قال الدكتور باهر محمد، الطبيب بمستشفى الجذام، ومدير وحدة التفتيش الصحي بقنا، أن عدد الحالات المصابة بمرض الجذام بلغت أكثر من 2000 شخص، مشيرا إلى أن هناك حالات لم تكتشف بعد بسبب أن المرض يكمن لسنوات طويلة قد تصل إلى 10 سنوات، ولا تظهر على المصاب أى علامات إلا فى مراحل متأخرة من المرض. وقال باهر فى اتصال هاتفى مع «الشروق» إن اكتشاف المرض مبكرا فى ال15 يوما الأولى للإصابة يسهل الشفاء تماما خلال 6 أشهر، إذا انتظم فى العلاج المقرر له، موضحا أن هناك عائلات بقرى نجع حمادى، وقوص مصابة بالمرض بسبب المخالطة وعدم الوعى الصحى، وأن المرضى فى محافظات الصعيد يرفضون إيداعهم داخل مستعمرة جذام. لكنه أكد أن الصحة تقوم بدورها فى توزيع العلاج المقرر من منظمة الصحة العالمية مجانا شهريا. ومن جانبه أكد مصدر مسئول بوحدة جذام إسنا طلب عدم ذكر اسمه، أن عدد الحالات الفعلية تفوق أضعاف الأعداد المسجلة بوزارة الصحة بسبب خوف المواطنين من إعلانهم عن إصابتهم، مشيرا إلى أن هناك 8 قرى بها إصابات لم يتم تسجيل حالات منها بسبب تدهور حالتهم الصحية، وخوف الأطباء من التعامل معهم لاحتمالية إصابتهم بالعدوى. وطالب المصدر وزارة الصحة بتشكيل لجنة محايدة تضم متخصصين بمرض الجذام لإجراء مسح شامل لقرى إسنا وقنا، والتأكد من الأعداد الحقيقية للمرضى، موضحا أن تكتم الوزارة فى إخفاء المعلومات والاحصائيات الرسمية يؤكد أن الأعداد أضعاف ما تم الإعلان عنه من خلال تحقيق «الشروق» الذى نشر أمس الأول الخميس. وبسؤال الدكتور سميح جلال، مدير وحدة الجذام بوزارة الصحة، عن سبب نقل مرضى الجذام من مستشفى قنا العام، وإنشاء مستشفى خاص للجلدية والجذام أنكر وجود مستشفى مستقل للجذام خارج مستشفى قنا العام، وهو ما يتنافى مع تصريحات الدكتور ممدوح أبو القاسم وكيل وزارة الصحة بقنا، الذى أكد فى مقابلة مع محررة «الشروق» أنه تم نقل عيادة الجلدية من مستشفى قنا العام، وتخصيص مستشفى تضم الجلدية بعيدا عن باقى العيادات. وكان مدير وحدة الجذام قد أنكر فى إحدى القنوات الفضائية صحة ما نشرته «الشروق» عن وجود مستشفى «جلدية» مستقل ومن خلال البحث وجدنا استجوابا لأعضاء المجلس المحلى للمحافظة فى عام 2009 موجها لمدير الشئون الصحية عن سبب نقل وحدة الجلدية والجذام لمبنى مستقل. وقدم محمود إسماعيل عضو المجلس المحلى لمحافظ قنا، استجوابا للمحافظ بتاريخ 23 يوليو، عام 2009 حول أسباب نقل تبعية عيادة الأمراض الجلدية من مستشفى قنا العام وتحويله لمستشفى الأمراض الجلدية. وكان رد مديرية الشئون الصحية وقتها على السؤال، أن هناك عدة أسباب أدت لنقل العيادة أهمها عدم وجود إخصائى جلدية بمستشفى قنا العام مع توافر التخصص بمستشفى الأمراض الجلدية، كما أن دراسة حديثة بوزارة الصحة أكدت أن نسبة عالية من مرضى الجذام يعيشون داخل قنا مما يستلزم تضافر جهود الإخصائيين والاستشاريين بمستشفى الأمراض الجلدية ولذا جاء قرار الضم لفصلهم عن باقى المرضى المترددون على قنا العام. ونشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكترونى باللغة الانجليزية فى عام 2007 أن مصر ترتيبها ال 16 عالميا من حيث عدد الإصابات بالجذام، ثم تراجع ترتيبها عام 2011 ل19 طبقا لتقرير المنظمة العالمية من ضمن 193 والثانية على مستوى الدول العربية بعد السودان.