تصريحات متضاربة بين مسؤلى وزارة التموين، وبين البيطريين، في الوقت الذي يؤكد فيه البيطريين خطورة الدواجن المتداولة حاليًا في الأسواق، والتي تنتهي صلاحيتها خلال أيام القليلة المقبلة، ولكن حاول وزير التموين طمأنة المستهلكين بأين الحقيقة، بعد أزمة جديدة عصفت الشارع المصرى خلال الأيام القليلة الماضية، وباتت طلقات المخاطر على صحة الفقراء والبسطاء، تلتهم العقول على مدار إسبوع منذ الإعلان عن وجود دواجن برازيلية منتهية الصلاحية بالسوق المصرى، تحت رعاية واشراف جهات سيادية وبعلمها. "التحرير" بدورها ناقشت أغلب الجهات المعنية، بداية من القائمين على متابعة دخول الدواجن الى الجهات المعنية بشأن التوزيع، وعلى رأسها وزارة التموين والتجارة الداخلية، وصولا الى تجار الدواجن المحلية. التموين: ليست فاسدة والشائعات وراءها أصحاب مصالح. وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على المصيلحى، أكد أن الدواجن ليست منتهية الصلاحية ولكنها ستنتهى مع نهاية مارس المقبل، مؤكدًا أن هناك من يطلق الشائعات من زوى المصالح الخاصة والمستفيدين من عزوف المواطنين عن تلك الدواجن، معتبًرا أن الدولة دفعت بكل قوتها فى استيراد الدواجن، وذلك منذ ارتفاع سعرها حتى لا تضع المواطنين تحت وطأة التجار وجشعهم. وأضاف المصيلحى، أن الدواجن برازيلية الًمنشأ، واتخذت جميع خطوات المتابعة الصحية، وموافقات الجهات الرقابية، ولا مجال للتلاعب بصحة المواطنين. الغرف التجارية: الدواجن المستوردة وضعت المحلية فى مأزق عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بالإتحاد العام للغرف التجارية، قال«للتحرير» أن الدولة إستوردت كميات كبيرة من الدواجن أكبر من الإحتياج المحلى، وهو الأمر الذى تسبب فى وفرة دفعت الى انخفاض الأسعار فى الدواجن المحلية، وهو ما تسبب فى خسائر فادحة لأصحاب المزارع والتجار، مما يعد إعلاء المبدأ الإستيراد على حساب المنتج المحلى ومستقبله، لافتًا الى أن هناك عدد كبير من التجار أغلقوا خشية الخسائر، معتبرًا أن الأمر يشكل خطورة كبيرة على السوق المحلى من جهة ومصير تلك الصناعة، من جهة أخرى خاصة بعد إرتفاع مدخلات الإنتاج من ذرة صفراء وأعلاف بعد تحرير سعر الصرف. حماية المستهلك: يحزر من شراء الدواجن التى تباع على الأرصفة. قال اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أن السبب الرئيسي في تصاعد أزمة الدواجن، أن التجار قاموا ببيع الدواجن علي الرصيف، وهذا أثار جدلًا واسعًا داخل المواطنين، لافتًا إلى أن جهاز حماية المستهلك حزر بعدم شراء أى دواجن التى تباع على الأرصفة وأضاف يعقوب، في تصريح خاص «للتحرير» أن جهاز حماية المستهلك ينصح المواطنين بشراء الدواجن من منافذ البيع الرئيسية، مشيرًا إلى أن الدواجن الموجوده والتى تباع على الأرصفه تفقد الثلج الموجود بها وهذا يجعلها غير صالحة، لافتًا إلى عند وجود أى شكوي من الدواجن التي تباع بالمنافذ أو أى جهه أخرى، يرجى إبلاغ جهاز حماية المستهلك من خلال التليفون الأرضي على رقم 19588 وذلك لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة أتجاه من يحاول الضرر بصحة المواطنين الطب البيطري: خلي الغلابة تموت قالت الدكتورة شرين زكي، رئيس لجنتى سلامة الغذاء والمتابعه الميدانية بالنقابة العامة للاطباء البيطرين، وطبيب أول تفتيش مدرية الطب البيطري بالجيزة، في تصريح خاص «للتحرير» أن إنتشار بيع دجاج lepon البرازيلي في الشوارع والأسواق الشعبية المصرية من المسؤول عنها؟ وأين وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية ؟ وكيف دخلت مصر بكل هذه الكميات، على الرغم من تواريخ صلاحيتها التي شارفت على الانتهاء؟ والتى تجعلها غير صالحه للإستخدام الأدامي ، لافته إلى حتي لو تاريخ الصلاحية ساري مع عدم تطبيق الإشتراطات الصحية السليمة من درجات حرارة مناسبة ونظافة عامه، فتعتبر تلك المجمدات فاسده، فما أدراك باللحوم والدواجن التى تباع في الأسواق الشعبيه؟
