أتعرض للمضايقات بمصر.. وطرح ألبومي الجديد بنهاية فبراير «انتمائي للإخوان» كذبة.. واستمرار الكبت سيحدث انفجارا جديدا وقف عام 2010 على مسرح الجامعة الأمريكية بالقاهرة بنبرته الحادة وبالموسيقى الهادئة يغني «يا إسرائيل» وما لبث أن انتهى من غنائه وهو يخبر الكيان الصهيوني «اسمي مصر» إلا فوجئ بتصفيق حار من الجمهور الذي لم يستطع الجلوس على المقاعد الخاصة به ويطلب منه إعادتها، هكذا بدأت شهرة المطرب الشاب «حمزة نمرة» الذي دائما ما تحمل أغانيه همّ الوطن وقدّم خلال العشرة أعوام الماضية ثلاثة ألبومات حملت معظم أغانيها طابع التفاؤل والطموح ولذلك حفظها جيل كامل من الشباب، الذين كانوا دوما يملؤون حفلاته الغنائية، لكن في عام 2015 قرر «نمرة» الهجرة بأسرته إلى أوروبا للعيش هناك وانقطع أربع سنوات عن تقديم أعمال غنائية، وعاد الأيام الماضية بفيديو كليب جديد لأغنية «داري يا قلبي» الذي حقق 8 ملايين مشاهدة في 6 أيام فقط منذ طرحه. وبعد أن أصبحت «داري يا قلبي» حديث مواقع التواصل الاجتماعى تواصلنا مع المطرب حمزة نمرة وكان لنا معه هذا الحوار الذي اختصنا فيه بكواليس تصوير الفيديو كليب وتحضيرات الألبوم وموعد طرحه، كما تحدث عن معاناته في الغربة بعيدا عن وطنه وعن سبب بعده عن مصر. كيف خططت للعودة من جديد بألبوم «هطير من تاني» وكليب «داري يا قلبي» بعد غيابك مدة عن الجمهور؟ بداية لم أكن أخطط لطرح فيديو كليب، فكل ما كان يشغل بالي الأيام الماضية هو الانتهاء من تنفيذ الألبوم، وذلك لأنني تغيبت 4 سنوات عن طرح ألبومات بعد آخر ألبوم وهو «اسمعني» عام 2014، الأمر الذي كان يسبب لي أزمة نفسية كبيرة وضاغطة على أعصابي، وكان لا بُد من الانتهاء من الألبوم لطرحه في أقرب وقت. ولكن بعد ظهوري في بداية شهر يناير الماضي مع الإعلامي يسري فودة في برنامج «السلطة الخامسة» على قناة «دويتشه فيله» طلب مني غناء مقطع من الألبوم الجديد لم يأت في ذهني وقتها غير أغنية «داري يا قلبي» لأنها كانت الوحيدة المنتهية تماما من بين أغاني الألبوم، فقمت بغناء مقطع منها وفوجئت بعد عرض الحلقة بالصدى الكبير الذي حققه هذا المقطع وما أخذه من نسبة مشاهدات عالية وأخذه البعض وقاموا بدمج الصوت على مقاطع من مشاهد سينمائية ومسلسلات، ولهذا السبب شعرت بضرورة طرح هذه الأغنية بشكل مختلف يعطيها قيمة إضافية عن باقي أغاني الألبوم، ومن هنا جاءت فكرة إنتاج فيديو كليب وقررت عرضه قبل طرح الألبوم بفترة. حدثنا عن كواليس تصوير الفيديو كليب. بعد ما أحدثه مقطع الأغنية في حلقة يسري فودة تحدثت مع صديقي المخرج أنس طلبة واتفقنا على تصويرها فيديو كليب واخترنا مدينة «صور» في لبنان، وسابقنا الزمن في تنفيذها، حيث ذهبنا لمعاينة أماكن التصوير وصورناها في يوم واحد فقط، وكانت فكرته بسيطة، والأماكن في هذه المدينة كانت مُعبرة جدا عن فكرة «الغربة والوحدة»، وكان شعورا حقيقيا بالنسبة لي عندما دخلت البيت القديم الذي ظهر في الكليب فذكرني بمنزل «جدي» القديم في المنصورة. هل توقعت عدد المشاهدات والضجة الكبيرة التي أحدثها الفيديو كليب؟ أن تتخطى الأغنية حاجز ال8 ملايين مشاهدة على يوتيوب في أقل من أسبوع وتصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي أمر لم أتوقعه بالطبع، وما حدث قدر من الله، ولم يكن ببالي كما ذكرت ولم أكن أخطط لتصويرها من الأساس، وربما توقعت نجاحها بين المتابعين لى فقط، لكنها بفضل الله تخطت هذا بكثير، على العكس كان يراودني شعور بالخوف من عدم نجاحها في نسختها الأصلية بعدما سمعها الجمهور على الجيتار فقط، لأن هناك نجوما كبارا نجحت لهم أغنيات في اللايف والحفلات ولم يتقبلوها في نسختها الأصلية. ما رأيك في وصف الجمهور الأغنية ب«النكدية».. ولماذا اخترت هذا اللون رغم شهرتك بالتفاؤل؟ عادة لا أتدخل في وصف الجمهور لأعمالي لأنني أؤمن بأن صلتي بالأغنية تنقطع من بعد طرحها وتصبح ملكا للجمهور يستقبلها ويتفاعل معها حسب وجهة نظره الخاصة، وقررت تقديمها لأنها تعبر عن حالة أعيشها وفي النهاية أنا «مراية وانعكاس» للمجتمع ولمن حولي وإن لم أقدم ما يشعر به المجتمع لن تصل أغنياتي لأي شخص. ونجاح أغنية «داري يا قلبي» أكبر دليل على كلامي لأنها وصفت حالة «الإحباط» التي يمر بها الناس والمجتمع في الفترة الحالية، وإن كان يشعر المجتمع بالأمل فستجده يُترجم في أعمالي، لكن لا يمكن أن نضحك على أنفسنا فأغلب الشباب الموجود في جامعات وشوارع مصر يحلم بالهجرة لتوفير حياة أفضل ونجاح الأغنية أكبر دليل، فأنا لم أقم بعمل دعاية وليس في مقدوري الإنفاق على الدعاية لكنها نجحت لأنها طبطبت على «الناس» وهذا هو دور الفن. وهل تسيطر هذه الحالة على الألبوم.. ومتى ستطرحه؟ لا بالطبع الألبوم يتناول حالات إنسانية ومجتمعية مختلفة ولعل اسم الألبوم يوحي بالتفاؤل وهو «هطير من تاني» الأغنية التي أصف بها إحساسي وحالتي الخاصة بمحاولة الانطلاقة مرة أخرى وإعادة المحاولة من جديد على الرغم من حالة الإحباط الموجودة، وأظن أنه شعور من حولي أيضا، ويضم الألبوم 10 أغنيات من بينها نسختان لأغنية «داري يا قلبي» واحدة كما سمعها الجمهور وأخرى نسخة بالجيتار فقط. وتعاونت في الألبوم مع صديقي الشاعر محمود فاروق والذي كتب 6 أغنيات من الألبوم وعملت مع حازم ويفي، والذي كتب لي من قبل أغنية «إنسان»، ومحمد الليثي الذي كتب لي من قبل أغنية «تذكرتي»، ومن حيث الألحان قمت بتلحين أغلب أغاني الألبوم عدا أغنية واحدة لحنها صديقي كريم عبد الوهاب الذي قاسمني توزيع الأغاني هو والموزع التركي إيمري موجولكوش، أما بالنسبة لتوقيت الألبوم فسأقوم بطرحه نهاية فبراير الجاري، وأطلب من جمهوري متابعة تحديثات صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي. حمزة نمرة والشاعر محمد فاروق وما سر وجودك خارج مصر منذ 2015.. وهل تواجه أزمة في عودتك؟ سافرت خارج مصر لأنني ببساطة أتعرض لمضايقات لم أستطع بسببها ممارسة عملي كفنان، وتم وضع هالة حولي بأنني مطرب «بتاع مشاكل» وذلك بعد قرار منعي من الإذاعات المصرية من عبد الرحمن رشاد وقتها، وبعدها قصة شطبي من النقابة التي تم تداركها، وبعد ذلك واجهت إلغاء متكررا لحفلاتي لأسباب مُبهمة قبل موعدها بيوم واحد على الرغم من حجزها بشكل كامل ورغم أنني أعمل دائما في نطاق القانون، الأمر الذي جعل مع الوقت هناك تخوفات من قبل منظمي الحفلات أو عمداء الكليات ورؤساء الجامعات من إقامة حفل لي، وحتى الآن لا أواجه أزمة في دخول مصر وقمت عدة مرات بزيارة أهلي هناك. بصفتك عبّرت عن جيل ثورة 25 يناير.. ما رأيك في مقولة إنها كانت «مؤامرة» وتم القضاء عليها؟ بعد 20 و30 سنة سنصبح في الماضي والتاريخ هو المُقيم الوحيد وقتها، وأحترم كل الآراء لكن ليس هناك ثورة تموت وما حدث في 25 يناير لم يكن مؤامرة بل كانت ثورة شعبية حقيقية ومهما تم محاربتها ستظل موجودة لأنه بالفعل حدث تغيير في المجتمع سواء للأفضل أو للأسوأ، لكن الثورة أحدثت تأثيرا ضخما أتوقع استمراره ولسنا في نهاية المطاف وحتميا سوف تحدث تغيرات أخرى أتمنى أن يجد المجتمع طرقا طبيعية وسلمية لأحداثها، لكن في حالة استمرار هذا الكبت سوف يحدث انفجار، ومصر لا تحتمل انفجارات أخرى لكن التغيير للأفضل قائم ولابد أن يحدث. ما ردك على من يقول إنك تنتمي لجماعة الإخوان؟ أكبر كذبة حدثت هو أن يقال إن حمزة نمرة إخواني فأنا لم أنتم أبدا لأي حزب سياسي، لكن للأسف هناك من هم في جماعة الإخوان من أكدوا هذه الشائعة التي مللت من نفيها، والدليل أنني لم أكن نجم المرحلة في فترة وجودهم بالحُكم. كيف ترى المناخ في مصر والعملية الانتخابية المقبلة؟ يعز عليّ أن يعاني المجتمع المدني حاليا من حالة شقاق واستقطاب وهناك حالة من التخوين والخوف، وهذا ليس مناخا للنجاح والتطور، ولا بُد أن يكون هناك مشاركة سياسية، وأنا أرى أن الانتخابات المقبلة ليست حقيقية لكنها انتخابات صورية. كيف ترى العمليات التي يقوم بها الجيش ضد الإرهاب في سيناء؟ يخوض الجيش حاليا حربا صعبة جدا ضد الإرهاب ويجب علينا جميعا دعمه في هذه المهمة الرئيسية التي يقوم بها، ولي أعمامي في صفوف الجيش وأبناء أعمامي ضباط شرطة، وأتمنى لهم التوفيق والسلامة. إن عاد بك الزمن مرة أخرى.. هل ستختلف آراؤك؟ كُل ما اقترفته من ذنب هو أنني عبرت عن آرائي بالشكل الذي يكفله الدستور والقانون، وأظن أنني عبرت عنها بشكل سلمي، ولن أندم على ما فعلته لأنني مقتنع تماما به.