أعلنت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية استنكارها لأي انتهاك للمريض النفسي من أية أشخاص أو جهات وعلى ضرورة المحاسبة بالطرق القانونية. وأصدرت وزارة الصحة قرارًا، مساء أمس، بإيقاف مدير المستشفى و11 من طاقم التمريض المسئولين عن الواقعة وإحالتهم إلى التحقيق الفورى والعاجل، وما زالت التحقيقات قائمة، وأحال وزير الصحة الواقعة إلى النائب العام، مشددا على حرصه على خصوصية المرضى النفسيين، وعدم انتهاك حقوقهم بأى شكل من الأشكال. يذكر أن واقعة تصوير المرضى النفسيين ونشرها تعد انتهاكا لقانون رقم 71 لسنة 2009 الخاص برعاية حقوق المرضى، الذي بمقتضاه يحظر نشر صورهم في وسائل الإعلام، ويعد أيضا انتهاكا لخصوصية المريض النفسي، ويوجب ذلك وجود لجنة لرعاية حقوق المريض بكل المستشفيات تقوم بالتفتيش الدوري ومتابعة تطبيق حقوق المريض. وذكرت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية، في بيان لها اليوم، أنها تقدر جيدا اهتمام المجتمع المدني ومؤسساته بمتابعة أحوال المريض النفسي ومجهودات العاملين بمستشفيات الصحة النفسية، خاصة فريق التمريض الذي يتحمل أعباء خارج اختصاصاته، ويقوم بأعمال ليست من واجباته الوظيفية في ضوء ضعف الإمكانيات مثل قيام التمريض بأعمال نظافة الأقسام لعدم وجود عمال نظافة في الفترة المسائية بالأقسام الداخلية، إضافة إلى القيام بأعمال نظافة المرضى الشخصية، كل ذلك إلى جانب المهام العلاجية لهم، من منطلق ضميرهم المهني وواجبهم الإنساني نحو المريض النفسي. وقال الدكتور أحمد حسين، منسق الجبهة: "ما تم نشره من صور لمرضى بعد الاستحمام، هي صور مجتزأة لا توضح الواقع، وتم تصويرها بشكل مفتعل ومتعمد ومُعد استغلالا لعدم وعي المرضى، وتم تصويرها بمعرفة بعض الأشخاص لتشويه فريق العمل بالمستشفى". ودعا منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان والأفراد المهتمين لزيارة المستشفى ومعايشة الوضع الحقيقي داخل الأقسام ومتابعة أداء العاملين مع المرضى، حتى يتضح للجميع الصورة الحقيقية لما يقوم به الفريق الطبي في مستشفيات الصحة النفسية، وذلك في إطار قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009. وأكمل: "منذ سنوات طويلة تقوم جمعيات أهلية وطلبة الجامعات بزيارة المرضى بالأقسام الداخلية والتفاعل معهم ويطلعون على الخدمة المقدمة للمرضى، وهذا ما نريده من المسئولين بالجهات التنفيذية والرقابية بالدولة مثل أعضاء مجلس النواب". وأضاف: "كان ينبغي على عضو مجلس النواب الذي قام بنشر تلك الصور عبر وسائل الإعلام، أن يتحرى الدقة قبل نشرها ويتأكد من واقعاتها، وهو من يمتلك السلطة الرقابية التي تتيح له زيارة المستشفى والاطلاع على أرض الواقع، لكنه استعرض ذلك إعلاميا بصور مفتعلة ما كانت له توابع سلبية على زيادة وصمة المرض النفسي ورهبة المجتمع من مستشفيات الصحة النفسية وتسبب في هدم مجهود سنوات طويلة لمكافحة ذلك وتجدد الجبهة دعوته لزيارة مستشفى العباسية ومعايشة الفريق الطبي في تعامله مع المرضى حتى يقف بنفسه على الوضع الحقيقي، ونثق بعدها أنه سيتستوجب على كل ذي ضمير حي أن يوجه اعتذارًا للعاملين بالمستشفى وعلى رأسهم فريق التمريض". وانتقد وزارة الصحة، زاعما أنها سايرت "الاستعراض الإعلامي والتضليل بقرار خاطئ بوقف بعض العاملين وإحالتهم للتحقيق، قبل زيارة ميدانية، وهذا الأسلوب المعهود من البعض في تقديم كبش فداء والإبقاء على مشاكل جذرية تفشل أو لا ترغب في حلها ما أحبط العاملين في قطاع الصحة بشكل عام، وسيؤدي إلى هدم روح العمل بشكل تام"، حسب تعبيره. من أبرز المشاكل والأزمات التي يعاني منها المستشفى حسب الدكتور أحمد حسين، منسق عام جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية تتمثل في تعمد محافظة القاهرة متمثلة في حي غرب مدينة نصر بعدم الترخيص لمشروعات حيوية للمرضى مثل توسعة العيادات الخارجية وساحات انتظار للمرضى وأهاليهم ومشروع المركز القومي لطب نفسي الأطفال والمراهقين وقيام المحافظة بإقامة محطة تقوية شبكة محمول بإقامة محطة تقوية شبكة محمول بمدخل المستشفى في حديقة العروبة، مما يؤثر على صحة المرضى والعاملين رغم التحذيرات والشكاوى ضدهم. وأضاف أن تقليص الميزانية المخصصة للتطوير والإنشاءات والتجهيزات لمستشفيات الصحة النفسية، وعددها 18 من 129 مليون جنيه العام الماضي إلى 50 مليون جنيه خلال العام الحالي أدى إلى توقف أعمال تطوير وبنية تحتية كان مقررًا أن يتم إنجازها، وكذلك عدم وجود عمال نظافة بأعداد كافية أثر سلبا على الخدمة المقدمة وتحمل فريق التمريض القيام بأعمال ليست من اختصاصاتهم. وطالب حسين جميع الجهات التنفيذية والرقابية ومختلف وسائل الإعلام للمناقشة الموضوعية لهذه المشاكل الحقيقية والجذرية بدلاً من الانسياق خلف إشاعات تزيد من المشكلات، وتؤدي إلى انهيار خدمات نقاوم لأجل أن تكون أفضل بدلا من إثارة الشكوك حول المستشفى وتضخيم هذه الوقائع المفتعلة والمجتزأة كجزء من مخطط لتهيئة الرأي العام لاستقبال واستحسان قرار بنقل مستشفى العباسية للصحة النفسية من موقعه الحالي.