خلال عمليات البحث لم يتوقع ضباط المباحث أن يكون الكهربائي صاحب ال32 عاما هو ذاته السفاح الذي اعتاد قتل المسنين حرقا بمنشأة ناصر، عقب سرقتهم لإخفاء الجريمة، فهو يختار ضحاياه بعناية فائقة، وينتهز اللحظة المناسبة لتنفيذ جرائمه، وشاءت الصدفة أن يقع بسبب شنطة جلدية، ليعترف بارتكاب جريمتي قتل، آخرهما بمساعدة صاحب مغسلة. حريق بشقة كائنة بمنطقة الحرفيين بمنشأة ناصر، على أثره انتقلت قوات الأمن لعمل اللازم، وتبين أن النيران تمسك بعقار مكون من 5 طوابق، وأن الحريق بدأ من الطابق الرابع الذي يسكن به حسن محمود، 67 عاما مدرس إنجليزي سابق "قعيد" نتج عن ذلك احتراق محتويات غرفة النوم ووفاة قاطنها وتفحم الجثة بالكامل. بسماع أقوال كل من عماد حمدي عبد العزيز، 24 سنة، قهوجي، عبد العزيز سيد، 51 سنة، سمكري "جيران الضحية" قررا أن المتوفى كان يقيم بمفرده ويعاني من عجز جزئي بساقه اليسري، ولم يتهما أو يشتبها في وفاته جنائيا، فتم تحرير محضر بالواقعة. لأيام ظن القاتل أن الجريمة مرت كسابقيها، إلا أن فريق التحريات كان يقوم بجمع المعلومات التى كشفت عن سرقة حقيبة جلدية تحوي متعلقات المجني عليه "2 هاتف محمول، 300 جنيه، نظارة طبية" وبمتابعة تقرير المعمل الجنائي بالإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية ورد متضمنا أن الحريق عمدي ويشتبه في الواقعة جنائيا. حل اللغز انطلق ضباط المباحث لتحديد هوية المتهم، عبر فحص المترددين على المجني عليه، وتبين أن آخر شخص تمت مشاهدته في وقت معاصر للواقعة كان محمد صالح 32 سنة، كهربائي، مقيم بمساكن الحرفيين الدويقة، سابق اتهامه في 6 قضايا (سرقة بالإكراه، سرقة مسكن، سلاح بدون ترخيص) وأنه وراء ارتكاب الواقعة. بإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردده تم ضبطه، وبمواجهته بالتحريات اعترف بارتكاب الواقعة، وأكد أنه تردد على مسكن المجني عليه في وقت سابق على ارتكاب الواقعة، بصحبة صديقه زكريا محمد، صاحب محل غسيل وكي ملابس كائن بالعقار المواجه لسكن المجني عليه، لتسليمه بعض الملابس الخاصة به، وأنه أخذ يراقبه فعلم أنه مصاب بعجز في قدمه، ويقيم بمفرده ويحتفظ بمبالغ مالية بالشقة. "حمامة زاجلة" كلمة السر توجه المتهم لمحل سكن المجني عليه، وطرق على باب مسكنه وأخطره بأنه من طرف جاره "المكوجي" زكريا، وهناك "حمامة زاجلة" سقطت داخل شرفة الشقة ملكه، وطلب منه السماح له بدخول الشقة فمكنه المجني عليه من الدخول، وعقب إغلاق الباب قام بدفعه وأسقطه أرضا وشل حركته وخنقه بيديه حتى تأكد أنه فارق الحياة وقام بنقله إلى غرفة نومه واستولى على المسروقات. أحضر المتهم أنبوبة بوتاجاز من داخل الشقة ووضعها بالغرفة وفتحها لتسريب الغاز، ثم أحضر مجموعة من الملابس ووضعها حول جثة المجني عليه وأضرم النيران بها حتى تأكد من اشتعال النيران بالجثة فى محاولة لإخفاء جريمته، وأغلق الشقة وفر هاربا. تم بإرشاده ضبط نظارة طبية ومبلغ مالي 100 جنيه من متحصلات الحادث بمسكنه، وكذا ضبط الهاتفين المحمولين المستولى عليهما لدى اثنين من عملائه، وأضاف إنفاقه المبلغ المالي المستولى عليه على متطلباته الشخصية. وأضاف المتهم أنه وراء جريمة قتل محمد عبد الفتاح، 75 سنة، عامل، ومقيم بذات العقار سكن المجني عليه منذ حوالي سبعة أشهر، حيث استغل إقامة الأخير بمفرده بالشقة سكنه فتوجه إليه وادعى له ذات الادعاء السابق بوجود أحد الطيور "حمامة" خاصة به سقطت بشرفة الشقة سكنه، وطلب منه السماح له بالدخول للشقة وعقب دخوله قام بالتعدي على المجني عليه بالضرب حتى سقط مغشيا عليه وقام بحمله ووضعه على سرير غرفته، وأحضر أنبوبة غاز صغيرة من داخل الشقة ووضعها بالغرفة وإشعال النيران بالجثة وبالغرفة ومحتوياتها، واستولى على 3 آلاف جنيه قام بإنفاقها على متطلباته الشخصية. تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.