رغم ارتفاع حالات الإصابة إلى 30 شخصا بمراحل عمرية مختلفة، يعاني مرضى الجذام بمحافظة كفر الشيخ من نقص الأدوية، إذ يقيم 6 منهم بمستعمرة الجذام بأبوزعبل، أما البقية، يترددون على مستشفى الجلدية بالمحافظة، وسط مخاوف من انتشار العدوى. يقول "محمد ه."، أحد مرضى الجذام، أن مستشفى الأمراض الجلدية بكفرالشيخ خصصت يوم الأحد من كل أسبوع لاستقبالهم رغم أنه من الأمراض المعدية، لافتا إلى أن زوجته وطفله "9 سنوات" أصيبا بالمرض عن طريق انتقال العدوى. يضيف "محمد"، في حديثه ل"التحرير"، أنه توجه إلى مدير المستشفى لصرف العلاج الشهري التي توفره وزارة الصحة له وأسرته، لكنه رد "التعليمات تقضي بصرف العلاج للحالات التي بها جروح فقط"، ما تسبب في إصابته بعجز كُلي وتآكل بالأطراف. ويوضح "محي س."، أنه عانى كثيرًا عند اكتشافه إصابته بذلك المرض، لافتا إلى أنه يمارس دور المستشفى بقرية الروس التي تعد بؤرة لمرضى الجذام بمصر، مستفيدا من الخبرة التي اكتسبها لطول فترة العلاج، قائلا: "أي حالات جديدة بكتشفها بحولها لمستشفى الجلدية بكفرالشيخ، ولدينا 40 حالة في القرية". ورغم إصابته منذ فترة، لم يكتشف "محي"، إصابة نجله "7 سنوات" وزوجته إلا بالصدفة "الأعراض كانت على هيئة نزيف". "فوجئت بإصابتي بالجذام عقب إصابة والدتي به".. يشير "دياب أ."، إلى أن اكتشافه للمرض تعود إلى شعوره بآلام في أصابع قدمه "إحساسي بالجلد شبه منعدم"، فتوجه إلى مستشفى الجلدية، وأجرى تحليلا من الأذن. يتذكر "دياب" تفاصيل ال60 دقيقة التي قضاها في انتظار نتيجة التحليل التي جاءت "سلبي"، إذ طالبه مدير المستشفى بالعودة للمعمل مرة أخرى للحصول على عينة من الأذن الأخرى، فكانت مثل السابقة، فتم منحه بعض الأدوية. منذ 6 أشهر، اكتشف "دياب" إصابته بسبب والدته "كانت حاملة للمرض منذ 10 أعوام"، مؤكدا "عاوزين نعرف سبب انتشار العدوى في القرية"، لافتا بأن المشكلة الأساسية تكمن في تأخر اكتشاف المرض، خاصة مع توقف عمل لجان المسح الطبي بعد ثورة 25 يناير. من جانبه، أوضح الدكتور محمد فاروق، مدير مستشفى الجلدية بكفرالشيخ، أن مرض الجذام يعد من أمراض " الوصمة"، لافتا إلى أنه قد تم اكتشاف 23 حالة خلال العام الجاري. وأضاف مدير المستشفى، في تصريحات ل"التحرير"، أنه فور اكتشاف حالة إصابة جديدة يتم منحهم جرعة من شريط "ريمكتان"؛ لمنع انتشار العدوى، وبعد ذلك يتناول 12 شريطا على مدار عام، بالإضافة إلى زيارة المستشفى شهريا؛ لمعالجة ظهورالقرح والجروح في الأيدي والقدمين. وعن طريقة انتقال المرض، قال مدير المستشفى إنه من خلال استعداد جيني وراثي بنسبة 4 % من البشر، و 96% يكون عن طريق العدوى، موضحا أن فترة حضانة المرض طويلة جدا تبدأ من 3 سنوات وحتى 30 عاما، مشددا على أنه ليس له علاقة بضعف المناعة قوله "سبب انتشاره يكون من خلال الهواء والتعرض الملاصق للمريض ولا يوجد حتى الآن دواء يتم اعطائه للمرافقين لوقايتهم". وتابع "نقوم بعمل دورات تدريبية للأطباء المكلفين بشكل سنوي لتعريفهم بالمرض، أما المسح الطبى يكون من خلال التنسيق مع الوزارة"، مؤكدا أن المسح الطبي يكون في شهر يونيو. وأوضح الدكتور محمد فاروق، أن المعدل الطبيعي للإصابات هو 35 مريضا سنويًا، لافتا بأنه يوجد 40 حالة تحت العلاج حاليًا، ويتم متابعة البقية، مختتما حديثه قائلا: "المرض ينتشر في القرى بسبب زواج الأقارب وانتقال المرض وراثيًا". بدورها، أكدت الدكتورة هالة أبوالسعد، عضو مجلس النواب بكفر الشيخ، أنها ستتواصل مع وزير الصحة؛ لعمل مسح شامل لقرية الروس. وشددت "أبوالسعد"، في تصريحات ل"التحرير"، على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الاحترازية؛ للحد من انتشار المرض.