا من المهتمين بقطاع البترول، ودارت نقاشات حول أحدث آليات العمل فيما يخص الخدمات البترولية، لا سيما المقدمة من شركة صحارى "سابيسكو". ويعود تاريخ نشأة شركة "سابيسكو" لعام 1974، وهي تقدم خدمات بترولية مختلفة، بما في ذلك خدمات تحسين الآبار، والقياسات المتنوعة، وإنزال مواسير الحفر والإنتاج، وتجهيزات المحطات وأنابيب الإنتاج، والخدمات البحرية العميقة والخدمات المتعلقة بالاستكشاف، بالإضافة لخدمات الكيماويات التي تمت إضافتها لأنشطة الشركة في الأعوام الأخيرة. وحققت سابيسكو عددا من النجاحات آخرها إعادة تشغيل إحدى آبار البترول المملوكة لشركة "إيست زيت بتروليوم -زيتكو"، إحدى الشركات التابعة للهيئة العامة للبترول المصرية، بعد توقف البئر "إيست زيت -13" عن العمل منذ أكثر من عام، الكائنة بمنطقة حجر النوبة الرملي جنوب غرب مصر، وذلك نتيجة زيادة تراكم الرواسب بمعدات استخراج البترول من البئر. وبدأت الشركة فى إجراء دراسات معملية موسعة للتوصل إلى المذيب الأقوى والمناسب لطبقة الرواسب الصعبة، مع الأخذ فى الاعتبار عدم إلحاق أي ضرر بالآلات أو المعدات المستخدمة فى عمليات استخراج البترول، وذلك حتى لا يؤثر على إنتاجية البئر. وقام قسم الخدمات الكيميائية بالتعاون مع قسم الأبحاث والتطوير بالشركة بدراسة المشكلة للتوصل إلى حل، بعد فشل جميع المحاولات التى بذلتها عدة شركات عالمية ومحلية لإعادة عمل وتشغيل البئر بعد توقفها، حيث تم أخذ عينة من طبقة الرواسب وإرسالها للعديد من شركات الخدمات البترولية داخل مصر وخارجها، فى محاولة لحل تلك المشكلة، إلا أن جميعها فشلت فى حل المشكلة والعثور على مذيب فعال لتلك الطبقة. إلا أن شركة سابيسكو المصرية استطاعت من خلال خبراتها ومهندسيها المصريين أن تقدم لمصر والعالم حلولا متطورة ومميزة بالمعالجات الكيميائية التي تم تطبيقها في مصر، وحققت نتائج مذهلة بشهادة الخبراء في الشركات العالمية، مثل شيل وإيني ودانا بتروليوم وبيكو وتم عرضها في مؤتمر "إيجيبس 2018" . كما علمت "التحرير" أن الشركة سوف تشارك هذا العام في العديد من المؤتمرات العالمية لعرض هذه التكنولوجيات المتطورة في MOC 2018، الذي سوف يقام في الإسكندرية في شهر إبريل، وكذلك أكبر معرض في العالم في قطاع البترول OTC 2018، الذي سوف يقام في شهر مايو في ولاية تكساس في الولاياتالمتحدةالأمريكية.