وأضافت رئيس لجنتى سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية، أن الدواجن أو اللحوم التى تباع للمواطنين تنقل بشروط معينة لابد أن تتوافر فى عملية النقل، مشيره إلى أنه لابد وأن تكون عملية النقل تحت درجة حرارة 18 لتكون عملية الحفظ سليمة، وهناك سيارت تنقل الدواجن واللحوم، المبردات الموجوده بداخلها معطله وغير فعاله، وهذا يجعلها غير صالحة للإستخدام الأدمي، وأردفت قائله، هناك تساؤل عن الجهة المسؤولة عن دخول الدواجن إلى مصر، لماذا لم يتم توزيع الدواجن على المجمعات الإستهلاكية الحكومية، مع تقنين عدد الدواجن لكل مواطن؟ بدلًا من أن التجارأصبحوا يعرضونها على الأرصفه، فيتم ذوبان الثلج منها ويعيد تجميد ما تبقى من كميات ليعرضها مرة اخري، فيتم ذوبان الثلج منها مرة أخرى، وهذا هو سبب إهتراء أنسجتها كما اشتكى بعض المواطنين الذين اشتروا منها قبل ذلك. وأضافت شرين زكي، بعيدًا عن كل هذا كيف يتم بيع دواجن مجمدة بتلك الكميات، وهذا العدد من الكراتين في الشوارع، دون حفظها في ثلاجات عرض، تضمن درجات الحرارة السليمة لعرضها وتخزينها؟ تلك النقطة وحدها مخالفة تستوجب عمل محضر، لمن يقوم ببيع دجاج مجمد بتلك الطريقة المخالفة لكافة الاشتراطات الصحية السليمة، لنصبح نعيش في كارثة غذائية اخرى في دولة يتعمد المسؤولون تطويع القوانين فيها وفقا للمصالح والأهواء الشخصية. وأشارت إلى، أن دراسات سلامة الغذاء، أحدث الأبحاث التى توصلت إليها والمتواجده حاليًا، إرتباط اللحوم المفككه، والتى يعاد تجميدها مره أخرى، تتسبب في نسب عالية من الإصابة بالسرطان، وخاصة الأطفال ،والتى وصلت نحو 15 مليون طفل حول العالم. مجلس النواب: حملة ممنهجه ضد خفض الأسعار. قال النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، «للتحرير» أن هناك حملة ممنهجه ضد خفض الأسعار، لافتًا إلى أن لجنة الزراعة والري، والأمن الغذائي إجتمعت مع وزير التموين للإطمئنان على صحة وسلامة الأغذية، وتأكدنا من صحة وسلامة الدواجن، واتضح أنها صالحة لمدة 4 شهور قادمة وأضاف تمراز، أن اللحوم والدواجن الموجوده بالأسواق مختومة بأختام هيئة الطب البيطري، والمواطن لابد أن يكون واعي، وعليه بالتأكد من وجود الأختام السليمة، لافتًا إلى أن هيئة سلامة الغذاء والتى يشرف عليها السيد رئيس الجمهورية مباشرًة، تراقب كل شئ في الدولة بالإشتراك مع هيئة الرقابة الإدارية، مشيرًا إلى أن الدواجن لو كانت غير صالحة لماذا لم تتخذ الأجهزة الرقابية في الدولة أي إجراء إتجاه الباعه أو المستوردين؟ وأردف قائلًا، حتي الأن وزارة الصحة والتموين لم ترصد أي حالة واحده تؤكد أن الدواجن غير صالحه للإستخدام الأدمي وفاسده، ولكن تم بيع 5 الاف طن في يوم واحد للمواطنين. انتاج الدواجن بين 25% تربية ريفية و75% إنتاج المزارع، ويبلغ استهلاك مصر من الأدوية واللقاحات والمطهرات حوالي مليار ونصف المليار جنيه سنويا تستورد مصر 80% منه من الخارج. وتستورد مصر 1.5 مليون كتكوت من فرنسا بتكلفة 4 ملايين يورو سنويا، ما يوازى نحو 80 مليون جنيه. جدير بالذكر أن حجم الاستثمار في صناعة الدواجن بمصر يصل إلى نحو 25 مليار جنيه، ويصل عدد المزارع في مصر إلى حوالي 100 ألف مزرعة يعمل بها أكثر من 2 مليون عامل، وارتفع معدل استهلاك الفرد من الدواجن من 4.5 كيلو جرام عام 1989 وحوالي 60 بيضة إلى حوالي 12 كيلو جراما و120 بيضة سنويا.