أثارت الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقدت هذا الأسبوع بشأن قرار الرئيس ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، اهتمام جميع وسائل الإعلام. وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقريرها اليوم السبت: إن "تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إسرائيل ليس شيئًا جديدًا، إذ إنها تقوم دائمًا بتمرير القرارات المناهضة لإسرائيل". أما هذه المرة، فقد أدى هذا التصويت إلى إقصاء بعض الدول استراتيجيًا بالنسبة للولايات المتحدة، بسبب إدانتها قرار الرئيس ترامب بشأن الاعتراف القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية، حسب الشبكة. وأبدى أعضاء الجمعية العامة الذين صوتوا ضد هذا القرار -128 دولة- أسبابًا مختلفة لتصويتهم من بينها: أن أعمال ترامب تنتهك قرارات الأممالمتحدة القائمة بشأن وضع القدس التي يعود تاريخها إلى عام 1968، وذلك للتعبير عن رغبتهم في الوقوف ضد ترامب الذي قام بالتهديد بحجب المساعدات الخارجية لهذه الدول. وبالتصويت على القرار، لم تفعل البلدان أي شيء ينتهك شروط معوناتها الخارجية، وباستخدام هذه المساعدات كورقة ضغط، أصدرت الإدارة مجموعة من التهديدات الفارغة. وكان من بين الدول التي صوتت ضد قرار ترامب، والتي تحظى بأكبر قدر من الدعم -مصر والأردن وأفغانستان والعراق- ولكن من غير المتوقع أن تقوم الولاياتالمتحدة بقطع مساعداتها الخارجية عن هذه الدول. أما الدول التي قامت بالتصويت لصالح قرار ترامب، فهي -جواتيمالا وهندوراس وتوجو وجزر مارشال وولايات ميكرونيزيا الموحدة وناورو وبالاو- إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان لدى أي من هذه البلدان الصغيرة نظرة مشتركة للسياسة العامة بشأن وضع القدس، فقط الأمر المشترك الذي ضم هؤلاء الدول التسع، هو اعتمادها على المساعدات الخارجية الأمريكية كجزء أساسي من ناتجها المحلي الإجمالي. وقد أظهر تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مؤخرًا، أن البلدان التي لم تكن فيها إسرائيل قضية محلية كبيرة، ولكنها حصلت على الكثير من الدعم الأمريكي (جامايكا على سبيل المثال) امتنعت عن التصويت. وفي حين لم تكن هناك تكلفة كبيرة على الامتناع عن التصويت، فإن بعض هذه البلدان ربما قررت عدم المخاطرة بإفساد علاقتها مع "ترامب" وعرض مساعداتها الخارجية للخطر. أما من ناحية واشنطن، فهذه البلدان الصغيرة ليس لديها الكثير من القضايا الأمنية الوطنية المشتركة معها، لذلك كان من المتوقع أن يقوم ترامب بقطع المساعدات عن هذه الدول الصغيرة. وبالنسبة للبلدان الصغيرة الأخرى التي قامت بالتصويت لصالح قرار ترامب، مثل جواتيمالا وهندوراس، فهي لا تملك سوى القليل من النفوذ مع الولاياتالمتحدة، ولكنها تحصل على الكثير من الدعم، لذلك فإن تهديدات "ترامب" بخفض التمويل إذا صوتوا ضده قد يكون لها صدى كبير. أما الدول الكبرى، مثل مصر وأفغانستان، التي تتلقى الكثير من المساعدات الأمريكية فتعلم جيدًا أن "ترامب" لديه عمل مهم ومتواصل لمكافحة الإرهاب معها. يذكر أن الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صوتت أول من أمس، على مشروع قرار يدين إعلان القدس عاصمة إسرائيل، وأيدت 128 دولة القرار الذي يعتبر أي إجراء يهدف إلى تغيير طابع القدس لاغيًا، في الإشارة إلى قرار دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بينما امتنعت 35 دولة عن التصويت، وتغيبت 21 دولة عن حضور الجلسة الطارئة، وعارضت القرار تسع دول مؤيدة قرار ترامب.