انتحار ربة منزل في بولاق الدكرور، لا يزال حديث الناس هناك مع شعور جيرانها بالذنب بسبب إجبارها على ترك المنزل إثر اكتشاف إصابتها بمرض الإيدز دون ذنب منها، فقط لأنها تزوجت من رجل أدمن الهيروين ونقل لها المرض بسبب كثرة تعاطيه للحقن المخدرة، رحلت الأم في صمت تاركة طفلين لأب «مسطول» على الدوام. طيلة 6 أشهر، حاولت ربة منزل إخفاء إصابتها بذلك المرض؛ خوفا من "الفضيحة"، لكن الصدفة تسببت في كشف المستور، ليطالبها الجيران بترك المنطقة بالكامل، مما دفعها للتخلص من حياتها تاركة طفليها.
مأساة الزوجة المنتحرة تعود لزواجها في سن 24 عاما، من شاب يكبرها بأعوام قليلة داخل شقة بشارع النصر بمنطقة بولاق الدكرور، ورُزقا بطفلين، الأول "3 سنوات"، ورضيع لم يُكمل عامه الثاني.
شعرت الزوجة قبل 6 أشهر بحالة إعياء شديدة، توجهت على أثرها للطبيب، لتتلقى صدمة كالصاعقة "إنتي عندك إيدز"، كذبت الطبيب "إزاي.. أكيد في حاجة غلط"، تتوالى المفاجآت غير السارة للزوجة، إذ أخبرها الطبيب بأن زوجها نقل لها هذه الفيروس بسبب تعاطيه لمسحوق الهيروين بواسطة حقن مُلوثة.
بعد طول تفكير اتفق الزوجان على أن يبقى الأمر سرا خوفا من "نظرة" الأهالي، وحفاظا على صورتهما أمام طفليهما، لكن الصدفة قادت أحد قاطني المنطقة لمعرفة "السر"، وسط غضب كبار العائلات بالمنطقة الذين أبلغوا الزوج بوجوب حضوره "جلسة عرب" لتقرير مصيره.
مساء أول من أمس الأحد، حضر الزوج -وفق الميعاد المتفق عليه- بخطوات حثيثة يكسوها الخوف، ليخبره الحضور بقرارهم "إنت ومراتك لازم تسيبوا المنطقة.. بكرة الصبح تلموا حاجتكم وتمشوا"، حاول الزوج المغلوب على أمره مطالبتهم بالعدول عن قرارهم لكن طلبه قوبل بالرفض "القرار نهائي".
توجه الزوج إلى منزله، وأخبر زوجته بالقرار، لكنها رفضته بشكل قاطع، قبل أن يطالبها زوجها بإحضار طفليهما، ومغادرة الشقة، والعودة صباح اليوم التالي لنقل أثاث المنزل، ورفضت الزوجة مغادرة الشقة، ليصطحب زوجها طفليه، ويتوجه إلى منزل والدته، بينما صعدت أم الأطفال إلى الشقة بزعم تجهيز ما سيتم نقله في الصباح.
أفكار عدة تصارعت في رأس الزوجة وقررت في النهاية مصيرها ولم تمر سوى خمس دقائق على صعود أم الطفلين الشقة، لتقرر التخلص من حياتها، إذ قفزت من الطابق الخامس لتسقط جثة هامدة، حضرت قوة من الشرطة بقيادة الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور، الذي فرض كرودنا أمنيا، ومنع اقتراب أحد من مكان الجثة انتظارا لوصول النيابة العامة.
وكشفت تحريات الرائد طارق مدحت، عدم وجود شبهة جنائية، وأن المتوفاة أقدمت على الانتحار؛ لمرورها بأزمة نفسية سيئة، وحُرر محضر بالواقعة، أحاله اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة برئاسة المستشار هشام رفعت، رئيس نيابة بولاق، للتصريح بالدفن.