تحوّلت الوحدة الصحية بقرية العزيزية التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، إلى مكان مهجور يشبه "الخرابة"، ورغم بعدها بما يقرب من 60 كيلو مترا عن محافظة الفيوم، وحوالي 35 كيلو مترا عن أقرب مستشفى، إلا أنّ الصحة لم تهتم بتطويرها أو حتى إنهاء المبنى الجديد. وقال محمود السيد أحد أهالي القرية، إنّهم يعانون من تجاهل المسؤولين لقريتهم، موضحا أن أبسط حقوقهم في الحصول على خدمة صحية جيدة تم حرمانهم منها، فالوحدة الصحية بالقرية آيلة للسقوط وتحولت إلى "خرابة" وخالية من الأدوية رغم قربها من طريق أسيوط الغربي الذي يقع عليه عشرات الحوادث يوميًا، ورغم وقوع القرية في منطقة صحراوية بها الكثير من الثعابين والعقارب. وأشار في تصريحات خاصة ل"التحرير" إلى أنّ الوحدة خالية من أي أدوية أو حتى أمصال الحقن ضد لدغات الثعابين والعقارب، كما أنّه لا توجد الأدوية الأولية اللازمة للتعامل مع مصابي أي حادثة، أو حتى لتعقيم وخياطة أي جرح بسيط، كما أنّ المياه الجوفية أغرقت محيط الوحدة الصحية من كافة الاتجاهات، وأصبحت الوحدة لا تعمل إلا لمنح أدوية منع الحمل للسيدات فقط. وكشف أنه تم بناء مبنى جديد خلف الوحدة، لتكون وحدة صحية جديدة لأهل القرية، ولكن بعد بنائها وعمل السقف من الخرسانة، توقف العمل فيها منذ أكثر من 5 أعوام، ولم يتم استكمال المبنى، مؤكدًا أنه إذا حدث شيئا طارئا لأي شخص أو طفل يتم نقله إلى مستشفى طامية المركزي التي تبعد عن القرية بحوالي 35 كيلو مترا، وأحيانًا يموت المصابون في الحوادث قبل وصولهم إلى المستشفى بسبب طول الطريق. وطالب السيد مسؤولي الصحة بالنظر بعين الرأفة إلى أهالي "العزيزية" والاهتمام بتطوير الوحدة الصحية، أو استكمال المبنى المقام لتوفير الخدمة الصحية لهم وللقرى المجاورة، مستنكرًا إهمال المسؤولين لهم رغم أنها قرية أحد أعضاء مجلس النواب، ولكنه لا يهتم بمصالح المواطنين أو القرية، ويهتم بمصالحه فقط "حسب تعبيره". وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، إنّ الوحدة الصحية بالعزيزية، تم تسليمها لهيئة الأبنية لكي يقوموا بعمل المقايسات اللازمة، ثم يتم طرحها لاستكمال المبنى الجديد وتشطيبه، ولكنها ستستغرق وقتًا طويلًا قائلة: "دي إجراءات قانونية وبتاخد وقت". وأشارت هاشم إلى أنه عندما تكررت شكوى الأهالي طلبت منهم أن يبحثوا عن منزل كبير بالقرية ليقوموا بتأجيره ونقل الوحدة الصحية إليه حتى يتم الانتهاء من المبنى الجديد، ولكنها لا تعلم هل تم نقلها أم لا، فلم يتحدث معها أحد عن القصة منذ شهر.